الموضوع: الحب الاسطوري
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-18-16, 07:56 PM   #8
general

الصورة الرمزية general

آخر زيارة »  اليوم (09:14 AM)
المكان »  في ظل سلمان الحزم
الهوايه »  قصص العالم الاخر ( الجن )

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الحلقة التاسعة ..

الارض

تتحرك بقوة.. وأنا لا استطيع الحراك، لا ادري.. هل هو زلزال؟ او بركان انفجر تحت بيتنا. …احاول ان اخرج من باب الغرفة لانجو بنفسي، ولكني لا اجد باب الغرفة…الخوف شل حركتي وظننت بأني هالك لا محالة…كل الافكار التي لها علاقة بالموت تجمعت في

رأسي…اهلي ماذا حدث لهم؟ هل قتلوا ، هل نجا احد منهم…شعرت بان هذه نهايتي…وما هي الا لحظات حتى توقف كل شيء ..توقفت الارض عن الحركة ، اختفت الاضواء وظهر باب الغرفة من جديد وبحركة لا ارادية سريعة، ولانجو بحياتي …اذ لم يعد يهمني شيء

غير ذلك ,ركضت نحو الباب محاولا فتحه…وعندها سمعت صوتا يناديني …

حسن عد ولا تخف، لم يحدث شيء..

التفت الى مصدر الصوت لاجد غادة في مكانها وهي تنظر الي وتضحك ، وبنظرة سريعة تفقدت كل ارجاء الغرفة لا تفاجأ بان كل شيء في مكانه ولم يتغير أي شيء .

وقلت لغادة وهي تنظر الي وتواصل الضحك:

ماذا حدث يا غادة ؟

واجابتني بسخرية …..

هل انت خائف يا حسن ؟.

استفزتني اللهجة الساخرة التي حدثتني بها وقلت لها بغضب:

وكيف لا اخاف وانا ارى البيت ينهدم فوق راسي وراس اهلي…هل تريدين ان ارقص من الفرح لذلك ؟

وبسخرية هادئة قالت :

ولم لا، دعني ارى ان كان رقصك جميل يا حسن …

يا الهي كم استفزتني كلمات غادة الساخرة .حاولت ان اضبط اعصابي وقلت لها :

من فعل هذا يا غادة ؟

وبلا مبالاه وكان شيئا لم يحدث .قالت :

انا فعلت هذا يا حبيبي ,ما حدث هو مجرد مزحة صغيرة امزحها معك..

يا الهي ,اكاد انفجر، اذا كان هدم البيت فوق راسي مزحة فكيف يكون الجد اذا..!!

قلت لها:

غادة الم تقولي لي بان الجن لا يستطيع ان يتسبب للانس باي اذى مادي مباشر وملموس …الم تقولي ذلك يا غادة ؟

يا حسن، الا تلاحظ انك تتصرف كالاطفال، انظر حولك، هل حدث شيء ملموس يستدعي منك هذا الغضب والخوف الكبير الذي تملكك وافقدك القدرة على التفكير بتعقل ، انظر حولك من جديد، هل تهدم البيت فعلا؟ هل حدث شيء…ليكن هذا درس صغير لك، ان استطعت

ان تفهمه تكون قد علمت سرا اخر من اسرار قوة الكاتو،فالكاتو يستطيع ان يجعلك تظن ان كل البلد ستنهار فوق راسك …..لهذا حذرتك بان معركتك مع الكاتو هي فعلا من اصعب المعارك…وما تعلمته حتى الان هو شيء لا يذكر…والان يا حسن وقبل ان اتركك واعود الى

عالمي، هل فهمت ان ما حدث معك لم يكن الا وهم وخداع، فلو انك لم تتفاجأ وتخف عندما سمعت الصوت ورايت الضوء، لما كان لهذا أي تاثير عليك، ولو اعدت العملية لك الان مرة اخرى وانت مستعد، لضحكت من نفسك على خوفك الذي لم يكن هناك ما يبرره، والان يا

حسن ساذهب واتركك وساعود اليك في الموعد المتفق عليه لنكمل مراسيم زواجنا… الى اللقاء يا حسن ….

اختفت غادة لتعود من حيث اتت بعد ان لقنتني درسا لن انساه طوال عمري ، وما كان يدهشني فعلا هو قدرة الجن على فهم عقولنا نحن البشر بصورة اكثر منا ، وفعلا لو استطعنا ان نكتشف الطاقات الموجودة في ادمغتنا ربما لتغيرت امور كثيرة في عالمنا.

كم انت عظيمة يا غادة !وكم احبك ، احب غضبك واعشق هدوءك وسخريتك ,كم انا سعيد يا حبيبتي..

لا ادري باي كلمات اصف حبي واعجابي بهذه المخلوقة الرقيقة الذكية الصغيرة في عالمها، الكبيرة في عالمي …فارقتني منذ لحظات والشوق يشتعل في صدري وكاني لم ارها منذ سنوات …اعد اللحظات ليحين موعد زواجي منها، كم ستكون الايام المتبقية لموعد زواجنا

ثقيلة اني لا اعرف كيف ستمضي…وتمضي الايام بطيئة وثقيلة، اليوم تلو اليوم، ولا ابالغ ان قلت العام تلو العام…وتمضي الايام ولا يتبقى على يوم اللقاء الكبير سوى يوم واحد …يوم احلم فيه في كل لحظة، يوم احيا من اجله…يوم غد ستصبح غادة زوجتي، يوم غد تكتمل

الايام الثلاثون. ,وعندها استطيع ان اتزوج من هذه الجنية الصغيرة … من غادتي وحبي وروحي وحياتي…اي يوم سيكون هذا، وكيف اصف شعوري، فغدا يوم زفافي من حبيبتي الجنية….

يا لسعادتي وفرحتي وشوقي رغم قساوة الانتظار، فهل هناك اقسى واطول من ان تحصى لحظات انتظار الحبيب، وهل في الدنيا اجمل من لحظات تعلم انها ستمضي ليحين موعداللقاء ,وما اصعب وما اجمل عد الثواني والدقائق في انتظار عودة الروح …

وتقتحم افكاري طرقات خفيفة على باب غرفتي، التفت،لينشق الباب وتدخل امي، لتجلس بجانبي وتقول :

وبعدين معك يا حسن، الا تلاحظ انك زودتها شوي، ولا فكرك اني هبلة ومش فاهمة شو بصير؟ انا امك يا حسن ,احك لي وانا بساعدك وصدقني اني عارفة كل شيء بصير معاك .

ابتسمت فقد كنت اعلم بان امي كانت دائما تتساءل ، تتخيل بأن هناك شيئا ما , ترتاب من اي تصرف غريب لاي منا، حتى ولو لم يكن هناك شيء، فكيف حينما يكون هناك شيء؟ حتى انني استغربت بانها في الاونة الاخيرة تتحاشى ان تسألني عن أي شيء او التدخل في

شؤوني، مع ان تصرفاتي بالنسبة لها لا بد ان تكون شديدة الغرابة. اني على يقين باني لم استطع ان اخدعها حين اخبرتها بأن مكوثي في الغرفة لفترات طويلة جدا كان بسبب الدراسة ،وبالرغم من كل هذا قلت لها :

ماذا تريدين ان احكي لك يا امي؟

فقالت لي …

احكيلي كيف شكلها؟ حلوة كثير لدرجة انها ماخذة عقلك يا حسن؟.

فضحكت ،واخذت اتساءل بيني وبين نفسي ..من تلك التي تقصدها امي ,اهي الجارة ام …

فاخذت امازحها ,وقلت لها :

حلوة كثير كثير يا امي ..

فقالت لي :

اكيد انها حلوة وقوية كثير ، تلك التي لها القدرة بان تسيطر على عقلك وحياتك ، صف لي اياها يا حسن..

يبدو الآن أني قد تورطت مع امي، ولا اعتقد بانها ستتركني دون ان تعرف ابنة من هي، واين تسكن، ومن امها، ومن أي عائلة هي ، فامي لن تستسلم بسهولة…فقلت لها:

انا بمزح معك يا امي ..

رمقتني بنظرة جادة وقالت :

حسن انت ما بتمزح ، وانا عارفة.. طيب ، انا رايحة اجيب لك كاسة عصير ولما ارجع راح تحكيلي كل شيء بالتفصيل ، اتفقنا يا حسن ؟….

وخرجت امي وانا افكر كيف ساخرج من هذه الورطة وما هي الا لحظات حتى عادت وبيدها كوب كبير من العصير لعلها كانت حضرته مسبقا استعدادا لهذا النقاش.

اعطتني العصير وقالت:

اشرب العصير واحكيلي ، اخذت كوب العصير وضعته امامي، وسالتها عن احد الاقارب ,ولكنها قاطعتني وقالت :

لا تحاول تغيير الموضوع ,تفضل احكيلي …

وضعت كوب العصير على الطاولة وقلت لها:

لا مزاج لي لشرب العصير يا حبيبتي..

فقربت كاس العصير مني وقالت :

مابدك تشرب من ايدي يا حسن ….

فابتسمت وقلت وانا اتناول الكأس من يدها :

من ايدك انا مستعد اشرب السم يا ست الحبايب

وما ان لفظت هذه الكلمة والتي لم اقصد بها الا المجاملة حتى فوجئت بيد امي تر تجف وتلقي بالكاس بعيدا ليتحطم على الارض واخذت تبكي..

ماذا اصابك يا امي ,هل انت مريضة ؟؟

واخذت تقول :

مش عارفة يا حبيبي …

اخذت اهدؤها وانا لا ادري لماذا تصرفت هكذا ، اخذت تقول:

انا خايفة عليك يا ابني …

خائفة ومم يا امي؟

واصابني الذهول حينما قالت :

من الجنية اللي (لابستك )وبتطلعلك كل يوم يا حسن ….

ورغم المفاجأة مما قالته والدتي الا انني غمرني حب الاستطلاع ان اعرف كيف بنت امي استنتاجها، وبدات امي تروي لي قصة غريبة من نوعها . فمنذ فترة جاءتها امراة الى البيت لتبحث عن بيت لابنها، وصادف ان كان اسمه حسن ، وبعد ان جلست وتحدثت مع امي

احبتها ونشات بينهما صداقة ,تكررت الزيارة وكثرت الاحاديث ,اخذت امي تحكي لها عن تصرفاتي الغريبة واخذت هي تنصح امي ماذا تفعل وتحلل لها تصرفاتي، وقد اقنعتها بان هناك جنية ما لبستني، واقنعتها كذلك بانني سافقد عقلي قريبا، وان لديها طريقة لشفائي من

سحر الجنية، فاخذت تعد وصفة طبية من الاعشاب وتطلب من امي ان تحضرها، وطلبت ان تسقيني اياها مع عصير البرتقال دون علم مني، وحين جلبت امي كوب العصير وهممت بشربه القت امي بالكوب على الارض دون شعور منها، انها حاسة الامومة القوية تلك التي

دفعتها بأن تفعل ذلك في اللحظة الاخيرة .

سألت امي عن الزيارات التي قامت بها تلك المراة وهل صادف وجود احد اخر معها؟ فاجابت امي ان زياراتها كانت كثيرة ولم يصادف وجود احد اثناء تلك الزيارات . من حديث امي عن تصرفات تلك المرأة، علمت انه لا بد وان تكون من الجن وان الله نجاني من كيدهم .

اقتنعت امي بان هذا الموضوع سخيف وان هذه المراة لا تختلف عن بقية المشعوذات. وعدت بذاكرتها الى الوراء، حيث كانت تتعامل مع الفتاحين الذين ثبت دجلهم وكذبهم في جميع الامور التي ذهبت اليهم فيها…خرجت امي من عندي وكان يبدو انني قد نجحت في اعادة

الطمانينة الى قلبها، فجلست وحدي افكر: ماذا كان سيحدث لي لو اني شربت العصير وكيف استطاع الجن ان يسخر امي للقضاء علي. وهذا ما لم يكن يخطر لي على بال وتذكرت كلام غادة عن اساليب الجن الجهنمية . كانت عقارب الساعة تشير الى التاسعة، ولم يبق على

موعد لقاء روحي الا ساعات قليلة ، واذا بقمري يظهر قبل موعده، وما ان رايتها حتى زالت كل همومي ، فهل ارى هذا الملاك ويبقى لي شيء في الدنيا افكر فيه غيرها…قالت لي غادة:

حسن يا حبيبي لقد علمت ما حدث فقد كنت موجودة اثناء حديث امك معك …ولقد فوجئت انا ايضا .

سألتها :

قولي لي يا غادة ماذا كان سيحدث لو شربت العصير الذي اشرفت على اعداده الجنية …

قالت غادة:

انا لا اعرف ما نوع الاعشاب التي استخدمتها وما هي التركيبة. فهناك مئات الطرق لاستخدام الاعشاب ومئات التركيبات للاعشاب، والتي تترك تاثيرها على الذي يتناولها ،

ولكنني ساعرف قريبا وساجد لك الطريقة التي تستطيع بها ان تكتشف أية خدعة من هذا النوع . اما ان يستخدم الكاتو من حولك من البشر للنيل منك فهذه مسالة متوقعة، ولا اعلم انا كل الطرق التي يستخدمونها للسيطرة على البشر ,وعلى ذلك فأنه يجب علينا ان نتوقع كل

شيء في المستقبل

…ولقد فاجأني طريقة الوصول لأمك واعدادها للقيام بهذه المهمة كما فوجئت انت ، وانا سعيدة بان ما حدث لم يترك عليك تاثيرا كبيرا كما كان يحدث في السابق، وهذا مؤشر على استيعابك الجيد لكل جديد قد يفاجئك به الكاتو في المستقبل ,ونظرت الي ونظرت اليها، وفي

نفس اللحظة نطقنا معا بنفس الكلمات:

لن نجعلهم يفسدوا علينا هذا اليوم…

وضحكنا معا لهذا الاستقراء الواحد للأفكار…

وضحكنا لننسى كل الدنيا …قالت غادة :

حبيبي حسن، بعد ساعات في نهاية اليوم وبداية الغد سنكون قد حققنا اجمل فكرة مجنونة في عالمنا ، لقد جئت مبكرة لاقول لك بان تهيء نفسك، لاني سانقلك معي لعدة ايام الى مكان لم تطأه قدم انسان من قبلك، المكان الذي لم اكن مع احد فيه سواك ,ولن اكون فيه الا معك

فاستعد لذلك.

سيبدأ عهد الارتباط بيننا قبل نهاية اليوم، وليكتمل ذلك مع بداية الغد … في لحظات التقاء اليوم بالغد وعناق الحاضر للماضي، لنبقى معا، لا فراق بيننا ما دام الحاضر يلتقي بالماضي.سيكون ذلك في حديقة منزلكم، فاستعد لذلك ولا تفكر الا في هذه المناسبة وفي هذه

اللحظات، وارجوك ان لا تفكر بالوقت وتبدا تعد الدقائق.وارجو ايضا ان لا تهتم بالامور الاخرى والتي بدات التفكير فيها، فان تصادف وجود احد في الحديقة او مرور احد او اي امر طارىء فانا ساتولى امره بطريقتي .. وانت لا اريد منك الا ان تستعد ولا تفكر الا اننا

معا ولا تفكر من فضلك يا حبيبي كيف واين ساخذك معي .. حسن ساذهب الان وسأعود قبل الموعد , لا تنسى ما قلته لك يا حسن ..

واختفت غادة في سرعة البرق ، وبدأت انا بالبحث عن طريقة او سبب اقوله لابرر بها غيابي عن البيت لاهلي، وحتى لا اثير حالة من القلق بسبب غيابي المفاجىء …قلت لهم بان اصدقائي يقومون برحلة لعدة ايام وقد دعوني ان اذهب معهم قبل طلوع الفجر…وانهيت

الحديث دون اسئلة ولم ادر ما اذا كان حديثي مقنعا ام لا. خرجت وجلست في الحديقة..يغمرني شعور رائع، شعور جميل لم اشعر به من قبل …

وبعد فترة قصيرة حضرت امي اصبت بالارباك لوجودها معي ولكن ما ان جلست بجانبي وبدات بالحديث عن الرحلة حتى راحت تتثائب وقد اصابها النعاس، انهت الحديث وذهبت للنوم…

وما هي الا لحظات حتى جاءت اختي ايضا ورايت في عيونها كلاما كثيرا…ولكن ما ان دخلت الحديقة حتى بدات هي الأخرى تتثاءب وعادت للبيت لتنام…حالة من السكون والهدوء في بيتنا، وحتى في البيوت المجاورة لم اعهدها من قبل في مثل هذه الساعة . حتى نباح

الكلاب لا اسمعه…لم ادر بكل صدق ان كان هذا حدث بالصدفة، ام انه كان من تدبيرغادة…تركت لخيالي العنان، وبدأت روحي بالهيام حتى انني بدأت اشعر باقترابها، اغمضت عيوني، اكلمها في خيالي دون ان احرك شفاهي …احبك يا غادة، اراها قادمة من بعيد في خيالي

وعيوني ما زالت مغمضة، اراها بوضوح…بعيدة بعد الافق تتأرجح بالهواء وتطير كعصفورة ….

وكان شعرها الاسود الطويل يتطاير الى الخلف واليسار ليحفظ توازنها …ترتدي ثوبا اراه ممزوجا بالاحمر والزهري والاصفر والارجواني ,يتماوج في الهواء بلون لا مثيل له، اخاطبها بخيالي، وما زلت اراها بوضوح تسبح في الهواء ..تقترب وتهبط في الحديقة كطائر

نزل من السماء ,افتح عيوني واراها امامي، وتنظر الي وهي منشغلة باعادة ترتيب وتنسيق شعرها غادة يا عمري لقد رايتك وانت تحلقي في الفضاء قادمة نحوي من بعيد. اعلم ذلك يا نور حياتي، وانا سعيدة بأنك استطعت ان تراني، سعيدة بهذا الحب الكبير الذي لولاه لما

استطعت ان تراني من هذه المسافة وتعلم بقدومي قبل ان اصل اليك .

اقتربت مني وامسكت بيدي واخذنا نسير في الحديقة وننتقل من شجرة الى شجرة ، تارة نجلس وتارة نقف، احدثها عن حبي لها وتحدثني عن حبها لي ,ونظرت غادتي الى القمر واشارت بيدها نحوه وهي تقول : هل هناك في الوجود اجمل منه يا حسن؟

وقلت لها : انت يا حياتي اجمل منه..

ابتسمت غادة وقالت : هل هناك اجمل من القمر ليكون شاهدا على زواجنا هذه الليلة يا حبيبي. انظر اليه وقل لي هل ترضى ان يكون شاهد زواجنا هذه الليلة ؟ نظرت الى القمر وقلت لها : ما ترضي أنت به يا حياتي ارضاه …

قالت : انظر الى النجوم واختر من بينها نجمة. وهل سنصعد اليها؟ ضحكت غادة وضربتني بكفها مداعبة وقالت : هذا مستحيل يا حبيبي ولكن اختيارك .النجمة. كان حتى تكون دليلك الي، ورمز اتصالنا معا ,افهمت؟ هيا اختر واحدة منها وسمها باي اسم تريده انت … بحثت

بين النجوم واخترت واحدة استطيع ان اميزها واشرت اليها وقلت: سأسميها غادة.

فضحكت وقالت: شكرا يا حبيبي، ولكن هذا لا يجوز يجب ان تختار اسما اخر غير اسمائنا…

قلت لها : لنسمها مرح، حتى تبقى حياتنا كلها سعادة ومرح . اتفقنا،و بعد زواجنا كلما اردت ان تتصل بي، انظر فقط الى .مرح .، ولا تفكر الا بي. قدمت لي اسوارة مصنوعة من القماش الاسود، وقد نقشت عليها كلمات بلغة لا اعرفها، وطلبت مني ان ارتديها على يدي

اليسرى، وارتدت هي واحدة مشابهة على نفس اليد .اقتربت مني وقفت امامي لا يفصل بيننا الا خطوة واحدة وابتسمت وقالت: والان يا حسن …انظر في عيوني … نظرت في عينيها السوداوين اللتين لم ار اجمل منهما ولم ارهما بهذا الجمال من قبل، وبدأنا نتحدث بدون

كلمات وبصمت حتى انني بدات اشعر بما تفكر…وبدأت افقد الشعور بأي شيء حولي، حتى جسدي. وخاطبتني بعيونها لتوصلني افكارها دون كلام …..

حسن، لم يبق الان الا ان نتلو .عهد الارتباط . لنصبح زوجين.وكلمات عهد الارتباط ليست مجرد كلمات عادية تلفظها لمجرد انه يجب ان تقولها، بل هي كلمات .عهد. يجب ان تحس بها لتخرج من اعماقك ممزوجة بمشاعر الصدق والقناعة، والا اصبحت دون معنى، والان يا

حسن، لقد اقتربنا من موعد وداع اليوم …ولقاء الغد…وسأبدأ اليوم وتبدأ بالغد…فهيا نتلو عهد الارتباط لنوصل اليوم بالغد ونلتقي.

أنا غادة ابنة نازك،

ابنة الجن ….

بشهادة القمر احلق

بروحي وخيالي وجسدي

مدركة مجلة معاني

الارتباط، اعاهد حسن

ابن صفية ابن الانس

ان اخضع له مطيعة وفية،

واكون له روح جسده

ولهيب ناره، والالف

والياء ، والبداية

والنهاية اضيء له الحياة

اذا اقترب ليلها، واظلها

اذا سطعت شمسها،

واكون له الشاطىء اذا

هاج البحر وماج.

ازيل الغم

اجلب السرور واكون

له ثمر الروح، واحبه حبا

لا يزول، حب الارض

للمطر، والعتمة للقمر،

والنفس للذات، اهبه

جسدي وروحي متى شاء

كيف شاء الى ابد الابدين

اضع يدي اليسرى

بيدك اليسرى، وهذا

عهدي لن انقضه، وانا

زائلة والعهد باق

انا حسن ابن صفية

ابن الانس …

بشهادة القمر احلق

بروحي وخيالي وجسدي،

مدركا مجلا معاني

الارتباط، اعاهد غادة

ابنة نازك ابنة الجن ان

اخضع لها مطيعا وفيا،

واكون لها روح جسدها

ولهيب نارها، والالف

والياء، والبداية والنهاية

اضيء لها الحياة اذا اقترب

ليلها، واظلها اذا سطعت

شمسها، واكون لها

الشاطىء اذا

هاج البحر وماج

ازيل الغم، اجلب

السرور، واكون لها ثمر

الروح، واحبها حبا لا

يزول، حب الارض

للمطر والعتمة للقمر،

والنفس للذات، واهبها

جسدي وروحي متى تشاء

وكيف تشاء، الى ابد الابدين

اضع يدي اليمنى

بيدك اليمنى، وهذا

عهدي لن انقضه وانا

زائل والعهد باق

وبعيونها السوداوين الممتلئتين بالسعادة خاطبتني غادة : انا لك مثلما انت لي فضمني اليك وقبلني ,انت زوجي لك ما تريد. وضممتها الى صدري متلهفا وقبلتها لحظات … شعرت باني ارتفع عن الارض، وأن الارض فقدت جاذبيتها، او أن روحي خرجت تحلق من جسدي،