الموضوع: طفلي لا يقرأ
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-11-16, 06:18 PM   #1
شموخ المجد

الصورة الرمزية شموخ المجد

آخر زيارة »  04-22-24 (02:14 PM)
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي طفلي لا يقرأ



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


تعاني الأم في هذا العصر أشدّ المعاناة مع طفلها الذي لا يريد أن يكتسب مهارة القراءة ولا يشعر بأدنى احتياج لفكرة أن يقترب من كتاب أو حتى قصة ليعيش معها بكيانه وخياله، ففي هذا العصر وحيث القنوات الفضائية اللانهائية و**** الإنترنت المفتوحة ليل نهار وآلاف الألعاب الإلكترونية الشيقة فضلاً عن مواقع التواصل الاجتماعية التي تسلب اللبّ لم يعد بإمكان الطفل أن يستوعب أو يدرك مدى أهمية وضرورة اكتساب مهارة القراءة ومصادقة الكتاب.

إنه بالفعل تحدّ شديد الصعوبة وهو الأخطر عندما تتصدى الأم لمهمة الارتقاء بوجدان طفله وعقله تمهيداً لصقل شخصيته وإكسابه النضج الكافي لمواجهة تداعيات الحياة، وحتى يكون الإنسان المثقف القادر على رؤية الأمور كلها بالعمق اللازم وحتى تبنى شخصيته على أسس راسخة.

من الضروري أن تتحدث الأم مع طفلها في البداية لتعلمه بأنه بدون القراءة لن يكون ذا خيال ولن يكون ذا قدرات إبداعية مؤثرة وفعالة فمهما كانت ميوله واستعدادته الفطرية ومواهبه التي منحه الله إياها لن يكون بإمكانه أن يواصل حياته نحو تحقيق النجاح والتفوق ثم الإبداع والابتكار بدون أن يكون له النصيب الوافر من القراءة.

الاختيارات المناسبة :

حتى يعشق طفلك القراءة لابد أن تختاري له المواد المناسبة لمرحلته العمرية والتي تتناغم إلى حد كبير مع اهتماماته فبعض الأطفال يبدون شغفاً بالرياضة وخاصة كرة القدم فما اجمل أن تأخذي بيده إلى عالم الكتاب من خلال المؤلفات التي تعرض معلومات عن هذا المجال الذي يعشقه وهو كرة القدم، وبعض الأطفال يكون لديهم ولع بالشخصيات الكرتونية الخيالية ويحبون متابعة حلقات هذه الشخصيات على التلفاز فيمكنك أن تشجعي طفلك على القراءة من خلال الروايات والقصص التي تتحدث عن مثل هذه الشخصيات وتستجلي بطولاتها من زوايا جديدة تسمح للخيال بمساحة أكبر.

مكتبة منزلية :

اهتمامك بوجود مكتبة في داخل منزلك وحرصك على أن تكون متمتعة بالجمال والتنسيق وتتعهديها بالتنظيف والرعاية يكون من شأن ذلك إرسال رسالة مباشرة إلى وجدان طفلك بأن الكتب تستحق كل الاهتمام والتقدير وأن لها مكانة غالية في حياة الفرد وهذا سيدفعه بالتدريج وفي يوم من الأيام إلى الاقتراب من هذه المكتبة ومحاولة سبر أغوارها والتعرف على ما تحويه فكل خزينة تكون ذات جاذبية خاصة وتدفع إلى الفضول لمعرفة ما تحويه.

أوقفي طغيان الشاشات :

ضعي حدود، أوقات ورقابة جيدة على متابعة طفلك للتلفاز، واستخدامه للهاتف والجهاز اللوحي، فكثرة متابعته واستخدامه لها، تجعله ملولا من الكتاب، لا يترك لخياله وذائقته اللغوية فرصة للنمو.

القدوة :

من الأمور التي تحفز طفلك على الإقبال على القراءة أن تحدثيه عن كل الشخصيات الناجحة والمبدعة والتي لها شأن ممن يمكن أن يكونوا قدوة جذابة له وأكدي له مدى شغفهم بالقراءة منذ الصغر واضربي الأمثلة التي تؤكد هذا المعنى ولن يعجزك ذلك إذا تمكنت من الاستعانة ب**** الإنترنت للحصول على هذه المعلومات.

لا يمكن أن تشجعي طفلك على القراءة إذا كان وقتك كله يضيع أمام مسلسلات التلفاز والحديث مع الجيران ومتابعة صفحتك على الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي والزيارات والتسوق وغير ذلك، لابد أن تقرأي أنت ويكون لك حظّ مع الكتاب بصورة يومية وليست موسمية وهذا هو الحافز الأكبر الذي سيدفع بطفلك نحو القراءة.


المصدر : رسالة المرأة