عرض مشاركة واحدة
قديم 01-16-16, 05:53 PM   #1
إحساس طفله

آخر زيارة »  04-22-24 (09:24 AM)
المكان »  بِـ مملكتـي
الهوايه »  آلشِعـــــر ..
- يَآربَ أسآلكَ رآحَه تِستوطِن
- قلوبنآ بعرضِ سمَآئك .!,

 الأوسمة و جوائز

افتراضي السعادة مَطْلَب



بسم الله الرحمن الرحيم

- السعادة مَطْلَب**

اخْتَلفت أنظار الناس إلى ماهية السعادة ؛ فمنهم من جَعلها في المال ، ومنهم من ظنّها في الجاه والسُّلْطان ، ومنهم من يحسبها في الولد .. إلى غير ذلك .
وكل هذه الأشياء لا تُحقق السعادة ولا تجلبها ، بل قد تكون سببا للشقاء ، فهناك من شَقِي بِولده ، وهناك من أشقاه الملك والْجَاه حتى كان سببًا لِقَتْلِه ! وكذلك ما يتعلق بالمال .. فإن كثيرا من الناس يشقى بِجمعه ثم يشقى بِكَنْزِه !

إذا .. أين تكمن السعادة ؟
إنها في طاعة الله ، وفي عبادته ، وفي تسخير ذلك كله في مرضاته سبحانه وتعالى .**
فالمال لا يكون سببا للسعادة إلاّ إذا تم استعماله فيما أباح الله ..**
وكذلك سائر وسائل السعادة ..**
بل حتى هذه النفس وهذا الجسد لا يسعد إلاّ إذا استُعمل في طاعة الله ؛ لأن هذا الإنسان إنما وُجِد لِعبادة الله وطاعته ، فإذا استُعمل في غيرها من المعاصي والغفلة والبُعْد عن الله ؛ كان ذلك سببا للشقاوة .**

قال أبو سليمان الداراني : إن قوما طلبوا الغِنى ، فحسبوا أنه في جمع المال ، ألا وإنما الغنى في القناعة ، وطلبوا الراحة في الكثرة ، وإنما الراحة في القِلّة ، وطلبوا الكرامة مِن الخلق ، ألا وهي في التقوى ، وطلبوا النعمة في اللباس الرقيق والليِّن وفي طعام طَيِّب ، والنعمة في الإسلام والستر والعافية .**

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : من أراد السعادة الأبدية فليلزم عَتَبَة العبودية .

وما هذه الدنيا إلاّ ساعة فاْجعليها – أُخيَّـه – طاعة .. لتُدركي سعادة الدنيا والآخرة .

قال ابن القيم : وبَين العبد وبين السعادة والفلاح صَبْر ساعة لله ، وتحمل مَلامة في سبيل الله .
وما هي إلاَّ ساعة ثم تنقضي = ويذهب هذا كُله ويَزول

قال بعضهم : مساكين أهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا أطيب شيء فيها . قيل : وما هو ؟ قال : معرفة الله عز وجل .
قال ابن رجب : فمن عاش في الدنيا لا يعرف ربه ولا ينعم بخدمته فعيشه عيش البهائم !

ولَمَّا أكَل إبراهيم بن أدهم كسيرات يابسات ثم شَرِب من ماء النهر ، ثم قال :**
لو عَلِم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم والسرور لَجَالَدُونا بالسيوف أيام الحياة على ما نحن فيه مِن لذيذ العيش وقِلّة التعب !

والسعادة في التقوى .. كما قيل :
ولست أرى السعادة جَمْع مالٍ = ولكن التقي هو السعيد**

فالكلّ ينشد السعادة ، ويبحث عن الراحة ، فالسعادة مَطْلَب للجميع ، الذكر والأنثى ، المسلم والكافر ، الصغير والكبير ..


 
مواضيع : إحساس طفله