عرض مشاركة واحدة
قديم 01-14-16, 08:52 PM   #1
amirh

آخر زيارة »  05-05-16 (12:06 AM)
المكان »  القصيم

 الأوسمة و جوائز

Icon N14 ماذا خلق الله الشر ؟



لماذا خلق الله الشر ؟




لماذا خلق
الله الشر ؟

..
قال صاحبي ساخراً :
كيف تزعمون أن إلهكم كامل و رحمن و رحيم و كريم ورءوف و هو قد خلق كل هذه الشرور
في العالم .. المرض و الشيخوخة و الموت و الزلزال و البركان و الميكروب و السم
و الحر و الزمهرير و آلام السرطان التي لا تعفي الطفل الوليد و لا الشيخ الطاعن .
إذا كان الله محبة و جمالاً و خيراً فكيف يخلق الكراهية و القبح و الشر .
و المشكلة التي أثارها صاحبي من المشاكل الأساسية في الفلسفة
و قد انقسمت حولها مدارس الفكر و اختلفت حولها الآراء .
و نحن نقول أن الله كله رحمة و كله خير و أنه لم يأمر بالشر و لكنه سمح به لحكمة .

{ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (28)
قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَ أَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ (29)
}
الأعراف – 28 .

الله لا يأمر إلا بالعدل و المحبة و الإحسان و العفو و الخير و هو لا يرضى إلا بالطيب .
فلماذا ترك الظالم يظلم و القاتل يقتل و السارق يسرق ؟
لأن الله أرادنا أحرارا ..
و الحرية اقتضت الخطأ و لا معنى للحرية دون أن يكون لنا حق التجربة و الخطأ و الصواب ..
و الإختيار الحر بين المعصية و الطاعة . و كان في قدرة الله أن يجعلنا جميعًا أخياراً و ذلك
بأن يقهرنا على الطاعة قهراً و كان ذلك يقتضي أن يسلبنا حرية الإختيار . و في دستور الله
و سنته أن الحرية مع الألم أكرم للإنسان من العبودية مع السعادة ..
و لهذا تركنا نخطيء و نتألم و نتعلم و هذه هي الحكمة في سماحه بالشر .




و مع ذلك فإن النظر المنصف المحايد سوف يكشف لنا أن الخير في الوجود
هو القاعدة و أن الشر هو الإستثناء .

من كتاب| حوار مع صديقي الملحد

لــ
د. مصطفى محمود