اليوم قصيدة جديدة ’’ بنكهة مختلفة عن سابقتها لكنها جميلة المذاق المعنوي ’’ بها جماليات كثيرة ’’ بها مشاعر كسرت ’’ بها جروح دامية ’’ بها محاولات لم شتات الذات ومحاولة الاستعلاء على المشاعر المفضوحة ’’ بها الكثير من الوفاء ’’ والكثير من عدم التقدير ’’ شاعر أقف في قصة جديدة معه ,, قديمة عن سابقتها كتاريخ ’’ حديثة في حديثها كمصافحة استمتع بالخوض معها الحوار ’’ وأسبر أسرارها التي قد لا تكون واضحة المعالم ’’ فهناك أمل أن تُخفى لتختفي العذابات وتتحقق البشارة التي تزف السعد من بعدها فهل هي كذلك ؟؟؟
سأبدأ مع قصيدة قد قطعت على نفسي وعداً أن أعود لها ’’ وأنا كلي فخر بعودتي لساحات أجد فيها للإبداع منهل ينتهل منه ’’ فلنبدأ لنبين الصور ,, والعبر وقصة جديدة ترسم الابتسامة معكوسة لتصطبغ بمشاعر الحزن فتكون منه ملامح يصح أن صح التعبير أن نتلمس من خلالها ملامح الحزن العتيق ,,
المقدمة : (( البشارة بتبدل القلب ))
أبشرك أني .. من جروحي . تشافيت
جروحي اللي .. منك العام .. خابرها
عند غيرك .. أمنت قلبي .. وتداويت
أحييت نفسي اللي معك كنت قابرها
مقدمة تستل في أول كلماتها (( أبشرك )) العنوان الذي عنونت به معاناتك ’’ والبشارة هي الفرحة والخبر العالي جداً في تجدد الأمل ,, في وصول نبأ وخبر مفرح أكتسح الحياة فمثل خبر يعلي بالنفس لأقصى درجات الفرحة ’’ والبشارة تكون لشخص ينتظر تحققها بشدة ’’ وبقوة ’’ ولنأخذ مثال في البشرى أليس النبي يعقوب (عليه السلام) كان ينتظر عودة النبي يوسف ( عليه السلام ) بفارغ الصبر ’’ ظل ينتظره لأعوام وأعوام حتى فقد البصر ’’ ولما بُشر بعودة النبي يوسف ( عليه السلام ) وعرفه رجع له بصره فتلك البشرى شيء سار جدا ’ ولننظر في قصة النبي زكريا ( عليه السلام ) قال تعالى : (( يا زكريا أنا نبشرك بغلام اسمه يحيى ) وزكريا كان كبير جداً في السن ولم يرزق بأطفال تصور فرحته إذا البشرى ً خبرها مفرح فوق الحد ’ المثالين السابقين جئت بهما لأقارن بهما حالك هل أنت بشرتك هكذا ؟؟ لندقق هنا بالبشارة أولاً تقول لها أنك تشافيت من جروحها ’ هي تلك الجروح المعنوية التي يخلفها جرح أعمق أثراً من جرح بدني لأن الجروح الجسدية تبرأ مع الزمن وتلتئم ’ أما الجروح النفسية تكون أشد وطأً وتأثيراً فالتشافي منها يأخذ وقت طويل ’ وأثرها لا ينسى مهما طال الزمن ’ وأنت تزعم بشفاء تلك الجروح ’ وأنك أصبحت بأحسن حال من غيرها ’’ وتلك الجروح طرأت على ما نلمسه معك في أبيات القصيد من السنة الماضية أراه بخلاف قد حل بينكما ’’ وأنها على علم بتلك الجروح تماما ’’ وكيف لا وهي مسببتها ’’ وهنا تنقض عليه بالدواء والترياق من حبها ’’ يكمن في تبدل مشاعر القلب فقد حلت أخرى مكانها ’’ وتقلدت العرش وتوجت عليه ’’ وتكمل ملامح الدواء المشافي المعافي ’’ وتصف لها في الشطر الثاني من هذا البيت أن حبها كان مثل المقبرة ’ ومن في المقبرة إلا أموات لا حياة بهم ’’ وتترأى لنا صورة المقبرة بظلمتها ووحشتها وكم هي مهجورة ذلك كان وضعك بقربها روعة رسم تلك الصورة بشدة ’ بل في غاية الروعة تلك المقدمة ولكن هل بالفعل تشافيت ؟؟ هل بالفعل حل حب جديد في حياتك ؟؟ أنا أرى إن الإجابة لا وإنما جئت بذلك الكلام كنوع من الأغاضة لها ولإثارة الغيرة عندها فتريد أن ترد لها مرارة الخيانة أما كيف عرفت واستنبطت بأنه حالة إثارة المشاعر والغيرة سأوضحه في حينه فأنا أرى قصة متكاملة لا أجزاء مبتورة عن بعضها البعض ,, قصيدتك متكاملة تدل على ذلك ’’
ولأشير لجمال
الصور الفنية والأساليب والمحسنات :
(.. من جروحي . تشافيت) : كناية عن تبدل المشاعر .
(عند غيرك .. أمنت قلبي .. وتداويت) : كناية عن وجود البديلة لحب القلب .
(عند غيرك أمنت قلبي) : استعارة تصريحيه شبهت قلبك كالوديعة الغرض منها بيان وجود حبيبية جديدة أسرت القلب ..
(نفسي اللي معك كنت قابرها) : استعارة تصريحيه شبهت نفسك كشيء مادي يدفن والروح أمر معنوي الغرض منها بيان وحشه الحياة وكدرها وعذابها بقربها .
الصور روعة جدا وخاصة الأخيرة ..
أبيات تحت عنوان (( الوفا طبعي )
لا تحسب أني . بك والمشاعر تسليت
أنا التسلي .. والخيانة قطعت دابرها
أنا الوفي . . إذا .. في يوم . . حبيت
لا اغصب الروح . ولا بالضغط اجبرها
أبيات جديدة ترسم حالة الوفاء الذي يميز البشر بحقيقتهم السامية المتعالية فوق دركات تنزل شأنهم ’ خصلة وصفة تعلي صاحبها ترقى وتسمو بصاحبها لمراتب عالية جداً ’’
فتقول لها أنا لم أتخذك ِ وسيلة للتسلية ولتمضية الوقت وضياعه ’ بل أنا أعلى من ذلك بكثير فالرجل الحقيقي يسمو فوق تلك الدناءة بل نفسه تعاف تلك الأساليب ’ فالخيانة ليست طريقك ولا طريقتك , فأنت تقطع كل الطرق المؤدية لسبيلها ’ فتسقط صفة الوفاء على ذاتك ’ وخاصة في حالة الحب وجداً أراها هنا رائعة لأن الخيانات تحدث أغلبها في مجال المحبين هنا الخيانات ترفض وتوضع لها خطوط حمراء وعلامات استفهام فكيف بمحب أن يخون ويغدر ؟؟ روعة جداً ’ وتبين لها أنك لست أنت من تجبر على حب أو اختيار من يهواها القلب وهنا تلوح لي بالأفق صورة جداً رائعة الذي لا يجبر هو الحر لأن الأحرار مخيرين في حياتهم لا مسيرين يختارون طريقهم ’ لا ينتظرون أن يملي أحد عليهم الأوامر روعة ,, أرى هذين البيتين بيتي حكمة وعبرة راقا لي جداً ,,
الصور الفنية والأساليب والمحسنات :
(والمشاعر تسليت) : استعارة مكنية شبهت المشاعر كلعبة يتسلى بها ’ الغرض منها بيان أنك إنسان مشاعرك صادقة .
(والخيانة قطعت دابرها) : استعارة مكنية شبهت الخيانة بكائن يعاقب الغرض منها أبعاد صفة الخيانة عن شخصيتك .
(لا اغصب الروح . ولا بالضغط اجبرها) : استعارتين مكنيتين ’ فشبهت إن الروح تغصب وتضغط أو تجبر والغرض منهما بيان إنك حر مخير لا مسير .
روعة الصور وهنا أيضا بالذات الصورة الأخيرة ,,
أبيات تتغنى تحت عنوان (( الجزاء لا يطنبق على جنس العمل ))
أما أنت .. من صدق المشاعر . تبريت
اصغر . . الغلطات . . مني . . تكبرها
غلطتي . . إني .. في حبك . . تماديت
وانته عرفت .. نفسي . كيف تكسرها
تأتي لباقة أبيات جميلة تعكس شخصيتها هي محوريا انعكاس كامل فهي نقيضك تماما هي مشاعرها مزيفة مصطنعة , وكأنها أب أو أم يبرى من ابن أو ابنه أو صديق يتبرى من صديقه أو ما شابه ’ فهي في مكان ’ وصدق المشاعر في وادي مختلف تماما ’ حلوة وايد الصورة ذي , والدليل على ذلك أنا تنتظر الزلة والغلطة الصغيرة منك عشان تهولها وتكبرها ’ فعلا هذه الصورة جداً صادقة وواقعية اللي يحب بصدق يعدي الهفوات الصغيرة ويطوفها ’ أما اللي يريد التخلص فهو يتربص بأي خطأ أو زلة ثم يعمل على تكبيرهم وتهويل الأمر وهي ليس من صفات من يحب بصدق ’ فاللي يحب بصدق له عدسة نظرية لمحبوبة تختلف عن كل البشر حتى العذاريب والعيوب تتحول لشيء محبب فلا يكاد يرى في محبوبة تلك العيوب ’ وإن رآها يصحح مسارها لا يحاول استغلالها ’ثم تركن إلى الإكمال أنت ترى بعد كل عطاءك إن غلطتك الكبرى انك تماديت كثيراً بحبها وذلك دليل أنك عشقتها بل همت بها حبها كبير جداً ’ وهي عرفت ذلك المدخل وتلك النقطة نعم هذه أيضا صورة حقيقة واقعية عندما يعرف الطرف الآخر غلاه قد يبادله ’ وقد يستغل ’ وقد يسطو ويتسلط أنت النوع الثالث كان من نصيبك ’ فهنا بادرت هنا إلى كسر الخاطر والنفس ’ روعة روعة ,,
الصور الفنية والأساليب والمحسنات :
(من صدق المشاعر تبريت ) : استعارة مكنية شبهت المشاعر كابن عاق أو صديق سيء يتبرأ منه لسوء خلقه الغرض منها بيان تجردها من صدق المشاعر .
(اصغر الغلطات مني تكبرها ) : أصغر وأكبر طباق إيجاب .
(في حبك تماديت) : كناية عن عظم حبها بقلبك .
( نفسي . كيف تكسرها ) : استعارة تصريحيه شبهت النفس كعظم يكسر الغرض منها أظهار خيبة الأمل منها ودائما يأتي منها ما لا ترجوه .
روعة الصور وبالذات الأولى والأخيرة ..
جديد من الأبيات تحت أنين (( خيبات أمل ))
الله اكبر . . منك .. بالخيانة .. تجازيت
وش أنت منه .. كان المحبة ما تقدرها
خاب ظني . . يوم أنا .. فيك . . ظنيت
ورود المحبة . في دروبك كنت انثرها
أبيات جديدة تصيح بأنين ’ وحنين ’ تبدأها بعبارة (( الله أكبر )) أحنا درجنا في البيئة الخليجية نكبر ونتخذ هذه العبارة الدارجة جداً في لهجاتنا العامية عندما نريد أن نستنكر على شخص فعلته ’ بالمختصر بمعنى هو كذاب بتهويل ’’ فأنت مستغرب أنها تجاوزت في حد خيانتها لك ’’ ولكن ما نوع الخيانة هنا ؟؟ أنا أراها خيانة عدم مبادلة المشاعر والتلاعب بمشاعرك اعتبرتها جريمة وخيانة لا تغتفر ’ لماذا رجحت ذلك ؟؟ لسبب أبيات القصيد اللي عديتها بها لا تدل على خيانة نكراء ’ ولكن خيانة في شرع المحبين بعدم مبادلة المشاعر بمثلها فلو كانت فعلا خاينة الخيانة بمعناها الحسي الدارج لما قلت فيها هذا النوع من القصيد ’ لا كان قصيدتك راح تتجه إلى نسف العلاقة ’ إلى منحنى اخر في تأنيبها والتبري منها ’ الرجل الشرقي لا يقبل تلك الخيانة وعندما تخون المرأة تلك الخيانة ينساها ينسفها ’ لذا أرى من الاستحالة أن تكون هي خاينة خيانة حسية ’ بل هي خيانة مشاعر والتلاعب بها كما أسلفت ’ وهناك دليل قادم بقوة في البيت الأخير راح يؤكد كلامي ’ ثم تجنح إلى خيبات متتالية فلم يكن ذلك أملك أو مبتغاك ’’ وكنت حسن الظن معها لذا خيبة الظن تكون ثقيلة وقاسية عندما تأتي ممن لا نتوقع منهم ذلك ’’ ثم أشرت إلى لغة الورود عادة أرى الورد لغة الرومانسية ’’ لغة المحبين وفعلا ذلك ’’ لذا أشرت إلى حبها بباقة وليس بوردة فقط ’’ وكأن حبك شابه الباقة في عطائها من شذى ’ وألوان ’ وما أجمل الآتي أنك تنثر في دربها الورد رائع جداً نحن دائما نقول للمقربين منا سنفرش طريقكم وردا ’’ سنفرشه بالسجاد الأحمر لتدل على مدى عطاءك في عالم حبك لها ’’ وكأنك ذللت كل الصعاب التي قد تكون وعرة في طريقها ’’ لذا أنت أصبت بخيبة الأمل روعة ’’
الصور الفنية والأساليب والمحسنات :
(الله اكبر منك بالخيانة تجازيت ) : كناية عن عدم مقابلة الحب بالوفاء المستحق .
(بالخيانة تجازيت) : أستعارة مكنية شبهت الخيانة كعقوبة مادية محسوسة الغرض منها بيان قسوة عدم مبادلة المحبة عليك .
(ورود المحبة في دروبك كنت انثرها ) : كناية عن تذليل كل الصعوبات من أجلها .
جميلة جدا الصور
الخاتمة جاءت تحت مسمى (( تمني تغير الحال ))
الله حسيبك . . بعت في حبي وشريت
اسأل الله .. نفسي من الكسر يجبرها
تأتي للختام متمنياً أن تأتي عقوبتها من الله فهو القادر على تغير المحال ,, فقد جعلت من حبك تسلية ولعبة بيدها ’’ فهي تتاجر بمسمى ذلك الحب ,, هنا رمزية الصورة عندما نشوف حد متضايق نقوله على سبيل المواساة (( بعني بالسوق )) فنجد ذلك تقدير الحال فيرد قائلا (( اشتريك ما أبيعك )) ’ لكن بما أنك نسبت لغة البيع والشراء والمساومة في الحب هنا رمز للأستخاف في مجال الحب ,, الآن المهم قادم في بداية الأبيات قلت أن جروحك تشافت ’ وأنك بدلتها بأخرى ’ وبعد ذلك قلت سأقدم لك الدليل انه لأ كل ما سلف أغاضة لا غير لإثارة الغيرة ’ كما قلت إنها ليست خاينة وقحة بل اعتبرتها جزافا لأنها لم تبادلك الحب وهنا في الشطر الأخير الدليل لو كان حبيت غيرها ’’ ما توجهت بالسؤال إلى الله كي يجبر كسرك ’’ فنفسك وخاطرك لا زال مكسور ,, فإذا كان لا زلت تعاني من كسرها فكيف جرحك اندمل ؟؟ لا زلت أرى في أبيات القصيدة قلباً ينبض بالحب لها ’’ سواء كان حب حقيقي خيالي ,, أبيات القصيد تشير للعكس تماما ’’ وأرك تتمنى العودة ’’ عندي ملاحظة بسيطة أرى قصيدة (( يا رسول الحب )) جاءت امتداد منطقي لهذه القصيدة وأراها بترتيب زمني متتابع ومناسب وكأن شخوص قصتك في القصيدتين لم تتغير ’’ سوى بإضافة وسيط أو رسول المحبة هناك ’’ أنا قلما أربط بين قصيدتين كامتداد لكن هنا وجدت الامتداد والترابط موجود ,, كأجزاء وسلسلة متتابعة ’’ وروعة خاصية التتابع هذه ,,
فيه شيء أخير قبل الصور البيانية ’’ قصيدة (( البرواز )) لعبدالرحمن بن مساعد لها نفس الروح ’’ وأنا قصيدة البرواز أحبها بشدة ’’ يعني بالمختصر نعم أنت شاعر عندك انطلاقة قوية فهل نشاهدك يوماً بمنبر شعري أتمنى ذلك بأذن الله ’’

الصور الفنية والأساليب والمحسنات :
(بعت في حبي وشريت) : استعارة مكنية شبهت الحب كسلعة تباع وتشترى الغرض منها بيان استخفافها بمشاعرك .
(بعت في حبي وشريت) : بعت وشريت طباق إيجابي .
(نفسي من الكسر يجبرها) : استعارة تصريحيه شبهت النفس كالعظم يكسر ويجبر ’ الغرض منها بيان مدى خاطرك المكسور بعدم نيل ما تتمناه منها من مشاعر .
( الكسر والجبر ) : طباق إيجابي
قصيدة جميلة جداً ترتقي لمستوى الروعة ’’ عشت فيها أجواء جميلة ولطيفة ,, لنرى تلك الاستمرارية الجميلة دوما
صح لسانك وسلمت يمناك
مرت من هنا
الجادل