الموضوع: الحب الاسطوري
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-18-16, 07:51 PM   #5
general

الصورة الرمزية general

آخر زيارة »  اليوم (04:28 AM)
المكان »  في ظل سلمان الحزم
الهوايه »  قصص العالم الاخر ( الجن )

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الحلقة الخامسة

اغمض عيني.. انام ثم استيقظ.. ثم انام ثم استيقظ والاحلام ما تزال تراودني، والكوابيس تلاحقني ثم انام واستيقظ ولا اقوى على الحراك. افتح عيوني اتفحص الغرفة، اجد امي جالسة امامي، انها نائمة على الكرسي بجانبي، يعاودني السؤال: اين انا ؟..ماذا يحدث؟ اتذكر

الحديقة.. غادة ..دموع …نعم اذكر، لقد كنت في الحديقة وكانت معي غادة ،حدثتها وحدثتني، اغضبتها حزنت لذهابها ..نعم لقد تركتني ولكن اين انا…؟

زاحمت الافكار في مخيلتي، ومن وسط زحام الافكار، ظهر وجه غادة الجميل …انها غادة كما عهدتها، بنظراتها وابتساماتها الساحرة، اقتربت مني تسير بدلال وانفة، ونظرات عينيها لا تخلو من بريق الحزن والشفقة، دنت وجلست على حافة السرير بجانبي حاولت

النهوض ..لم استطع الحراك ولم اقو على الكلام ..كل شيء شل في جسدي ما عدا التفكير والنظر ..انظر اليها ..ترفع يديها تمتد نحوي تميل بجسدها المتناسق وصدرها المكتنز باتجاهي، ينسدل شعرها الاسود كالشلال يتدلى على صدرها ليلامس صدري ليفصل بيننا تبعده

بيدها برقة ودلال تزداد زاوية ميلها وكان بها شوق ولهفة لاحتضاني تسارعت دقات قلبي…حاولت تحريك يدي ولم افلح…يختلجني شوق دفين اتمنى ان اضمها بعنف الى صدري ولكنني لا استطيع، لا اقوى على فعل ذلك ..

فقدت كل قدرة على التركيز لم اشعر براسي أوجسمي، لم اعد ارى شيئا أو اشعر بشيء. أسمع بضع كلمات شبيهة بالاحلام تقول لي :

ـ “انت الان تقترب من الحديقة ،انت الان بالحديقة “..

ارى حديقة منزلنا ..ارى شخصاً ملقىً على الارض …انه انا ،نعم انا، ارى نفسي ..ارى امي تحضر الى الحديقة تقترب تحاول ايقاظي ..حسن ..حسن تصرخ،تحضر اختي..يحضر الجيران..يحملوني!!! ينقلونني في سيارة…اصل المستشفى ..اطباء ..

ممرضات..اجهزة..فحوصات …ارى بوضوح كل شيء حدث معي، ابتداء من وجودي في الحديقة وحتى لحظة صحوتي من الغيبوبة في المستشفى، بسرعة هائلة تمر الاحداث امامي..كل صغيرة وكبيرة تمر بسرعة .الغريب في الامر اني كنت استطيع ان اصحو في أية

لحظة اريد ذلك أن يحدث وانا في المستشفى، لا، لا اريد ذلك ,وبسرعة هائلة ، بدأت اعود الى حيث بدأت، واشعـر بثقل وتعب في كل انحاء جسدي، ترفع غادة يديها عن راسي لتقول لي :

ـ “هل علمت الان ماذا حدث لك؟ ومن المسؤول عن ذلك ؟انا لم اتخل عنك بالرغم من سخافتك ولكني مهما بلغت من قوة لا استطيع ان اجعلك تفعل شيئا لا تريد انت ان تفعله.. انا آسفة…ولكن لا مفر، إذ كان لا بد من قيامك بهذه الرحلة لتعرف حقيقة نفسك”.

وفجاة اختفت غادة …جسمي يرتعش …شعور غريب…كيف استطاعت غادة ان تفعل هذا ؟ما هي القوة التي تملكها ، نعم لقد استطاعت ان تعيدني الى الماضي لكي اسمع وارى كل ما حدث معي ,فذاكرة الانسان تستطيع ان تعود به الى الماضي، ولكن ليس بهذا الوضوح

وهذه الدقة، لقد سمعت كل كلمة قيلت، وكل من كان قريباً مني اتذكره …حتى اصغر الاشياء التي لا تستطيع الذاكرة ان تسجلها …رايتها بوضوح …نظرت الى ساعتي وكانت تشير الى الثالثة صباحا ..كم استمرت هذه التجربة..ساعة..ساعتين ..ثلاث ساعات ..كيف حدث

واستطعت ان اعيد تفاصيل احداث سبعين يوما. اكثر ما كان يخيفني مما حدث، هو انني كنت ارى نفسي على بعد امتار وكاني “اتفرج” على شخص اخر! …هل في داخل الانسان قوة تتحكم فيه ولا يستطيع هو فهمها؟…وذاكرة الانسان تدون فقط الاشياء التي يتذكرها …

ولكن هل بالفعل نحن لا نتحكم بتصرفاتنا ؟يا غادة كم انا ضعيف امامك …كم مرة اخطأت بحقك وكم اسأت اليك…وكم كانت تصرفاتي سخيفة تجاهك يا غادة …!

ـ “وانت مجنون من دار اهلك …ومش ناقصك اللي (يجننك)”.

ـ غادة قولي لي، كيف فعلت هذا؟ وكيف استطعت اعادتي الى الماضي؟ ولماذا لم اكن اتذكر كل هذه الاشياء وحدي؟…

ـ حسن لا داعي لارهاق تفكيرك، كفاك ما عرفت اليوم، ويجب ان اغادر …

ـ غادة ارجوك فقط اجيبي على هذا السؤال .

ـ “حسن …”

ـ غادة …ارجوك .

ـ “حسن، كل انسان سليم العقل يستطيع العودة الى الماضي متى شاء، الماضي الذي كان موجوداً فيه فقط الماضي الذي كان يدركه ,فكل الاصوات التي سمعها والصور التي راها يستطيع العودة اليها ولكنكم حتى الان لم تستطيعوا اكتشاف الطريق الصحيح الى ذلك وربما

يكون ذلك افضل لكم، فالمئات منكم استطاعوا العودة الى الماضي، وحين وصلوا الى موقف مميز توقفوا عنده لحاجتهم اليه”.

ـ غادة …اذا كانت لدى الانسان القدرة للعودة الى الماضي فهل لديه القدرة للذهاب الى المستقبل…؟

ووقفت غادة وهي تضحك وتشير بيدها نحوي :..

ـ “روح يا حبيبي نام احسنلك وسنكمل حديثنا بالغد واختفت من جديد…”

ومع اختفائها توشح الافق بخيوط الشفق الاحمر معلنا بزوغ الصباح .القيت بنفسي على الفراش لاغط في نوم عميق هادىء، لم اصح منه الا في ساعات الظهيرة، بعد الحاح واصرار من امي على ان استيقظ واستعيد نشاطي وحيويتي لاجلس مع قريباتها اللواتي قدمن

لزيارتنا لتقديم التهاني بسلامتي وخروجي من المستشفى، غسلت وجهي واستبدلت ملابسي، وخرجت لاسلم على قريباتي جلست معهن ما يزيد عن ساعتين، بدأ الحديث بالسؤال عن صحتي، وانتهى بآخر اخبار فلانة وعلانة…وبصراحة أقول أن الذي جعلني اجلس معهن كل

هذا الوقت الطويل الذي كان بامكاني اختصاره -هو ان خالة امي “ام محمد”، والتي لم ارها الا مرتين في حياتي، بدات تروي لنا بعض القصص عن “الجن “القصة تلو الاخرى ومع ان حديثها عن الجن لم يكن يخلو من السذاجة، الا ان حديثها كان شيقا، وكان ذلك الحديث

هو الذي دفعني الى الخوض معها في نقاش كنت متاكدا من سخفه حول الجن وامور الجن وهل يتزوج الجن، وكيف يحب الجن،…؟ وجهت لها اسئلة عديدة اربكت من كان موجودا ، اصبحت الجلسة مملة.استأذنت وتوجهت الى المطبخ حيث كانت امي وقالت لي :

ـ “اتلاحظ يا حسن انك مهتم بامور الجن اكثر من اللازم…شو القصة ؟”.

فقلت لها :

ـ كلا يا امي فقط اردت ان اجامل خالتك “ام محمد”وقصصها الغريبة …

يبدو ان حاسة امي الغريزية جعلتها تشك في بعض تصرفاتي…وان شكت امي بشيء فانها لا تجعله يمر مرّ الكرام…انقضت الساعات ، الساعة بعد الساعة، تجاوز الوقت منتصف الليل وانا اسير من الغرفة الى الصالة ومن الصالة الى المطبخ …وبعد ان نام كل من في

البيت ,جلست قليلا في الصالة، احسست باحساس قوي جدا ان غادة الان قريبة مني وانها حتى داخل الغرفة…ركضت مسرعا باتجاه غرفتي وكأني اريد ان اختصر تلك المسافة القصيرة جدا …وما ان وصلت الى غرفتي حتى وقفت بجانب الباب والسعادة تغمرني، وقلبي

يكاد يقفز من مكانه من شدة الفرح، تقف غادة متكأة على حافة النافذة المطلة على الشرق …تنظر عبرها نحو الفضاء بطمأنينة وهدوء، وعلى ثوبها الابيض تناثر شعرها الاسود الطويل وكان نور القمر يتسلل عبر زجاج النافذة، مما جعلها تبدو وكانها لوحة غاية في الجمال،

ثبتت على الحائط المظلم وسلط عليها ضوء كشاف مثبت في الفضاء…

تسمرت في مكاني بضع دقائق وانا انظر اليها ولا ادري ان كانت تراني او شعرت بقدومي…شعورقوي في نفسي يدفعني نحوها بخطى متثاقلة…ازدادت لهفتي …تمنيت لو ان باستطاعتي ضمها الى صدري وان اسمعها دقات قلبي…شيء قوي يمنعني …هل هو عدم الجرأة

…أم ماذا لا ادري …دون ان تلتفت الي قالت :

ـ “اغلق الباب وتعال الى جانبي يا حسن”

اغلقت الباب وسرت نحوها .وقفت بجانبها ونظرت عبر الفضاء فلم تشدني النجوم ولا القمر - لتعود عيناي الى حيث استقرت روحي.وفي لحظة جد امتدت يدي محطمة قيد الصمت الذي كبلها تحت اسم -عدم الجرأة - وراحت تداعب خصلات شعرها الناعمة الملساء، وغادة

لا تزال تنظر نحو الفضاء …اما عواطفي ومشاعري فقد اثقلت باحساس جثم ليغلفها بلهفتي المتزايدة ان اضمها ولو للحظة واحدة… اتوق لثغر تبسم، “لخبط كياني”، وعقد لساني، وجعل دقات قلبي تسارع سرعة الصوت …وقبل ان اتخذ القرار استدارت غادة نحوي

وكانها تحثني على ان افعل ذلك …هممت وقفزقلبي من موضعه لولا انها سارت عدة خطوات وجلست على حافة المكتب. ثم قالت :

ـ “تبدو اليوم بحالة جيدة يا حسن “…؟

ـ ما دمت اراك يا غادة اكون كذلك …!

ـ “ولكنك بالامس لم تكن كذلك ……”!

ـ دعينا من الامس ومن الماضي، وليكن تفكيرنا في الحاضر والمستقبل…!

ـ “حسن …المستقبل سيصبح ماضٍ في يوم من الايام…ولا مستقبل دون ان يحدد الماضي معالمه… والهروب من الماضي هروب من المستقبل” .

ـ غادة …دعيني أمنح عقلي هذا اليوم اجازة لأستريح من عناء التفكير …في هذه اللحظة لا اريد التفكير الا فيك يا غادة، وبوجودك جانبي

ـ حسن …ستفكر في غادة ولكن أهي غادة المستقبل ام غادة الماضي…

ـ انت بالنسبة لي مثلاً ٌ للحب، وقدوة من اجل البقاء، وانت النور والدلال، انت يا غادة كلمة لم يحويها المعجم ,انت المستقبل والحياة..

ـ “لكن بعد مغادرتي يا حسن،ساصبح انا ايضا في ذاكرتك ماض، فهل ستبقى تفكر في الماضي…؟

ـ نعم، الماضي الذي نسجته أنت هو الذي سيمدني بالقوة والامل للقاء الغد المشرق بوجودك يا غادة …

ـ “واذا لم اكن فيه يا حسن” ؟

ـ غادة ارجوك دعينا من الافكار وهذا النقاش الذي “يغص” البال…!

ـ “ارأيت يا حسن ,كيف تهرب من المستقبل، فاذا كنت تهرب من الماضي لانه ليس فيه كل ما تريد، وتهرب من المستقبل اذا لم يكن فيه ما تريد فالى متى ستظل تهرب يا حسن ..”!

ـ ما هي السعادة يا غادة ؟انها لحظات نقتنصها من الحياة وتتلاشى هذه اللحظات بمجرد التفكير بانها سوف تنتهي …

ـ “حسن اني خائفة عليك من الغد ,فلا ادري ان كنت ساكون فيه ام لا؟ ولا اريد ان حدث شيء ما وانتهت علاقتنا ان تهرب من الواقع وتتعرض لما تعرضت له في السابق “…

ـ غــــادة ، ماذا يجول في خــــاطرك …ولأي شيء تمهـدين …!!

ـ “انا يا حسن لا امهد لامر خاص ، ولكن حين افكر فيك اشعر ان من الافضل ان تنتهي علاقتنا عند هذا الحد ..

ـ اني احبك، اعشقك …ولا اريد الحياة بدونك

ـ “وانا ايضا احبك يا حسن …”

ـ يا الله ما اجمل كلمة الحب تلك التي تنطقين بها يا غادة، اعيديها مرة اخرى ولتنتهي حياتي بعدها .

ضحكت غادة وضحكت …

ـ “ولكني لا اريد ان تنتهي حياتك يا حسن”.

ـ نعم انا احبك ولكن هذا لا يغير من الواقع شيئا .

ـ ان هذا الحب جنون والاستمرار فيه جنون، ولن يجلب لنا سوى العذاب والالم ,فأنت من عالم، وانا من عالم اخر، ولن يستطيع هذا الحب ان يغير طبيعة الحياة “.

عبرت رأسي فكرة مجنونة لم استطع مسك اعصابي…صرخت كالتائه الذي وجد ضالته فاهتدى…كمن كان يبحث عن شيء فقده ووجده فجاة…وخيل الي ان كل من في البيت سمعني حينما قلت:

ـ “غادة ..حبيبتي لماذا لا نتزوج؟ “

وما ان لفظت هذه الكلمة حتى بدات غادة تضحك وتضحك بجنون …خشيت عليها ان تصاب بالاغماء من شدة الضحك، أما أنا فلم أكن أعرف ما الذي يضحكها، ولكن سبحان الله رب العباد خالق كل شيء…سبحان الذي خلقها …ما اجمل ضحكتها …سرحت في محراب

جمالها ولم اصح الا حين قالت :

ـ يا حسن هل تعي ما تقول ؟

ـ نعم لماذا لا نتزوج يا غادة …؟

صمتت واخذت ترمقني بنظرات لا تخلو من بعض السخرية، ورسمت على شفتيها ابتسامة خفيفة .

ـ “حسن ..صحيح انك مجنون، انت لا تعرف عني شيئا ولا عن عالمي وتريد ان تتزوجني “.

ـ غادة انا لا اريد شيئا غير ان اتزوج منك فهل هذا بالمستحيل؟!

لحظة صمت أحاطت بأفكار غادة، راحت افكارها تتسارع …بدا ذلك واضحا على ملامحها حين اطلقت العنان لاناملها تداعب ثنايا وطيات ثوبها الحريري تارة، وتعبث ببعض خصلات شعرها المنثور على الثوب تارة اخرى . وبصوت هادىء كالذي خرج من نفق عميق

،وبشكل جدي رتيب خلى من أية سخرية او مزاح قالت

ـ “كلا يا حسن هذا ليس بمستحيل …!ولكنه جنون، بل عين الجنون “…!!

ـ اهلا بالجنون ما دمت انت فيه يا غادة

ـ “حسن اني اخشى عليك ،اخشى ان افقدك، او تفقد نفسك، فانت لا تدري هول المتاعب التي ستواجهها بسببي..”

ـ انا على اتم الاستعداد لمواجهة الدنيا باسرها اذا كان الامر يعني الزواج منك يا غادة .

ـ “طيب يا حسن كيف بدك تتزوجني” ؟!

ـ اتزوجك مثل كل الناس.

ـ” ولكني لست من الانس” !

ـ اتزوجك على طريقة الجن.

ـ “ولكنك لست من عالمي” .

ـ لماذا تعقدين الامور يا غادة ؟!

ـ “حسن من الممكن استمرار علاقتنا بكافة اشكالها وبدون تعقيدات…”

ـ غادة ولكني اريدك ان تبقي معي دائما ,

ـ أو تظن ان تزوجتني أني سابقى معك دائما ؟

ـ ولم لا يا غادة ؟

ـ “حسن، انا لست انسية لتمتلكها” .

ـ انا احبك ، وزواجي منك لا يعني ان امتلكك …!

ـ “اذا ماذا يعني ذلك يا حسن ؟”

ـ يعني اني احبك واريد ان تبقي معي، ويشعر كل منا اننا روح واحدة.وبصراحة يا حبيبتي اني,لا استطيع ان اعبر عن مشاعري

ـ طيب وكيف الطريق الى ذلك …؟!

ـ ان اتزوجك

ـ وكيف سيتم الزواج ؟

وهنا لم استطع الاجابة فانا اعرف ان الزواج عندنا نحن البشر عقد وشهود وحفل …الخ , ومراسيم الزواج عند البشر لا تختلف كثيرا بين ديانة وديانة ,اما عند الجن فكيف لي ان اعرف؟! .

ـ”لا اعرف يا غادة، فحين فكرت في الموضوع، فكرت فيه على طريقتنا نحن البشر “.

استغرقت غادة في التفكير قليلا وقالت والابتسامة تزين شفتيها:

ـ “اتعلم يا حسن ان افكارك المجنونة تشدني “.

فرحت بل طرت من الفرح للكلمات التي قالتها غادة واشعرتني بموافقتها المبدئية على موضوع الزواج .وقلت:

ـ اذاً انت موافقة…؟!

ورمقتني غادة بنظرة حادة بطرفي عينيها الواسعتين السوداوين تزامنت مع ابتسامة ساحرة لا تخلو من بعض الخبث وبصوت رخيم ممزوج بالسعادة والتحدي قالت :

ـ” انا موافقة يا حسن…”