الموضوع: الحب الاسطوري
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-18-16, 07:50 PM   #3
general

الصورة الرمزية general

آخر زيارة »  05-02-24 (02:57 PM)
المكان »  في ظل سلمان الحزم
الهوايه »  قصص العالم الاخر ( الجن )

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




الحلقة الثالثة ..

انقضت الليلة وتبعتها الايام، وانا امضي معظم ساعات المساء من كل ليلة في حديقة المنزل وانا انتظر مجيئها …وبينما كنت قلقا ذات مساء في ليلة قمراء، باغتني صوت امي الحبيبة:

قلي مين هي سعيدة الحظ اللي شاغلة بالك يا حسن؟ قلي وانا بروح اخطبها الك، وخلينا نفرح فيك يا حسن، مش هي ام الشعر الاشقر…والله يا عم انها حلوة وبتستاهل، ولونو امها مش ولا بد، وبتفكر حالها في اميركا …طيب انا رايحة انام، واول على آخر راح

اعرف…بدك مني إشيء قبل ما اروح؟

قلت وأنا أبتسم:

شكرا يا امي، تصبحين على خير …

استدارت امي عائدة الى البيت، وتوارت عن ناظري.. هبت نسمة صيفية ناعمة خفيفة تحمل معها صوتا ملائكيا عذبا. حتى أنه لو اشتد هبوب النسمة شيئا قليلا لما كنت سمعته …

سارح في مين يا حسن؟ في سوزي ولا في امها …؟

وما ان التفت الى مصدر الصوت حتى كاد قلبي يقفز من موضعه، انها غادة ذات الجمال الذي يعجز عنه الوصف، تجلس على حافة سور الحديقة تحت ضوء القمر الذي زاد جمالها ابهة، وزاد حسنها دلالا…خمرت روحي واسرت قلبي وعواطفي، وراح العقل يحلل كلامها

أيصدق أم يكذب، ايعقل انها سمعت ما دار من حديث بيني وبين امي …لا ، كيف ذلك ؟ انه امر عجيب،كيف عرفت غادة ان التي كانت تقصدها امي هي سوزي ؟ اقتربت بخفة ريشة ناعمة على نسمة الصيف الدافئة حتى دنت مني وجلست على كرسي القش القديم…اخذ

النسيم يداعب شعرها الناعم وهي تقول :

حسن: ما بك لماذا انت مذهول …هل هذه اول مرة تراني فيها ؟ ام ان معرفتي لاسم سوزي جعلك غير قادر على التركيز، فهذه بسيطة كل ما في الامر اني سمعت حديثك مع امك…ومن خلال قدرتي على الاتصال بأفكارك عرفت اسم سوزي …حسن لماذا لا تتكلم.صحيح

اني استطيع قراءة ما يجول في خلدك، ولدي القدرة على معرفة كل ما تفكر به الان، إلا أنني يا حسن في شوق لسماع صوتك …حسن، لا داعي للحيرة، تكلم اعلم انك تريد مساءلتي …طيب يا حسن سأساعدك، انت تريد ان تسالني من انا، هيا اسأل …

عجيب امر غادة، فعلا هذا ما كان يراودني وكل ما كنت افكر فيه كانت تقوله …واخيرا نطقت:..

نعم من انت ؟..

وقبل ان اكمل جملتي، جلجلت في اذني ضحكة ساحرة . كانت تضحك حتى اعتقدت انني قلت نكتة، بدأت اشاركها الضحك، ولما تلاشت امواج الضحك …قالت:

اترى، ان الامر بسيط، من انا …ها انت تتحدث جيدا، انا يا حسن من عالم غير عالمكم ..

أهذا يعني انك من الجن …؟

ضحكت ضحكة شقت امواج الاثير لتستقر في نفسي، انتشت روحي لعذوبتها وقالت:

انا لست من عالمكم، فلا ابي ولا امي من البشر، ولاني ابنتهم هذا يعني اني كذلك لست من البشر…

حرت في امرها ومن تهربها من الاجابة على السؤال، ثم سالتها وكان في سؤالي شيء من الاصرار..

اجيبي فقط هل انت جنية ؟وكيف تستطيعين قراءة افكاري ؟

اجابت باختصار وبنبرة ساخرة:

انا لست انسية يا حسن .

احترت بجوابها اكثر ، وغصت في بحر مليء بالحيرة والاسئلة…صمتت، وكان في صمتها شيء مريب. وعادت لتقول:

بكل سهولة يا حسن، استطيع معرفة كل ما يجول في خاطرك دون جهد او عناء، استطيع ذلك ما دمت تفكر في، وبما انني جزء من افكارك، فهذا ليس بالامر الصعب علي …حتى انت يمكنك ان تقرا افكار غيرك ما دام الشخص الاخر يفكر فيك.وهذه هي عملية الاتصال بين

الافكار، نحن نختلف عنكم باننا نثق بقدراتنا ونترجم الافكاربسرعة وسهولة، اما انتم، فالامر ليس بالسهل بل نادر جدا وبصعوبة بالغة يستطيع بعضكم ان يترجم ما تحسون به لانكم خطاؤون وتخشون الوقوع في الخطأ، الامر الذي يحد من قدرتكم على فهم كل شيء اما ما

يميزكم عنا هو خوفكم المستمر من كل شيء، حتى من انفسكم ،واذا ما رغبت يا حسن، ساعلمك كيف يمكنك قراءة افكار غيرك …

عدت لنفس السؤال لا شعوريا :

من انت ؟ومن اين اتيت ؟ومن تكونين ؟

ردت وكانت كلماتها ممزوجة بنغمة فيها شيء من السخرية حاولت ان تخفيها بشيء من المزاح في كلامها لتجيب :

اسمي غادة، ولست من الانس وانا من عالم آخر غير عالمكم .

اذن انت من الجن …!!

لست من الانس واطلق على انتمائي ما شئت من المسميات.

وابتسمت ابتسامة ساحرة اشعرتني وكانني طفل صغير يحتار في اختيار الاسئلة، ويشعر بالخجل حيال اسئلته التي يعتقد انها لا تخلو من الحماقة والسخف …اذن هي جنية ولكن ما السبب الذي يكمن وراء عدم بوحها عن جنسها وعن العالم الذي هي منه..؟رتبت افكاري،

استعدت ذاكرتي وغادة لا تزال تحملق بي…قلت في نفسي: هي الان تعرف الذي افكر فيه، يا الله كم ابدو سخيفا وضعيفا امامها …قالت:

انت لا تبدو سخيفا يا حسن.

ضحكت وقلت لها:

ارجو ان تراعي الوضع الذي انا فيه الان.

وامتزج كلامي بشيء من الضحك، ولم استطع السيطرة على احساسي ..فضحكت وضحكت هي كذلك..

اسمعيني، والله ما عدت افهم شيئا كلما جئت بسؤال يأتيني الجواب حاملا الي المزيد من الحيرة..حتى لا احتار وتحيريني معك ساعديني على فهم ماذا يحدث .

ابتسمت وقالت:

تفضل ماذا تريد ان تفهم ..؟