مشاركتي في مسابقة القصة القصيرة / لقاءٌ مُر .. " 7 " لقاءٌ مُر .. ارتجلَ من سيارته .. و سارَ بهدوءٍ قاصداً محلاً صغيراً ليبتاع بعضِ الحاجيات , و لكنه توقفَ فجأةً حينما وقعتْ عيناهُ على فتاةٍ جالسة على الرصيف , حدقَ فيها ملياً .. إنها فتاةٌ يعرفها جيداً .. فتاةٌ كانت في يومٍ من الأيامِ له حبيبه! انتفضَ قلبهُ في صدره , و عاد به الحنين إليها بسيلٍ من الذكرياتِ التي جمعت بينهما , لطالما أحبها و لطالما أحبته .. و لكن حدثَ أن افترقا منذُ أكثرِ من سنة , فما عاد يعرفُ خبراً عنها و لم يلتقي بها ثانيةً . ظلّ يحدقُ بها بصمتٍ و تردد .. اجتاحتهُ رغبةٌ شديدة للإقترابِ منها و تبادل الحديثِ معها , و لكنَّ ترددهُ انجلى حينما لاحظَ الشحوبَ البادي في وجهها اللطيف .. تقدمَ خطوتينِ و هو يتفحصُ تقاسيمَ و جهها , كان الإرهاقُ واضحاً عليها .. و عينيها تشكيان الذبول و الإعياء .. تألمَ لأجلها .. و فكرَ في نفسه - أهي مريضة؟ .. لا تبدو بخير! أخذَ نفساً و تقدمَ إليها بخطىً ثابتة , توقفَ قبالتها .. فنظرتْ إليهِ و قد بدت أنها أفاقت من شرودها لتوها .. و علتْ ملامحها الدهشة حينما رأته , بينما تكلم بلطفٍ و ابتسامة - مرحباً حنين .. كيفَ حالكِ؟ ما زالت تنظر إليه بعينيها الواسعتين دهشة .. ثم تكلمت بعد استيعابٍ قائلة - بخير , ماذا عنكَ يا وليد ؟ - جيد . ابعدت عينيها عنه , رؤيتها لوليد عادت بها للوراء .. قبل سنةٍ و أكثر .. حركت بداخلها مشاعر حاولت جاهدةً إخمادها .. بينما هو تكلمَ ليكسر الصمت - مررتُ من هنا , و رأيتكِ .. استغربتُ رؤيتكِ في الواقع . عادت بنظرها إليهِ و قالت موضحةً في هدوء - كنتُ في مكانٍ قريبٍ من هنا . قال وهو يحدقُ في عينيها - تبدينَ متعبة .. و لستِ بخيرٍ كما تدعين . أنكستْ رأسها .. وعضت على شفتها السفلى متألمة , ثم هزت رأسها بالإيجاب و قالت بصوتٍ مخنوق و الدموع أغرقتْ عينيها - ذلكَ صحيح , في الواقع .. كنتُ منذُ قليلٍ في المقبرة , واريتُ والديَّ الثرى .. لقد فقدتهما . اتسعت عيناه وظل يحدق إليها في صمتٍ للحظات , ثم همسَ أخيراً - ذلكَ مؤسف .. متى كان ذلك؟ - البارحة . اقتربَ منها و جلسَ بجانبها على الرصيف بحزن , و بعد دقيقة .. التفتَ إليها , فنظرتْ إليه هي الأخرى .. و التقت عيناهما , وبدا أن كلاً منهما يقرأ أفكار الآخر منذُ أكثرِ من سنة , كان وليد يرغب بالإرتباط بحنين .. لكن والديها لم يقبلا به لتواضع مهنته .. فعاد وليد حاملاً خيبته , وحنين خضعت مرغمةً لرغبةِ والديها الصارمين في أمرِ ارتباطها بوليد .. و انقطعا منذ ذلكَ الحين حتى اليوم . أما الآن , وبعدَ أن رحل والديها رحيلاً أبدي .. فلعل القدر جمعهما اليوم ليمنحهما الفرصة , و يخبرهما أنه عاد بالإمكان أن يرتبطا من جديد . هذا ما تبادر في رأس حنين , و لقد استطاعَ وليد أن يقرأ ما دار برأسها .. فوقفَ على قدميه و نظرَ إليها محاولاً استجماع رباطةِ جأشهِ و قال - كوني بخيرٍ يا حنين , عليَّ أن أذهبَ الآن . و مد يدهُ إليها لمصافحتها , فنظرت إلى يدهِ الممدودةِ أمامها .. و أصابتها الدهشة و الخيبة حينما وجدت خاتماً في أحدِ أصابعِ يده! وجهت بصرها إليه و قالت بصوتٍ مخذول - تزوجتْ ؟! ازدرد ريقه بصعوبةٍ شديدة .. ولم يستطع الجواب بل اكتفى بهز رأسهِ بالإيجاب .. و عيناه لم تبرحا النظر في عينيها المصدومتين خاب ظنها .. و تبددتْ أحلامها التي لم ترتسم بعد , و آمالها التي تبرعمت للتو سحقت سريعاً! .. لم يهبها القدرُ فرصةً لتفرح .. لقد خطفَ الأماني منها بلمحة . أخذت نفساً و همست بشفتينٍ مرتجفتينٍ و قلبٍ معتصر .. - آه .. ذلكَ جيد , أرجو لكَ حياةً سعيدة . و مدت يدها إلى يده تصافحه في ألم , فشد على كفها بقوة .. ينظر إليها بعينينٍ ترجيانِ العفو و المغفرة .. و همس - إلى اللقاء . - إلى اللقاء . و تركَ يدها ليغادر المكان .. و يبتعد عن حنين و يتجاهل ما حدث , هذهِ الصدفة جمعتهما عبثاً .. لتزيدَ بؤسهما بؤساً .. لتجدد حزناً قل وقعه في قلبيهما .. تأجج اليوم مستعراً بعد هذا اللقاء . ركبَ سيارته و أطلقَ نفسه الذي حبسه لفترة , و قبل أن يديرَ المحرك نظر إلى حنين من وراءِ الزجاج .. التي كانت تمسحُ دموع الخيبةِ بكم قميصها , مما زاد من ألمه و اعتصار قلبه , وضعَ قبضتهُ عند َ شفتيه .. و انحدرت دموعٌ ساخنة على وجنتيه .. و همسَ في داخلهِ المحترق - عذراً حنين , ما كان بوسعي الإنتظار حتى هذهِ اللحظة , فبعدَ أن قُوبلت بالرفض من والديكِ .. اشتطت أمي غضباً و لم يهدأ لها بالٌ إلا بتزويجي , حنين .. رؤيتك اليوم هيجت القلب و الحب الدفين .. لو أن القدرَ منحني إياكِ و أتاح الفرصةَ قبلَ اليوم! .. لكن , ما عاد بالوسع شيء .. بكل أسف . انتهت . |
قصه جميله بالتوفيق لك |
ٱلقصههٖ حزينههٖ لكنهٱ جممميلههٖ ، بـ ٱلتوفيق لـ ٱلكل .. تحيٱتيٰ:MonTaseR_205: |
جميلة جدا يعطيك العافيه بالتوفيق لك |
جميله ،، |
لقد اطلعت على جميع القصص وسوف ابدي رايي بشكل عام في موضوع التصويت |
الساعة الآن 03:12 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا