الموضوع: الحب الاسطوري
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-18-16, 07:54 PM   #7
general

الصورة الرمزية general

آخر زيارة »  05-07-24 (03:14 AM)
المكان »  في ظل سلمان الحزم
الهوايه »  قصص العالم الاخر ( الجن )

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الحلقة السابعة

بقيت احدق في عيون غادة اصغي الى كلماتها وأنا يخالجني شعور بتانيب الضمير، لاني في لحظة اللقاء نسيت ان كلماتي مست مشاعرها، وانانيتي جعلتني لا افكر الا بما اريده ، كان يجب ان لا احكم على الامور بطريقتي الخاصة، فما اراه سخيفا قد تراه هي مهما، وهي

التي حافظت دائما على مشاعري رغم تصرفاتي السخيفة، وعلى الفور اعتذرت لها وقلت:

غادة حبيبتي انا آسف.

فردت علي كعادتها:

لا عليك يا حسن، فلننس الموضوع ولنفكر بغد خال من الهموم والاحزان ….

تسامرنا وضحكنا، وشعرنا بسعادة لا توصف حتى قالت :

يجب ان اغادر الآن، وسوف اعود اليك باقصى سرعة ممكنة..

واختفت.وكالعادة لم اعرف السر الكامن وراء اختفائها بهذه السرعة التي تفوق لمح البصر …وبدات اعد الايام في انتظار انتهاء الثلاثين يوما لاحقق حلمي في الزواج من غادة،بقيت تسعة وعشرون ، ثمانية وعشرون ، سبعة وعشرون ، ستة وعشرون يوما ، وللحقيقة

فأنه مع انتهاء اليوم الرابع على رحيلها عني ، اعتراني شعور غريب وقوي بان شيئا يحدث من حولي، احساس بالخوف يلفني، اشعر بأن هناك من يراقبني، ولا ادري كيف خلدت الى النوم هربا من شيء لا ادري ما هو، ولا ادري كم نمت حتى شعرت ان احدا يضع يده

على وجهي ورأسي المليء بالافكار، افقت مذعورا لاجد غادة تجلس بجانبي وتداعب شعري وتقول:

لا تخف يا حبيبي..

وبدأت تهدئ من روعي . امسكت يدها بقوة وكاني اريد ان اطرد خوفا من داخلي لا اعلم مصدره، شيئا غريب اراه في عيون وعلى ملامح غادة، علامات حزن وقلق بدت واضحة على محياها .قالت:

افق يا حسن، واجلس اريد ان اتحدث اليك قليلا …

قمت من السرير وجلست بجانبها وهي ترمقني بنظرات حزينة ترافقها ابتسامة مصطنعة، حاولت ان تظهرها طبيعية لتزيل اثار القلق الذي خيم علينا وقالت بصوت هادىء:

حسن حبيبي لقد علم الكاتو ..

وقلت مستغربا :

الكاتو… وما هو هذا الكاتو ….

الكاتو هم الذين يحكمون عالمنا يا حسن.

غادة انا لا افهم، هل تقصدين ان الكاتو هم الجن …

حسن، الكاتو هم السلطة الحاكمة في عالمنا وهي المسؤولة عنا يا حبيبي، لا اريد ان اخوض معك في نقاش حول المسميات، باختصار الكاتو اسم يطلق على السلطة في عالمنا وهم مجموعة افراد مثلنا، ولا يختلفون عنا في شيء..

قلت لها:

وكيف علم الكاتو بعلاقتنا، وكيف علمت انهم علموا يا غادة …

وتنهدت غادة:

لقد قلت لك بانه عاجلا ام اجلا سيعرفون، ولا يمكن اخفاء شيء لفترة طويلة دون ان يكتشفه الكاتو…فقبل ايام استدعوني …ولم اتوقع بانهم عرفوا بهذه السرعة، وطلبوا مني ان اقطع علاقتي بك،الى ان يحين موعد محاكمتي، وقد وصلوا اليك وعلموا كل شيء عن علاقتنا

منك انت يا حسن…

فقلت متعجبا :

مني انا، وكيف؟ .وانا لم احدث احدا عن علاقتنا …يا غادة انا لم ار ولم اجلس ولم اتحدث مع جن او كاتو او غيرهم …

اسمع يا حسن الامر بسيط، ويكفي ان يجلس معك احد افراد الكاتو دون ان تعرف، ويتحدث معك باي موضوع أيا كان فحواه، واثناء الحديث لا بد ان يمر بذهنك شيء يذكرك بعلاقتنا، وبما ان الكاتو يستطيعون قراءة افكارك فأن الذي يجلس معك منهم سيعرف بالذي تفكر

به، وما سيعرفه سيساعد على ان يبني طريقة الحديث معك التي تجعلك تفكر بما يريد ان يعرفه وهكذا يستطيع معرفة كل شيء ….

ولكن يا غادة انا فعلا لم اجلس ولم اتحدث مع جن او كاتو …

يا حسن وكيف تستطيع ان تميز ان كان الذي يجلس معك هو من الانس او من الكاتو…انا آسفة يا حسن لم اتوقع ان يعرفوا بهذه السرعة وكان يجب ان اعلمك كيف تستطيع التمييز بين الانس والكاتو…

ودار عقلي وطار وانا احاول ان اتذكر كل الذين جلست معهم دون ان ادري، ولكن دون جدوى، فقد جلست مع الكثيرين…وسالتها:

بأي شكل يظهر الكاتو يا غادة ؟

الكاتو يظهر بشكله الطبيعي ان كان رجلا ام امراة وبالصورة التي ترسمها له أنت بخيالك.

واحاول ان اضبط اعصابي واطرد الخوف من داخلي…وسألتها:

وماذا يستطيع الجن ان يفعلوا لنا يا غادة ..

انا يا حسن صغيرة، ولن يستطيعوا عقابي حتى ابلغ السن القانوني وعندها فقط يتم عقابي….

قلت لها مستغربا …

انت صغيرة ؟

نعم انا صغيرة يا حسن.

وكم عمرك يا غادة ؟

مقارنة باعماركم انا ابلغ من العمر خمسة وعشرين عاما .

خمسة وعشرون عاما وتقولين صغيرة !

اه، في عالمنا انا صغيرة .

وكم يجب ان يكون عمرك حتى يستطيع الجن عقابك يا غادة ؟

انا ابلغ السن القانونية فور زواجي او حينما يصبح عمري ثلاثون عاما ….

هل افهم ان سلطة الجن ستنتظر خمس سنوات اذا لم تتزوجني حتى يستطيعون عقابك …؟

كلا يا حسن، فهم لن ينتظروا خمس سنوات ولا حتى عاما واحدا …وانا متاكدة من ذلك، فهم يخططون لزواجي من احد افراد الكاتو…وبعدها يستطيعون عقابي..

وهل يستطيعون ان يزوجوك رغما عنك ؟

طبعا لا يا حسن ,فيجب ان اوافق انا اولا، ولكن الكاتولديهم مائة طريقة للتحايل على قوانين عالمنا، وهم لن يعجزوا عن ايجاد طريقة لايقاعي بشراكهم، ومهما عرفت عن طرقهم واساليبهم فاني لا اعرف الا القليل …. واردفت تقول :

بالمقارنة مع مئات الحالات المشابهة التي حدثت في عالمنا ,لم يحدث وأن استطاع احد النجاة من قبضةالكاتو,وبزواجي منك يا حسن اكون قد بلغت السن القانوني، ولكن الامور ستزداد تعقيدا بالنسبة للكاتو فهم لن يستطيعوا عقابي الا بعد ان ينتهي هذا الزواج، لانك لست

من الكاتو، ولا سلطة لهم عليك ,ولكنهم سيعملون أي شيء لانهاء هذا الزواج اولا، حتى يستطيعوا معاقبتي، وهنا كل شيء يعتمد عليك وعلى قدرتك الصمود امامهم، فان استطاع الكاتو ان يفرق بيننا ,فهذا معناه نهايتي ونهايتك، ولن ييأس الكاتو حتى ينجز هذا الهدف حتى

لا نكون مثلا قد يقلده افراد اخرون من عالمنا ….

لا تخشي يا حبيبتي فلن يفرق بيننا احد، وثقي بانني قادر على صنع المثل الحقيقي لهزيمتهم، ولا داعي للخوف او التفكير بهم

حسن يا حبيبي ، فعلا سأكون سعيدة وانا اراك واثقا من نفسك الى هذه الدرجة ,ولكن يا حبيبي يجب ان لا تصل ثقتك الى حد الغرور ..نعم انا لا اريدك ان تخاف من الكاتوولكن ايضا لا اريدك ان تستهتر بقوتهم …

غادة يا حياتي، لقد علمت عن الجن ما يكفيني فأني استطيع ان اواجههم الآن، ولا اعتقد بانه من الممكن ان يخيفوني بعد اليوم …

واخذت غادة ترمقني بنظرات اشعرتني بالغرور الذي تملكني …وقالت :

اتظن بانك علمت شيئا يذكر عن الكاتو وقوتهم ؟اوتظن فعلا انهم لن يخيفوك ؟…

قلت لها:

نعم..

وما ان خرجت الاحرف من بين شفتي، حتى اهتزت الارض من تحت اقدامي ..واذا بضوء لا ادري من اين مصدره يبهر بصري…وصوت عظيم …الغرفة تتحرك، كل شيء يتارجح ويتساقط على الارض ويتحطم لم يبق شيء الا وسقط …البيت بدا بالانهيار