بسم الله الرحمن الرحيم

أبوعلي رجل طيب القلب ورث عن أبيه قلة الحيلة وقلة الإمكانيات
لكنه ورث بيته الصغير, بفناء فيه حمار

2

تزوج أبوعلي بنت جاره وهي في مثل حاله
علي , كان أول الأبناء
به أصبح أبوعلي .
تجاهل الناس تسعة آخرين
يعيشون زحمة المكان وعراك الزاد

3

صحة أبوعلي ثروتة الوحيدة وعليها بعض الحاسدين
بجانب هذه الثروة , كان الحمار مورده الوحيد

4

كنور الأرض الزهيدة التي كانت مقنعة لأناس
قانعين يعيشون ليومهم وفي حال أنفسهم
وهكذا حتى الحمار ورث عنهم رتابة الزمان والمكان

5

البعض يعطي أبوعلي جزء من إنتاج الأرض
البعض يعطيه جزء من ثمن إنتاج الأرض
ثم يجد نفسه معهم أمام الخباز
أو في أسواقهم الشعبيه (كلاً بقسمته راضي)

6

مع زيادة عدد العيال كان هناك تقادم على الحمار
بفطرة غريزية يدرك أبوعلي أن موت الحمار أو مرضة
مصيبه لهم كنتيجة.
خسارة الأبناء تتمثل في موت أحدهما الحمار أو أبيهما

7

مع تغير الأيام وتجددها تغيرت الأحمال
كان الحمار ينقل بعض سلال الخضار
وقليل من حزم البرسيم , أو بلح نخيل
أو سعف يابس وما شابه ذلك
لكن اصبح للحمار شأنا آخر بإنشاء السوق
المركزي , ينقل أكياس الأرز والسكر والطحين
بجانب أكياس الإسمنت وأحياناً الطوب والحجارة الشامية

8

وهكذا أصبح أبو علي ميسور الحال
مع تعدد مهام الحمار اصبح الاجر
ليس على المشوار
بجانب جور الزمان زادت الاحمار تعاظم
الاجهاد على الحمار

9

في تعدد المهام أصبح أبو علي ينقل الأحمال بأجر
مقطوع,
أرهق الحمار
مرض الحمار
تعافى الحمار
جرح الحمار
أمور لم تعد تهم ,
تشغيل الحمار هو كل مايهم

10

خر الحمار من طوله وعرضه في شارع التجار
صاح أبوعلي في ربعه , لكنهم إبتهجو بفقد هذا الحمار
تتوزع عليهم حصته من الأحمال

11

تهدلت آذانه الطوال قبل النفس الأخير
همس الحمار في آذان أبوعلي وقال :
سلم لي على العيال , هذه ساعتي
الأخيره يا أبوعلي أوصيك أن تشتري لكل
إبن حمار .

12

غادر الحياة مخلفاً في مكانه كومة روث
وكثير من الأحزان

13

بكى أبوعلي حماره الحميم مورد
رزقه عبر السنين
رجع إلى البيت نظر إليهم وقال
الحمار يعطيكم روحه , مات أبوكم , مات الحمار

14

عندك علي بارك الله فيه
دور له عن شغل
لقد أصبح رجال
هكذا إقترح الجيران
في عصر يوم الحزن على الحمار

15

أصبح علي مورد البيت الوحيد
يعيل البيت
ويعيل نفسه
ويعيل الأقارب
والعاطلين من إخوانه

16

مات الحمار وعاش علي

17

وسط الناحبين والباكين من المنتفعين ,
روى علي حكايته,
ليبطل العجب

18

على سريره الأبيض ,
قال علي :
أسدل الموت الستار
ليس على الحياة
لكن تقشرت أدوار
لتنكشف أدوار
إنها الحياه تبحث عن مؤلفين


27/6/2011
11:13 مساءً