تسير بنا القوافل كم تسير .
ويجهدنا الترحّل والمسير
تقاذفنا الوهاد إلى سواها
يزيد لهاثنا يفنى النّمير
فماذا بعدُ هل يُطوى عناء
يلين الصّعب ينقاد العسير؟

ماذا جرى يا أمّتي هل فارس .
يشري الجنان فأين أنوار الحرابْ
أمّ النبيّين الحــبيب مــحـــمدٌ
من ذا يؤم الجمع من بعد الغيابْ
طال الدّجى والفجر فينا كامن
هذا سراجي زيته يشكو استلابْ
هذي معاول غدرهم في مهجتي
هدمي يُرام فأينكم أهلَ الكتاب؟!

أين الذي إن أُدمعت عيني سرى
كالبرق يثلم ليل ظلم واضطراب
باقٍ أحدّق في المدى علّ النّدا
يأتي بأبطال أشاوس لا تهاب
يلتمّ شمل أحبتي في ساحتي
ويغور أهل الغدر صنّاع الخراب

أيدركني ضيم وأنت ذخيرتي
وأُظلم في الدنيا وأنت نصيري؟!

آه منّي .. من ضبابيّة مصيري
‏ليه أنا الحاضر ولا كنّي هنا

‏والدموع إن شفتها بعيون غيري
‏ليه أحس إن السبب فيها أنا؟