الموضوع: الحب الاسطوري
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-18-16, 08:01 PM   #12
general

الصورة الرمزية general

آخر زيارة »  05-07-24 (03:14 AM)
المكان »  في ظل سلمان الحزم
الهوايه »  قصص العالم الاخر ( الجن )

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الحلقة ١٤

وتقول لي ساخرة: الى اين تهرب هذه المرة لا اظن انك ستجد مكانا تهرب اليه، ولا تنسى، انا قدرك، وانتم لا تهربون من القدر، فلا مجال لك ان تهرب من مرح،وان كنت استطعت ان تهرب من التي احبتك ..فالهروب من الحب سهل ولكنك لن تستطيع ان تهرب من التي

كرهتك لان الهروب من الكراهية صعب يا ابن البشر. والى ان يحين الوقت تذكر شيئا واحدا فقط، تذكر مرح..وتذكر ان مرح تمل بسرعة هل فهمت يا حسن.. نظرت اليها نظرات متواصلة برغم استفزازها لي، الا ان الهدوء عاودني ، حتى نظراتي لها كانت هادئة مسالمة

,وتساءلت في سري ، كيف يمكن لهذا الجسد الجذاب صاحب القد المياس والوجه الملائكي والعيون الساحرة ,كيف يمكن لهذا الجمال الشفاف ان يحمل بداخله كل هذا الحقد …انظر اليها تداعب شعرها ,وارى البراءة تشع من كل جزء في جسدها ,تلتفت الي وانا اتفحصها

لتلتقي عيوني بعيونها لأرى بريقا اخاذا يحمل في اشعاعه حقد وكراهية وخبث ودهاء وقسوة شيطانية ,واسال نفسي من جديد كيف يلتقي النقيضان؟ عيون ملائكية يعجز عن وصفها اكبر الشعراء والفنانون يشع من وسطها بريق شيطان…

اتساءل: ماذا استطيع ان افعل مع هذه الجنية التي تحمل بداخلها كل هذا الحقد، وكيف الومها وانا السبب في ضياع غادة…ولكن هل تدري هي ان غادة بمثابة الروح والجسد والحياة بالنسبة لي؟ لقد هربت من الحب..وها انا وسط جو من الكراهية، واشرت الى الجنية مرح

بيدي وقلت لها

: ـ “مرح” افعلي ما شئت يا مرح …اشتميني ,اكرهيني، العنيني، واقسم باني اقولها بصدق ، لا شيء يهمني ، حتى ولو قتلتني . ابتسمت مرح وقالت : ـ اسمع يا حسن، الامر الاول الذي اصدره لك هو الغاء فكرة الزواج من راسك الى ان تموت او اموت انا …ولا تخالف

اوامري، وان نسيت تذكر انني مرح …انا ذاهبة الان يا حسن ولكني ساكون معك في كل لحظة وفي كل خطوة يا ابن البشر…”. واختفت “الجنية مرح ” كلمح البصر …واخذت انا اضحك من هذه الجنية المغرورة . في اليوم التالي ذكرتني امي بانه يجب علينا ان نذهب الى

بيت العروسه لقراءة الفاتحة…وتذكرت تحذير الجنية مرح لي من الزواج وضحكت…قررت باصرار وبسعادة داخلية ان اتحدى هذه الجنية المغرورة …وللحقيقة فأني قبل تحذيرها، لم اكن متحمسا للزواج … وتوجهنا انا وامي واختي في المساء الى بيت العروس. فاستقبلنا

ابوها وامها وشقيقها وعمها وخالها.. اكثر من ثلاثين شخصا اصطفوا لإستقبالنا ، مع ان الموضوع لا يتعدى قراءة الفاتحة، ولا يحتاج الى هذا الحشد من اهل العروس، ولكن هذا ليس مهما، او ربما يكون نوعا من انواع الاستعراض من اهل العروس…دخلنا البيت وجلسنا

وكانت امي على حد قولها “طابخة الطبخة ومجهزتها “. بدأنا نتحدث في امور سخيفة وغير مهمة “اي كلام “المهم حكي والسلام …حتى تلك اللحظة انا لم ار العروس ، ولم اعرف كيف تبدو الا من خلال الوصف الذي وصفته لي امي واختي، ولكن قالت لي امي بانها اجمل

الفتيات في المنطقة،حتى أنها أجمل من “صبحة” ، وبالمناسبة لم اكن اعرف من تكون “صبحة” حتى اقارن جمال “امينة” عروس المستقبل “بصبحة” ملكة جمال المنطقة على حد قول امي …المهم انني اجلس وانتظر بشوق حتى تشرف “عروس المستقبل ” وهي تحمل “

صينية ” القهوة ,ولكنها لم تحضر، همست باذن امي

وقلت لها: ـ يمكن العروس من الفرحة ماتت . “لكزتني” امي بيدها

وقالت بصوت منخفض جدا: ـ قاعدة بتتزوق ,هلا بتيجي . وما هي الا لحظات حتى ظهرت من بين الجمع الذين يحيطون بي من كل الجوانب ,شقت طريقها من بينهم برشاقة وخفة وكانها تسير خطوات بناء على ايقاع موسيقي ,ترتدي ثوبا فلاحيا اسوداً عريضاً خفيفاً

وناعماً مطرزاً بلون الفضة والذهب، وكأن مصممي الازياء في العالم كله قد اجتمعوا ليصمموه، وقد ربطت على وسطها حزاماً عريضاً ذي لون أصفر، ليظهر وهو مشدود من فوق الثوب مفاتن جسدها وتناسقه، وشعرها الاسود كسواد الليل، من طوله تعدى حزامها، وكان

قريبا من الركبة، اقتربت مني والخجل يبدو على وجهها وعيونها مغمضة، لدرجة ان الجميع كانوا ينظرون اليها باستغراب، وقفت واقتربت قليلا منها بحجة اني اريد ان اخذ “صينية” القهوة من بين يديها ,مددت يدي ولم استطع ان امنع اطراف اصابعي من ملامسة يدها

وانا امسك “بصينية” القهوة ,فتحت عيونها السوداء الواسعة ليظهر من خلالها بريق اخاذ وابتسمت ابتسامة ساحرة اقسمت في تلك اللحظة بانها لو لم تكن من البشر لقلت انها الجنية مرح …ادارت وجهها وعادت ادراجها بعد ان ابتسمت وغمرتني بطرفي عينيها .وضعت

"صينية" القهوة على الطاولة التي امامي، ونظرت حولي لارى ان الجميع ينظرون الي باستغراب وبعضهم لم يستطع اخفاء ابتسامة ظاهرة على شفتيه …جلست "ولكزتني" امي بطرف يديها وهمست بصوت غاضب: ـ "شو يا حسن اللي بتسوي فيه , فضحتنا يا حسن "

واخذت امي تتكلم وكانها تريد ان تزيل الارباك الذي حدث…همست في اذن امي وقلت لها: ـ جميلة جدا يا امي . نظرت الي امي وقالت باستغراب: ـ من هي ؟ نظرت امامي على الطاولة ولم اجد “صينية” القهوة ,وسالت باستغراب وبدون تفكير . ـ من اخذ صينية القهوة ؟

والجميع ينظرون الي باستغراب ,وكأن بي شيئاً غريباً، ومن وسط النظرات ظهرت الحسناء الفاتنة واقتربت مني لتشدني اليها من جديد.ولكنها فاجاتني واربكتني بان جلست على ركبتي واخذت تداعب خصلات شعري وتقبلني بخفة ولا تابه بنظرات الجميع.اخذت احاول ان

ابعدها برقة لاتخلص من ذلك الارباك الذي سببته لي، ولكنها طوقت عنقي بذراعها وتمسكت بي بقوة واخذت تضحك وتضحك , ولامست بشفاهها اذني وهمست: ـ هل تشتهيني مثلما اشتهيك يا حسن ؟ واخذت تداعبني بطرق شدتني رغم الارباك ونظرات الجميع.عبثا

حاولت ان ابعدها عني ,حتى وقفت هي وقالت : ـ “يكفيك هذا يا مجنون !”. واستدارت وذهبت والجميع ما زالوا يرمقونني ,اما انا فاخذت ابتسم مرتبكا واقول معللا تصرفات ابنتهم بانها عادية ..

ـ جميل ان يتصرف الانسان على طبيعته .. والجميع ما زالوا ينظرون الي باستغراب وسالني اكثر من واحد مرة واحدة : ـ “مالك يا حسن ؟شو مالك ؟”. وامي تلكزني ووجهها احمر .واختي اخذت تقول: ـ حسن يمزح دائما ،ووين ما بروح بحب يمزح ويفاجىء الجميع

بتغيير الجو وتلطيفه.. ونجحت اختي بتلطيف الاجواء، واخذ الجميع يضحكون وانا اضحك معهم، وانا لا أفهم لماذا أضحك. ولماذا هم يضحكون!. اقتربت مني اختي وقالت : ـ شو انت انجنيت يا حسن ,شو هالفضايح اللي عملتها ؟

قلت لها : ـ ما ذنبي انا هي التي جاءت وجلست في حضني ؟ نظرت الي اختي بغضب وقالت : ـ “مين هي يا حسن ؟”. وهنا اصابني مس من الجنون، وادركت ما حدث وايقنت ان التي حضرت هي الجنية “مرح” ولم يرها احد غيري, وكل من راني ظن انني مجنون ،لانه

رآني لوحدي اقوم بحركات “مجانين” .في تلك اللحظة تمنيت لو ان الارض انشقت وابتلعتني . من الخجل اصبح لون وجهي احمر …وفي داخلي اشتم والعن “مرح” التي جعلت مني اضحوكة امام الجميع. وعاد الجو في بيت العروس الى طبيعته .وطلبت امي من ام العروس

ان تستعجلها تحت حجة انها تشعر بوعكة صحية ,ولكن يبدو لي ان السبب الحقيقي هو خوف امي من تصرفاتي واعتقادها انني جننت، فربما خطر ببالها انني ساقوم بالرقص او النباح ,او اضرب او اعض احد الموجودين ,وهي لا تنقصها الفضائح . وما هي الا لحظات

حتى دخلت ام العروس بصحبة العروس ,لتسلم علينا انا وامي واختي، وجلست بجانب امها بخجل، وحينما رايتها تسمرت في مكاني من الخوف ,ولكني تمالكت اعصابي ,ونظرت حولي لاتاكد بان كل شيء على ما يرام ,وان ما اراه يرونه هم ايضا، وان العروس التي امامي

هي من البشر ولا دخل للجنية مرح بما ارى، همست باذن اختي لاتاكد وقلت لها : ـ هل هذه هي العروس التي سلمت علينا ,والان هي تجلس بجانب امها؟ ابتسمت اختي وقالت : ـ نعم وما ان قالت نعم ـ اذ كنت انتظر ان تقول لاـ حتى كاد يغمى علي من هول الصدمة . يا الهي

,ماذا يحدث ؟كيف استطيع ان اتزوجها ,كيف اصفها..”دراكولا”؟ ولكن “دراكولا” جميل بالمقارنة بها، اقسم انه لا يوجد فرق بينها وبين القردة، الا انها ترتدي فستانا . يا لي من غبي ,كان يجب ان افهم هذا من رؤيتي لأمها التي تشبه سيارة “الفولزفاچن “بعد حادث

تصادم مع شاحنة، وابوها الذي يشبه برميل الزفتة “المطربق ” على بعضه البعض . اذا من الطبيعي ان تكون ابنتهم كالغوريلا ,اختلست نظرة خاطفة نحو العروس وامها وهن يتهامسن معا, وسبحان الله، عندما ارى العروس بجانب امها تكتمل الصورة ,ولو ان “داروين

"شاهدهن معا لاستطاع ان يؤكد نظريته ان اصل الانسان قرد ,ويبدو لي انه يجب ان اكون "طرزان". اضحك على مصيبتي ولكني بصراحة كنت سعيدا جدا ,سعيد لان امي لم تزوجني "صبحة "وعلى راي امي: هذه احلى من صبحة بكثير ,فإذا كانت هذه من فصيلة

القردة ؟فمن أي فصيلة ستكون “صبحة”؟ انا اعتقد انها ستكون سلحفاة ترتدي بنطلون جينز .

وهنا صمت وبدأت افكر بهذه المشكلة بجدية، لقد جئنا لقراءة الفاتحة اذ لا مجال امامي للتراجع، تقاليد منطقتنا تحتم علي ان اتزوجها حتى ولو كانت “شمبانزي “..انظر ناحية امي وهي مشغولة بتوزيع نظراتها بيني وبين العروسة (الشمبانزي )بسعادة غامرة وكان علي ان

اقرر بشكل سريع . خطر ببالي فكرة مجنونة نوعا ما وهي ان اجعل اهل العروسة هم الذين يرفضون. وهكذا اتخلص من الاحراج وفورا بدأت ارقص واصفق. وكان امامي ابريق ماء، فحملته وسكبته على راس العروسة وبدأت اضحك واضحك وفعلا كنت اضحك من كل

قلبي وهي تصرخ: ـ امسكوه.. هذا مجنون . وذهب اهل العروسة وامسكوا بي ,وكان معظمهم يضحك، حتى اختي لم تتمالك نفسها واخذت تضحك . ارسلوني الى البيت داعين الله ان يشفيني من مرض الجنون الذي اصابني، ورفضت امي ان تكلمني ,ودخلت البيت تبكي على

حظها. اختي جلست بجانبي وقالت لي وهي تضحك : ـ “شو اللي اعملتوا عند الجماعة ؟” فقلت لها : ـ وانا اضحك يقولوا عني مجنون وانا عاقل احسن من ان اتزوج الشامبنزي “ابنتهم “واصاب بجنون حقيقي . ابتسمت اختي بهدوء وذهبت الى المطبخ وعادت بفنجان قهوة

وسالتني عن اوصاف العروسة وما حدث معي؟ في المرة الاولى حكيت لاختي القصة ,ذهبت اختي الى غرفتها وعادت وفي يدها صورة وقالت لي: ـ انظر الى هذه الصورة !اليست جميلة؟ القيت نظرة خاطفة على الصورة وقلت لها : ـ فعلا انها جميلة .

فقالت لي : ـ انها من تصفها بالشامبنزي . ذهلت قليلا ,وتركتني اختي وذهبت الى امي لتواسيها ,وسمعت ضحكة تأتي من خلفي، ونظرت نحو مصدر الصوت فرايت الجنية مرح وهي سعيدة، واشارت بيدها نحوي

وقالت : ـ” اضحك يا مجنون ,لقد وعدتك ان اجعل حياتك مرح في مرح في مرح، وهذا الدرس الاول لك ,وما عرفته عن قدرتنا السابقة هو لاشيء يذكر ؟ هذه المرة جاءت الامور بسيطة ومجرد نوبة من الجنون، ولكن يا حسن في المرة القادمة ان خالفت اوامري ، سيكون

الثمن غاليا وكما وعدتك، سأجعلك تتمنى الموت ولن تناله خليك شاطر يا حسن واسمع كلام “مرح” .”. قبل ان اذهب اذكرك باني ساكون معك في كل خطوة حتى في احلامك …الى اللقاء يا مجنون.. تجمد عقلي عن التفكير ,انا لا اريد ان افكر في شيء …لا اريد!! كيف

استطاعت ان تتحكم في الاشكال التي اراها .لا اريد ان اكابر وان استهين بقوتها فهي “جنية “تملك من القوة مالا يملكه البشر . توجهت الى غرفتي للنوم لانسى ما حدث ,استلقيت على الفراش وبدأت اغط في نوم عميق ,واذا بي اشعر بانامل تداعب شعري بخفة ورقة،

واستفقت من نومي لارى الجنية مرح تجلس بجانبي وتداعب شعري بيديها بحنان ورقة وخفة ,

وقالت لي : ـ كيف انت يا حسن ؟ هل انت غاضب مما حدث بالامس ؟انا اسفة، انت الذي اجبرتني على التصرف معك هكذا …هيا يا حسن، حان الوقت لاقول لك الخطوة الاولى ان اردت انت ان تنقذ زوجتك وحبيبتك اختي غادة !الا تريد ان تحررها من اسرها لتعود

وتحيا معك الى الابد .هيا يا حسن .. يجب عليك ان تبدا بالبحث عن شخص ليس من البشر ولكنه يعيش بينهم، ترونه وتكلمونه ولا تميزونه عن البشر، هو فقط الوحيد الذي يستطيع انقاذ زوجتك “غادة “من الاسر لدى “الكاتو”. هذا ما قالته لي الجنية مرح، فنظرت اليها

مستغربا وقلت : ـ المخلوق الوحيد الذي يستطيع انقاذ “غادة” ليس من البشر ويعيش بين البشر ؟ فاسترسلت قائلة : ـ “نعم هو الوحيد الذي يستطيع انقاذ “غادة” وانت الانسان الوحيد الذي يجب ان تجده .”. زاد استغرابي من هذا الحديث فتابعته قائلة : ـ “انا سأساعدك على

ايجاده يا حسن ,هيا استعد لنبدأ البحث عنه .”. لم يرق لي حديثها، نعم فهذه مرح الحقودة الشريرة التي لا تعرف معنى الحب، والتي كانت تهددني منذ ساعات قليلة، ها هي تمارس الاعيبها علي باسلوب رقيق حنون واملس كافعى، حتى ذاك البريق الشيطاني الذي يميز عيونها

اختفى وحل مكانه بريق ملائكي خلاب وساحر .يا للعجب كيف تستطيع هذه الجنية ان تحول مشاعر الكره في داخلها الى مشاعر الحب والحنان بلحظات قليلة ,هل المطلوب مني ان اصدق مشاعرها؟ ثم من هو ذلك المخلوق العجيب ….؟

وقبل ان يكتمل السؤال في مخيلتي راتني اسالها بأستهجان استنكاري: ـ كيف يكون يا مرح بشرا وجنيا في نفس الوقت ؟من هو وكيف يستطيع ان ينقذ زوجتي وحبيبتي “غادة”؟ فقاطعتني بلهجة جافة وقالت : ـ “يا حسن ,لا داعي لكل هذه الاسئلة ,المهم ان تجده وبسرعة

حتى ينقذ “غادة” فقد حان الوقت، ولا داعي لإضاعة الوقت على الاسئلة واجاباتها التي لا تفيد بشيء ,هيا يا حسن لا تتباطأ .” نثرت يدها -التي لا زالت تداعب شعري برقة وحنان -وابعدتها عني ورمقتها بعيون جارحة، قلت بنبرة جافة وشديدة : ـ اسمعي يا مرح ,صحيح

انني على استعداد للتضحية باغلى ما املك من اجل “غادة” ولكني لن اتحرك من مكاني قبل ان اعرف وافهم الموضوع واستوعب تفاصيله ,ولا يهمني ما ستفعلين ,فافعلي ما شئت، اسحريني، سيطري على عقلي، ولكن ما دمت في وعيي فلن اطيعك في شيء لا افهم تفاصيله

. لم يعجبها حديثي ,ولكنها نظرت الي وهزت برأسها وقالت : ـ لك ما شئت ,ساشرح لك ماتريد فهمه واتمنى ان يستوعب عقلك الصغير ما ساقول”. واستطردت

قائلة : ـ يحاول علماء عالمنا منذ الاف السنين امتلاك القوة المادية التي يمتلكها البشر ,وضمن اطار تلك المحاولات ارسل هؤلاء العلماء العديد من افراد عالمنا للاتصال مع افراد من البشر بهدف السيطرة على ادمغتهم، ومن ثم الاندماج الكامل بهم بشخصية واحدة في جسد

واحد ,ولكن هذه المحاولات باءت بالفشل الكبير في معظمها، واما الحالات القليلة جدا التي نجحت نوعا ما، تمرد الذين نفذوها من عالمنا على سلطة”الكاتو “، ورفضوا الانصياع لاوامرهم بعد ان شعروا بانهم امتلكوا قوة مميزة وخارقة نتيجة اندماجهم مع مخلوقات بشرية.