part 5
خرجا من ذلك الكوخ بعد أن سمعا تلك الصرخة المدوية وبدأ كل واحد منهم يجري ..
يجري نحو المجهول ! على أمل أن يجدوا مخرج من هذا المأزق الدموي ..
اختفى صوت الصراخ تدريجياً وانخفضت تلك الأصوات التي كانت تلاحقهم ، في حين توقف ( وليد ) و ( مروان ) ليلتقطوا أنفاسهم ..
قال ( وليد ) في ندمٍ شديد وواضح :
- أنا أسف ياصديقي أنا من وضعتك في هذا المأزق .
- لا وقت لذلك يا ( وليد ) فلنهرب بسرعة !
ذهبا إلى موقع البئر ، هو قلب الحدث و فيه قد قتلت "شيماء".
رأى وليد أن البئر في محيطه قد يتدفق منه سائل غريب شيئاً فشيئاً و كأنه دم.
تذكر أن المسن قد قال له "لا تنظر في أي شيء يخرج من جوانب البئر و حتى إن رأيتني أهرب فقط أهرب"
حاول أن يتلازم الهدوء لكي لا يُفزع مروان ، بدأ و كأن سراب من خلف البئر قادم لهم خُيِّل لهم أن هذا السراب هو بشري قادم.
مروان قد قال لـ(وليد) : من هذا ؟ قد يكون وقع في مأزق مثلنا لنساعده.
لم يطمئن قلب وليد لهذا القادم فقال : هيا بسرعة لنهرب لا تثق بأي شخص هنا.
ركضا نحو قبو بجانب أحد البيوت القديمة لكي يدخلا فيه حتى يذهب هذا الغريب.
حاول أن يفتحه مروان لكنه مغلق بإحكام ، بحث عن حجر أو أي شيء لكسر القفل.
و فعلاً قد كسره ، و دخلا إلى القبو بسرعة و بطيش دون تفكير بما سيحدث داخله.
*يدخلان ببطء*
مروان دب بداخله الرعب يلتفت يميناً و شمالاً.
جلس كل منهما ينتظران القدر و ما الذي سيفعله أو بالأحرى ما الذي سيُكتب لهما.
في صمت المكان قال مروان بضحكة فقدان أمل : لا أعلم لكني فقدت كل أملي بالخروج ، فأنا أبداً لم أشاهدك تسيء التصرف في مثل هذه المواقف لمَ يا وليد لمَ ؟
رأى وليد الحيرة في عيون مروان ، ابتسم و قال له : حسناً سأخبرك بأمر ما انا ...
فإذا بصوت وقوع زجاجة في داخل القبو لفتت انتباه كليهما.
أشهر مروان الضوء بصوت خافت و تردد
- من هنا ؟
تقدم قليلاً ليرى ما الذي حدث !!
رأى وليد قدمين خلف الطاولة التي وقعت منها الزجاجة و قد هربت بسرعة عندما لاحظها.
صعق قال لمروان : يا إلهي تعال بسرعة بسرعة.
هرع مروان لإستجابة نداء وليد ، فإذا من يمسك قدميه ، و كأنها ضحكة طفل.
كلام متلعثم لا يُفهم كل الوضوح منه بأنه يردد : لعبتي الجديدة لعبتي الجديدة.
كان يقصد مروان !!
صرخ مروان : وليد أحدهم أمسك بي و كان واقع على الأرض.
رمى كل ما في يديه و هم لمساعدة مروان أمسك بيديه و شده بقوة لكن مقاومة من يمسك قدمي (مروان) كانت قوية.
كأن صوتاً آخر مع صوت الطفل قد حضر ، و كأنه صوت امرأة !!
كان لا يُرى إلا ظلها يترنح على الجدار العكسي قادمة نحو مروان و وليد و هي تقول : اترك لعبة ابني.
مروان فقد الأمل : اتركني يا وليد أرجوك أتركني و أهرب لا أمل من إنقاذي.
- أصمت يا جبان لن أتركك هنا مع هؤلاء.
- أخرس لا وقت للجدال ، إن قُضي علينا نحن الاثنين معاً ، فقد يطمس سر هذه القرية ولا يعرف محتواها الناس فيأتون هنا و يقتلون كما حال الأبرياء البقية.
أبعد يدي وليد عنه سقط وليد.
فإذا بـمروان يُسحب
صرخ وليد مروان و قد وقف لكي يمسك يده من جديد فهو لم يفلت يديه بل مروان من أرغمه على ذلك.
حاول إمساك يد مروان مجدداً فإذا بالأوان قد فات !!
لم أصدق ما حدث ، هل حقاً مات مروان ؟
يا إلهي ماذا فعلت بهذا المسكين ، قد دمرت حياته و انتهت !!
صوت خافت من خلف وليد يهمس في أذنه *أرحل من هنا قبل أن أجعلك طعاماً لقطتي*
التفت سريعاً مروان خلفه لم يرى شيئاً
عرف أن الجلوس هنا لا فائدة منه ، فقد ينقذ حياة مروان حقاً إن أسرع في سباق الزمن.
خرج مروان من القبو و هو عازم على إخراج مروان من هذه الورطة.
فقد قال بصوت غضب : بدأت الحرب الآن.