مرحبا ، أعلم أعلم
لقد غبت طويلا ، في الوقت لقد كنت أعيش حالة من الفوضى الذهنية و النفسية و .. و..
فوضى في كل شي حتى من مكتبي الصغير ، لم يسلم هو الآخر من هذه الزوبعة التي بعثرت كل شيء ..
بالمناسبة أنا آسف لمن يتتبع منشوراتي على عدم إتمام رواية "أهازيج الثورة" التي شاركت فضلها الأول على المنتدى .. تعلمون أنه يأتي على الإنسان أوقات يكون فيها منشغلا لدرجة أنه ينسى كل شيء و ينصب كل تركيز على شيء واحد فقط ، و أوقات أخرى لا يفعل فيها شيئا لكنه ليس في مزاج يسمح له بالكتابة
حسنا لن أطيل عليكم ، لقد بدأت كتابات جديدة أجمع فيها ما تشتت من ذكرياتي أثناء دراستي بالثانوية بشعبة علوم الرياضيات هذا لا يعني أني نسيت رواية الأهازيج ، سوف أعمل على كتابة الفصل الثاني مجددا بمجرد ما أكون مستعدا نفسيا لذلك
حسنا بانتظار ردودكم
تفضلوا بقراءة أولى الصفحات من "مذكرات تلميذ بالعلوم الرياضية"

-------------------------
مقدمة عن الملحمة (يستحسن تجاوزها لذوي الصبر المحدود) :

ترجع بي ذاكرتي الآن لأتقاسم معكم لحظات من ملحمة تاريخية عشتها ، و قاومت فيها ، بعد أن أشهرت سيفي و أعلنت بداية الحرب و القتال . كنت أمل نهايته مبكرا ، لكن الواقع أنه لم ينتهي إلى يومي هذا . بل زادت حدته و زادت شراسته ، سقط من صفوفنا مجموعة من المحاربين ، و انسحب بعضهم ، و البعض الآخر قرر المتابعة و الصمود رغم جراحه التي لم تندمل بعد . نعم يا سادة إنها ملحمة العلوم الرياضية أو "السيونص ماط" كما نسميها في المتداول ، تتعدد الأسماء و تبقى المعاناة واحدة .
لا بأس ببعض التصورات الدموية و الوحشية التي تتبادر إلى الآذان في كل مرة تذكر فيها السيونص ماط ، إن هذا الاسم به من لعنة الفراعنة ما به ، فما أن يذكر هذا المصطلح حتى تبدأ التسميات و الألقاب الأسطورية ، بالتهاطل بغزارة ، أظنكم تعرفونها جميعا ، ألقاب من قبيل : مطحنة الأعصاب ، الهرادة ، القراية ، السهر ، "أكراج" ، الستريس ، مالين الحرف ... و غيرها من التسميات التي تعبر عن حال تلك المخلوقات العجيبة التي لا تجيد شيئا في هذه الحياة سوى التعامل مع الكائنات الرياضية في المنزل ، في محطة الحافلات ، أو حتى في أحلامهم ..
مرت السنوات العشر من دراستي مرور الكرام ، و سرعان ما عصفت بي رياح شديدة تفقدك الإداراك بما حولك ، فوجدت حالي أمام باب ثانوية "الحسن الثاني"
كمسافر عبر الزمن أخطأ العنوان و سقط في غير عصره و معه 7 من زملائه .
لقد كان لهذه الثانوية فيما قبل قسط وفير من حديثنا و سبق لنا و أن تبادلنا سويا مجموعة من التصورات الوردية حول المكان ، و لم يكن يمنعنا شيء بإعلائها شأنا و هيبة ، و لو لم يسبق لأحد منا أن احتجز في مقاعد فصلها القاسية يوما ، و لا فات له قبلا أن تعامل مع مديرها الضخم الذي كان رمزا للخوف و السلطة بين جميع التلاميذ و الأساتذة على حد سواء . دخلت عصابتنا الباب و توجهنا نحو الحراسة العامة مباشرة لاستلام ورقة الإذن بالدخول ، ربما تتساءلون عن السبب ، و لماذا لم نبدأ الدراسة حتى أكتوبر ؟ حسنا ، هذه حكاية أخرى ، وددت لو سكتت عنها ، لكن ضميري لن يرتاح حتى أسمعكم إياها ، في الواقع لقد كنا حالة خاصة نحن السبعة أو الثمانية ، كنا قلة قليلة فترددت النيابة الموقرة في توفير قسم لهؤلاء المساكين المعدودين على أطراف الأصابع ، فكانت النتيجة أن بقينا بلا دراسة لأزيد من أسبوعين ، كنا أثناءها كدمية علقت بطرف خيط رفيع من عنقها في صحراء خالية ، تميل بها الرياح يمنة و يسرة تحت حرارة الشمس التي كانت تلهب جلودنا استمرت هذه الحالة لأيام ، حتى أتى خبر الإفراج عنا أخيرا ، فتم إعلامنا بضرورة جمع أغراضنا للالتحاق بثانوية الحسن الثاني ، فكان لزاما علينا في تلك الفترة أن نعمل كالآلة أو أكثر فقد بدأ طحن الأعصاب بالفعل منذ الآن من جمع وثائق التسجيل في الخارجية هناك ، و إعداد ملف الداخلية ، و ملف طلب المنحة و ملئه و .. و... الخ من المتطلبات و الإجراءات اللا منتهية التي تضعها الإدارة المغربية فوق ظهرك المقوس بلا أدنى شفقة أو تساهل ، و كأنك حامل أثقال . تبا لكل هذا ..
من حسن حظي أن لي أخا أكبر مني فقد تكلف بكل شيء ، في الوقت الذي كنت فيه أنا أنعم فيه بالهدوء و الراحة و الاستمتاع بمشاهدة التلفاز ، أو التجول صعودا و نزولا في الصفحة الرئيسية لحسابي على الفيس بوك .
لكن الحياة كانت مستمرة رغم كل ذلك ، و في عمق غفلتي سرعان ما تتحطم مشاعري الشامخة بعد أن استطعت إدراك ما لم أستطع رؤيته طوال الأيام الماضية ، ألا وهو الفراق ، كنت على وشك فراق أمي الغالية و أبي و إخوتي ، و قطتنا التي دللتها أختي ، و التي لا زلت أحتفظ على جلدي ببعض الذكريات منها على شكل خذوش طولية تأبى أن تزول حتى اليوم . لقد أدركت للتو أنني سوف أشتاق لأحدهم ، سوف أنام و أستيقظ كل يوم بعيدا عن أحدهم .. لقد أدركت للتو كل الحقائق التي كانت غائبة عني في الوقت الذي كنت فيه ألهو و أحلم و أخطط للمستقبل .

يا سلام
يبدوا لي أن مرحلتكم الدراسية كانت حافلة بالمغامرات ..
ربما يجب عليك التفكير في تدوينها و مشاركتها معنا بدورك
فأيام الثانوية تبقى هي الأجمل

جعلتني متشوقا لمعرفة المزيد عن الأحوال الدراسية بالمملكة العربية السعودية
أتمنى إذا كان لديك حساب على موقع التواصل الاجتماعي أن تبعث لي طلبا للتواصل معك

بوركت أيها الغالي

سرد جميل ومشوق ..متابع ،،



لي عودة للمشاركة اذا ما اسعفتني
ذاكرتي السيئة بشيء يستحق التدوين ..

بوركت أيها الغالي .. شكرا لك