ملامحك عميقة
حفر الزمن اخاديد على وجهك
تظهر كبر عمرك وعدد السنون التي عشتها
لحيتك المشعثة يلفها الشيب
عيناك مرهقتان بالكاد تظهر بين قسمات وجهك
ترتدي لباس أصفر وتمسك بمكنستك
تجمع القمائم الملقاة من ابناء وطني
.
.
كم نحن اضحوكة ..نجلب أناس من أوطانهم
من بين اطفالهم ..نرمي بهم في هذا البرد القارص
بطونهم فارغة وشفاههم متشققة ..
وكل ذلك
لتنظيف أراضينا التي تتسخ بسببنا
..
أي معاناة أكبر من هذه جرّتك إلى عملك هذا
اقتربت من نافذة سيارتي على خجل
تنظر إلى تارة وتمس بمكنستك تارة
علني أشفق عليك ببضع هللات
تجلب بها ما يدفئ جسدك
او يروي عطشك
..


كم نحن مثيرون للشفقة
نجلب شخوص من بلادهم
لأننا لا نستطيع المحافظة على نظافة شوارعنا
كم نحن ثلة من السفهاء لأننا وبكل بساطة
لا ننظر لذلك المنديل الذي نرميه من نافذة السيارة
كم سيسبب الآسى لأشخاص أخرون
بشر مثلنا ..لكن حالت الأقدار أن يكونوا مكاننا
..
فتحتُ نافذة السيارة
اخرجت بضعت ريالات من محفظتي
ومددت بها لك

لكن ولدهشتي لقد رفضت أن تأخذها
بل شعرت بإهانة من ذلك
ترجمتها في نظراتك الساخطة مني
ورحلت من جواري
وبقيت أتأمل فراغك للحظات
ايقظني من ذلك صوت منبه السيارة خلفي
بتغير لون الأشارة للأخضر
انطلقتُ بسرعة حتى يتوقف
عن ازعاجي بمنبهه المزعج

..
ولكنك حفرت لنفسك مكان في ذاكرتي