07-06-18, 02:16 AM | #26 | |||||||||||||||
| المجموعة الرابعة العناق الرابع (( عناق بعد الاعتراف )) قالت :عشقتك عشقَ مجنون الهوى وَرَنَتْ بمُقْلتِها على استحياءِ فتطايرت مني مشاعرُ تتَّقي سحرَ الهوى وتربُّصَ الأعداءِ فتعانقت منِّي ومنها -لهفةً- تلكَ المشاعرُ وارتقتْ بسمائي نأتي لمجموعة العناق التي توجت فعليا ’ كل لحظات العناق المعنوية السابقة ’ روعة هذه الأبيات فاقت ما سبقها ’ لنرى بعد ما همست ماذا كان الرد ’’ فقد نطقت بما أطربك ’ بما جعلك منتشيا سعيدا ’ اعترفت بالقول ’ بنطقها بلسانها ’ أكدت من خلال ذلك الكلام عشقها لك ’ مبادلتك المشاعر والأحاسيس ’ وعشقها عشق من يهوى بجنون ’ نلمح هنا بصورة سريعة عشق قيس لليلى لكن بصورة معاكسة ’ وبعد ذلك الاعتراف ’ وما تتمتع هي به من خجل ’ لم تستطع النظر إليك ’ لم تستطع ملاقاة العين بالعين ’ فشتت النظرة وأطالتها لما هو بعيد (( الرنا )) تدل على ذلك ’ وكم للرنا من معانً جميلة بكذا لغة فهنا بالعربية لإطالة النظر ’ ومن حضارة الهند تعني الملكة ’ ومن الأسكندنافية تعني النبل والشهامة تلك مما طرأ عليّ وأنا أقف مع هذه المعاني الرائعة ’ وبعد سماعك لاعترافها نلت ما تريد فلم تستوعب ما بك من سعادة كبيرة ’ وكأن مشاعرك أصبحت كالطائر يطير نحوها ’ لكنك وجلت وخفت من فرط تلك المشاعر ’ والأروع من ذلك هي تبادلك بمثلها ’ خفت من ذلك الحب الساحر ’ من الحسد أو ما شابه ’ خفت على ذلك الحب الكبير من من يترقب وينصب الكمين ’ فكلمة (( تربص )) تدل على أما تربص الخير أو الشر ’ ولكن الربط بالأعداء يدل على ذلك المعنى قطعا ’ وكأنك تخاف من فقد حبها ’ بعدما ضمنته ’ وكأنها مطمح لعدو أو ما شابه ’ وكلمة (( تربص )) وردت في سورة التوبة عن المنافقين ’’ قال تعالي : (( ونحن نتربص أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون )) ( الآية 52 من سورة التوبة ) ’ وهنا التربص يدل على الشر لا الخير من قبل الأعداء ’ ولكن تكلل ذلك الاعتراف في ختام هذه الأبيات ’ بعناق اللهفتين معا ’ فقد باتت مشاعر كليكما مكشوفة للآخر ’ ومنها من فرط تلك اللهفة ’ ومن عمق ذلك العشق ’ والسعادة وكأنها حلقت في السماء معبرة عن تلك اللهفة بالمشاعر الممتزجة من حب وسعادة ’ وكانت تلك سماءك أنت التي صنعتها بمحض إرادة عاشق روعة جدا بل في غاية الروعة ’’ الصور والأساليب والمحسنات : (( مجنون الهوى )) : كناية عن العشق الكبير ’ ولنقرب الصورة مثلا كعشق قيس لليلى (( رنت بمقلتها )) : كناية عن إطالة النظر وتركيزه بعيدا عنك كنوع من تشتيت البصر (( فتطايرت مني مشاعر )) : استعارة ’ شبهت المشاعر كمادة تخرج منك وتتطاير كطائر أو مادة أو ما شابه ’ الغرض منها بيان فرط السعادة التي انتابتك باعترافها بعشقها لك (( تتقي )) : كناية عن الخوف من فقدان الحب ((فتعانقت مني ومنها لهفة )) : استعارة ’ شبهت اللهفة كشخص قابل للعناق ’ الغرض منه بيان تبادلكما لقصة العشق والهوى ((ارتقت بسمائي )) استعارة ’ شبهت المشاعر كطائرة ’ أو إنسان يرقى لأعلى الغرض منها بيان سعادتك من فرط المشاعر المتولدة حينها روعة جدا ’’ | |||||||||||||||
|
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
| أصدقاء منتدى مسك الغلا | | |||||