|
:: تنويه :: |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
12-21-18, 02:00 AM | #1 | |||||||||||||||||
•~ رونق التوليب ~•
|
رسالة .. إلى ميِّت . رسالة إلى ميّت • أعُجُّ بزُحامٍ غريب .. و كأنّي لم أحِير يوماً !.. أو لمْ أتألم ، أو لم أتعرّض للغصاتِ و النوبات .. نوبةِ البكاءِ الحادة و الإنهزامِ و الوَجع . و كأنَّ الألمَ قد ملأني من أخمصِ قدمي إلى رأسي !.. غصصتُ بالشعورِ حتى اختنقت ، و لمْ أجِد منفذاً لأُفرِغَ من ألمي هذهِ المرة و لو بالدموع ..! شعورٌ مريع !.. حتى كدتُ أنّي أتوقفُ عنِ التنفس .. و كنتَ بالطبع سبباً في ذلك .. فها أنا أُمسِكُ بروايتكَ المملوءةِ بالحبِ و أعراضهِ و أمراضهِ .. كأولِ روايةٍ قرأتها لكَ اجتاحتني .. تسرَّبَ الحب بطريقةٍ ما إليَّ حتى تشرّبته !.. و لكن لأفسِّرَ الأمرَ لكَ أكثر !.. لمْ تكُن روايتكَ كفيلةً لفعلِ كلّ ذلكَ بي ، فهناكَ أسبابٌ أخرى .. أسبابٌ أخرى ترجِعُ إليك . لا أُريد لومكَ و أنتَ منْ غادرَ الحياةَ إلى الآخرة و الكلُّ يصفّقُ إليكَ و لجمالِ أعمالِك ، و كنتُ واحدةً مِن أولاءكَ الناسِ العاشقينَ لحرفك ، و إحساسِكَ و الجلبةَ التي تُصدرها أحاسيسكَ في الصدرِ و الروح .. لكنّكَ أنتَ من أخذتني إلى عالمك ، أنتَ من جعلني أغرقُ و أغرق !.. أنتَ من أسكنني الأحلام ، و مَنْ ارتشفتُ مِن عالمهِ النشوةَ الأولى .. و ها أنا أتساءل !.. هَلْ مَددتَ جِسراً إلى قلبي ؟!.. جسراً بلا نهاية ، أو نهايةٍ محجوبةٍ بالضبابِ السائد الذي جعلني أمشي بحذرٍ و ترقُبْ .. أعتقدُ أنني علقتُ في ما قبلَ النهاية ، لأن الضبابَ اشتدَّ كثيراً !.. فما عُدتُ اهتدي النهاية ، و لا حتى أينَ يقودني .. هلْ يمتَدُ إلى السماءِ أم إلى حافةِ الهاوية ؟!.. لا أعرِفُ شيئاً سوى أنني أسيرُ منْ حيرةٍ إلى حيرة .. و ذاكَ الشيء الذي أوقعتهُ فيَّ تمكّنَ مني و مِنْ كُلِّ أجزائي .. بتُّ عارمةً بالأحاسيس ، شغوفة ، تملؤني العاطفة .. و لا أُوعزُ طبيعتي المرهفة الرقيقة لِصَنِيعكَ بي !.. لكِنّكَ مسستني حتى .. حتى فِضتُ بغزارة .. حتى صرتُ أستشعرُ بهِ من حولي .. و كأني منهُ و فيه .. ما أخشاهُ الآن هوَ أنْ أكونَ نُسخةً أخرى منك ، لكنّي سأكونُ ضحيةَ نفسي !.. سأُغرِقُ نفسي بكلتا يديّ ، بينَ دُفّتي كتابي و في غزارةِ حرفي .. أشعرُ بتعاسةٍ شديدة .. و كُرهٍ أشدّ لكلِّ ما دونتهُ يدايَ و قلبي ، كَرِهتُ ما أطمحُ إليه .. كرهتُ حلمي ، أحبابي ، و كتابي الذي لمْ يولد بعد .. أعتقِدُ في الحقيقةِ أنّهُ أُجهِضَ من رحمِ أمنياتي حينَ كنتُ في صراعي ، و ألمي و انهزامي !.. لا أستطيعُ معَ الأسف أنْ أخبركَ بكلِّ ما فيّ مِنْ شعورٍ هذهِ اللحظة .. لكنّ روايتكَ كانت البداية ، و كانتْ بالنسبةِ لي الخِتَام .. عُذراً !.. ربما أزعجتُكَ برسالتي هذهِ و أفسدتُ راحتك ، لكنني أحسستُ حينما قرأتكَ في مقدمةِ الكتابِ أنكَ وصلتَ لي .. لذلكَ أحببتُ أنْ أصِلَ إليك .. و لو لَمْ أصِلْ .. دوماً أمتثِلُ بك .. في كُلِّ شيء . رغمَ كلّ العبث الذي عصفَ بي من قبَلِ حرفك ، لَنْ تكونَ هذهِ الرواية هي الأخيرة التي سأقرَأُها .. و لكنَّ حرفي هنَا اختنق .. و أنا على يقينٍ أنَّ هذهِ الأوراق ستكونُ الأوراق الأخيرة .. لِمَنْ فهمني .. و لمن لَمْ يفهمني !.. شكراً لوقتِكم و قراءتكم ، أنا شديدةُ الامتنان ، شديدةُ الحب لكلّ مَنْ أحَبّني .. التوقيع .. خُذلان + أحلام + أوهام + أمَلْ ربما أنا كُل هذا ، لكنّ الأكيد أنني حُب .. | |||||||||||||||||
|
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
| أصدقاء منتدى مسك الغلا | | |||||