| | 
- الحب الأسطُوري ٣٣
وسألتها :
_وكيف عرفت ذلك ؟؟؟
ارادت ان تجيب ولكنها اشارت الي بأن نؤجل الحديث عن الموضوع .وكان ذلك بسبب اقتراب آحد مساعديها , ويبدو انها لم تكن تريده ان يسمع عما تنحدث …
ذهبت للعمل وبعد ساعة ونصف جاءت الي وقالت انها هي التي ستنقلني في عربتها في نفس الوقت كان ااهمانا)ا قد جاء ليصحبني .فاعتذرت له وقلت له اني ساراه فيما بعد … فابتسم همانا بخبث وقال :
_بداية موفقة يا حسن
وذهب … . ركبت بجانب ساريز بعربتها وكانت هي تقودها بنفسها .وقالت :
_سأدعوك لتناول الغداء معي في بيتي … هل توافق ؟؟؟؟ فقلت مازحا :
_مافكر بالموضوع خامة وانك تعرفين حجم المسؤوليات الملقاه على عاتقي ! ! !
فحكت ساريز وتوجهنا الى بيتها وحينما وملنا .فوجئت بفخامة وجمال بيتها ولا يوجد أي وجه للمقارنة بين البيت الذي امكنه وهذا البيت … قالت لي :
_لقد بنيت هذا البيت بنفسي …
دخلنا البيت وجلسنا وتناولنا الغداء وسالتها عن عائلتها .فصمتت قليلا ثم قالت :
_ اهل المدينة هنا هم عائلتي …
لم افهم ماذا تقصد بالضبط , ولكني شعرت بانه لا توجد لها عائلة , ولم اكن اريد ان اعيد السؤال لشعوري بعدم راحتها من الحديث في هذا الموضوع … . فقلت لها :
_ لماذا كل هذا الفرح الذي بدى عليك حينما علمت باني قادم من عالم البشر ؟؟؟
قالت :
_انا مسرورة جدا جدا بلقاءك .شعوري واحاسيي لا استطع ان امنعها … اتعلم لماذا ؟؟؟ لاني من البشر يا حسن … . فضحكت وقلت :
_هل تمزحين ؟؟؟
_كلا لا امزح .انا من البشر …
_ اعذريني .لا استطيع ان اصدق ذلك .فانت تشبهين الجن
كثيرا …
_صدق يا حسن .انا من البشر .انا انسية ولست من الجن … لم اصدق ما تقوله ولكني قلت لها :
_اذا كنت من البشر كيف استطعت الدخول الى هنا .ام كان هذا بالصدفة . .
قالت :
_هم احضروني الى هنا منذ وقت طويل , وهناك قصة لوصولي الى هنا … _احضروك الى هنا من عالم البشر؟ ولكني اعرف بانهم لا يخرجون من هنا ؟؟؟
_هذا صحيح .ولكن لهم الفضل الكبير في احضاري الى هنا لا اعرف كيف .ولن انسى ما فعلوه . حدث هذا قبل وقت طويل شاءت اقدارالرب ان اصاب بمرض خطير عانيت منه كثيرا .ولم يكن هناك امل في شفائي وقاربت على الموت الا ان مشيئة الرب كانت اقوى .وساعدني الجن واحضرونى الى هنا وعآلجوني ومنذ ذلك الوقت وانا احيا في هذا المكان الذي اعتبرته عالمي وحياتي . ~ . اما كوني اشبه )االجن اا فاني لا افهم ما الذي تقصده بذلك ؟؟؟
فقلت :
_انت تشبهين الجنيات كثيرا وخاصة بجمالك وطبيعة عملك التي تحتاج لذكاء خارق ومستوى لا يملكه البشر ؟؟
فضحكت ساريز ضحكة اطربت اذاني لعذوبتها وقالت :
_شكرا لك ان كان هذا اطراء .فهناك بين بنات البشر من هن اجمل من الجنيات , وليست كل الجنيات جميلات مثلهن , مثل بنات البشر, الفرق ان الجنيات لا يظهرعليهن الهرم بسرعة كبنات البشر, وفي هذه السكة بالذات لا يوجد للهرم مكان وانت سترى ذلك بنفسك .ان السنوات لن تؤثر عليك آبدا . . الروح هنا هي التي تهرم ان لم يهتم بها صاحبها , وطبيعة عملي الغريبة كما تسميها والتي تحتاج الى ذكاء خارق لايكون عند البشر … فالقول مغلوط وكان يجب ان تعكسه .انا كنت مثلك في البداية ولكن بعد اطلاعي على التاريخ القديم للبشر والذي كان قبل الاف السنوات … اصبحت فخورة جدا بكوني بشرية , وليت ابناء عالمي علموا بذلك لما بقي عالم البشر على ما هو عليه … الهندسة والتصميمات العجيبة وعلوم الظلال والنور والفن المعماري والحسابات الزمنية وعلوم الطب . . من العجائب التي تراها في مدن المملكة , هي في الأمل حضارة البشرا لقديمة . وقد نقلت عنهم وتمت المحافظة عليها .وكتب الجن وتاريخهم يقرون بذلك ولم يخفوه يوما , وهم يعترفون بتميز البشر وتفوقهم الكبير على الجن … ومدن المملكة الخمسة ساهم البشرفي انشائها حتى انه يقال انها كانت بالامس للبشر وجزءا من حضارتهم القديمة وخاصة انها تقع في ااالجزء المنسي اا من الارض ولم يكن الخروج والدخول اليهاصعب قبل الاف السنين . والعلم آلوحيد الذي تفوق به الجن على البشر هو علم الزمن وخاصة ان البشر لا يقومون كثيرا بالمقارنة مع الجن .وكثيرمن الا مورحتى يومنا هذا يا حسن تستطع ان تراها بوضوح ان لم ترها من قبل في مدن المملكة كلها من عالم البشر .ووجدت حديثا . ان الجن حريصون على المحافظة على حضارة البشر اكثر من البشر لانهم على يقين بان كل شيء على الارض يمكن ان يندثر ويدمر بسبب حماقة وغرور فرد …
ان ما اقوم بعمله هنا والذي يعد من العجائب .يكنني عمله في عالم البشر لو اتيحت لي الفرصة
لذلك , ولست وحدي فهناك الكثير من البشر في مدن المملكة يستطيعوا القيام بذلك ايضا ولهذا حرص الجن على نقلهم الى الجزء المنسي من الارض .ولا تفهم من هذا انهم سلبوهم حريتهم او ما شابه ذلك .بل على العكس نقلوهم من عالمهم السيء الى عالمهم المثالي وما يقومون ببنائه فهو لهم ولابنآئهم . وانتقالهم الى هذه المملكة اكبر من التصور .وممكن يا حسن ان عالم البشر سيأمر على ايدي البشر عاجلا ام اجلا. وان كان علماء الجن حريصون على شيء , فانهم حريصون على ان لا يدمر عالم البشر من جديد .كما حدث في الماضى , لانهم يعلمون ان دمار عالم البشر الاول حدث بسببهم بالدرجة الاولى وخاصة قبل حلول النظام في عالم الجن , وهم يعلمون ان حدث الدمار الثاني فلن يكون كالآول بل سيشمل عالم الجن ايضا وهم حريصون كل الحرص على ان لا يتصل الجن بالانس مهما كان السبب منعا لتكرار الماضى …
عجيب ما قالت وعجيب ما سمعت وهل لعقلي القدرة لان يستوعب اكثر وماذا تخفي الايام لي من مفاجآت . من الصادق ومن الكاذب؟ وما يهمني انا من كل هذا ان اسايرز انسانة . اشعر انا بذلك …. ان اسالها : متى حضرت الى هنا . ولكني اخشى ان احرجها بمعرفة عمرها الحقيقي . تبدو في العشرين من العمر اريد ان اسال ولا اريد ان اسال .الفضول آقوى واسال ساريز : _ اليى من الغريب انه لا يسمح لاحد بالخروج ؟؟؟
فقالت :
_ لم افكر بذلك من قبل ولا اريد ان افكر, من يريد الخروج من هنا والى اين ومن اجل من ؟هل تفكر انت بذلك يا حسن ؟ قلت :
_ لا اريد ذلك واريد .فارتياحي بعائلتي وعالمي اقوى من كل المغريات التي اراها …
بدى على ساريز الاستغراب وقالت :
_ما هي قصتك وكيف وصلت انت الى هنا احكي لي ؟؟؟
قلت :
_ قصتي اغرب من مافي البشر وحاضر الجن . .
ورويتها لها بالكامل , وانتصف الليل ولم نشعركيف مرالوقت , اشياء كثيرة لم تكن ااسا ريزاا تعلم عنها في السابق , مثل بوابات الشر وغيرها من الامورالتي مرت علي , وتيقنت انها ليست ملمة بأمورالجن خارج المملكة , حتى انهأ قالت لي بان قصتي غريبة ,
ولولا انها تشعر بالثقة تجاهي لما صدقتها ؟؟؟
اخذنا الحديث ولم نشعر بالوقت , وبحركة مفاجئة من ساريز اقتربت مني , ورفعت راسها على صدري كطفلة صغيرة وانا احكي لها عما وصل اليه البشر حديثا بناء على طلبها .ويبدوانها استسلمت للنوم فاتكأت بظهري الى الخلف قليلا دون ان اوقظها , ونمت انا ايضا . وكم شعرت بالراحة والحنان وهي على صدري .
الى ان اتى الصباح , وتناولنا الفطور وخرجنا للعمل معا … وحرصت على ان تبقيني الى جانبها , وحينما كانت تذهب كانت تأخذني معها .ولم تكن تابه لنظر ات الاخرين …
انتهى يوم العمل وحضر مرافقي همانا(ا , وقبل ان ينطق بكلمة قالت له ساريز :
_سأريحك من حسن هذا الآسبوع , وسيبقى معي الا اذا اراد عكس ذلك …
ابتسمت انا , واقتربت من همانا وقات له :
_ اريه كم انا ملتزم بعملي ؟؟؟
ابتسم همانا واستدار, وذهب وبدت عليه السعادة , ربما لانه تخلص مني ومن مسؤوليتي … ركبت بجانب ساريز وقالت لي :
_اليوم سنحتفل , انا سعيدة واود ان ارقص واحضن القمر . .
وتجولنا في المدينة معا , وعرفتني على الكثير من صديقاتها واصدقائها وتناولنا الغداء بجانب البحيرة وعدنا للبيت معا بعد ان اتفقنا ان نستريح لعدة ساعات ونخرج في المساء …
امرت ان استريح في غرفنها الخاصة ولم اكن لاختار .تركتني لوحدي وذهبت …
كنت سعيدا بها .لم تغب عن فكري للحظة واحدة .غفت عيني وصورتها عالقة بها … وصحوت على صوتها وهى توقظي … فتحت عيوني ووجدتها مبتسمة … احسست بأنني وسط عائلتي وكأني اعرفها منذ زمن .
فاجاتني بانها تركتني انام وذهبت هي واحضرت كل ما يمكن ان احتاجه من ثياب … الخ .تركتني من جديد .خلقت ذقني واستبدلت ثيأبي وشعرت بنشاط وحيوية كبيرة .
خرجت من الغرفة الى الصالة ووجدتها في انتظاري وللحظة شككت ان التي تقف امامي هي ااسا ريزاا لولا ابتسامتها العذبة التي اكدت لي انها هي … يالله ما اجملها .وكم هي انيقه وبارعة فى اختيار ملابسها .
تعودت ان اراها ني المرات السابقة بالبنطلون والقميص والحذاء والرباط .ولكن هذه المرة كانت في قمة الاناقه ترتدي فستانااسودا قصيرا اخفى كتفا واظهر اخر .ستر نهديها وابرزهما وزادهما زينة السلسلة المتدلية من العنق وشعرها الذي وضعته من حيث ستر الكتف وفردته من حيث كشف …
ابتسمت وغمزتني بطر ف عينها اليسرى وقالت : _هيا .
خرجنا وتجولنا في طرقات المدينة حتى وصلنا
الى البرج العملاق العظيم وسرنا حتى دخلنا
من احد ابوابه وقالت لي :
_ما رايك ان نصعد آلىقمته.فابتسمت وقلت : _سنحتاج الى عام لنصل ؟؟؟
فقالت :
_ تعال لنجرب . .
وذخلنا احد الغرف الزجاجية التي تشبه المصعد واغلقت الباب وقالت :
_ الان سترى .
ومن ثم فتحت الباب وقالت : _ تفضل .
خرجت ولم افهم في نفس اللحظة لماذا دخلنا ولكن حينها خرجنا , فوجئت باننا في قمة البرج واخذت ساريز تضحك واخذت انظر حولي لاتأكد من اني لا احلم وخاصة ان الغرفة لم تتحرك ولم نمكث فيها الا لحظات .آردت ان اسال ولكنها قاطعتني قبل ان افعل واعدة انها ستشرح بعد ان نجلس . دخلنا في قاعة احتاج لاكثرمن ساعة لاصل الى نهايتها .سقفها بالكامل من الزجاج وكانه علق فى الهواء .ولا ارى اعمدة يتكأ عليها , مضاءة بنورالقمرفقط وكان القمر قريب لا يبعد سوى عدة امتار, وكان واضحا ان نوع زجاج السقف يساعد على تقريب القمر جدران القاعه من زجاج او انه لا يوجد لها جدران فالغيوم تحيط بها من كل الجوانب وكانها بنيت في وسط السحاب مليئة بالزهور والوررد والاشجار ونوافير الماء وبركة مائية فخمة .وشلال ماء يصب في وسطها حديقة كاملة معلقة فوق السحاب . القاعة مليئة بالشبان والفتيات من كافة الاعمار والكل سعيد ولا احد يأبه بالاخر . اخذت ساريز تتجول بي في وسط هذه الحديقة اوالقاعة او اعجوبة الزمان .واثناء تجولنا عرفتني على الكثير من الاشخاص الجالسين هنا وهناك والذين كانوا يلوحون لها بايديهم أحيانا وبالمناداه على اسمها احيانا . . كانوا جميعا ظرفاء . . سرنا حتى وملنا احد اطراف القاعة وقالت :
_هنا سنجلس .فهذا هو ركني المفضل .
جلسنا على مقاعد تجمع بين الراحة والجمال وللحق فأن كل الروعة التي اراها في قمة البرج لم تشغل تفكيري عن طريقة الصعود الى قمة البرج وسالتها عن ذلك فقالت :
_انها تكنولوجيا هذا العالم يا حسن , وتعتمد على قوة الطبيعة. نحن صعدنا الى هنا من خلال مصعد زمنياا ومهمة المصعد ان يلغي الجاذبية ويخترق الزمن بالاعتماد على قوة النور, ويسير بسرعة النور, ولهذا لا تشعر بتحركه .
واخذت تشرح لي وتفسر, وانا اهز براسي كعادتي حتى قالت
لي اخيرا :
_ فهمت …
قلت :
_نعم لقد فهمت .انه لشيء رائع . .
وطبعا انا لم افهم شيء ولكني خفت انى قلت لم افهم …ان تعود وتشرح لي من جديد حتى انهم , وربما اني لن افهم , وعليه نستقضي كل ليلتنا بالحديث عن هذا الموضوع . . وما لم اكن اتوقعه قد حدث .وجلست مع ساريزحيث تجلس , وكان واثقا من كلامهم واعتذار بعضهم على التأخير بانها هي التي دعتهم … في البداية كنت مرتبكا قليلا .ولكن بعد ان عوفتهم علي بأني صديقها _ولم يكونوا فضوليين بالسؤال عن التفاصيل _ اندمجنا معا وكان الجو رائعا بلغ عددهم حوالي الثلاثين من النساء والرجال معا . .
ذهب احدهم واحضر الات موسيقية ليست كتلك التي اعرفها بعالمي … وعزفوا وغنوا ورقصوا وكم كنت مرتبكا ومحرجا , وخاصة اني لا اجيد الرقص . ولكن سار يزقدرت موقفي ولم تحرجني في بادىء الامر . واستغلت نومة انشغال الاخوين واقتربت مني وقالت :
_آلان ستقوم معي بهدوء لأعلمك كيف ااترقص اا , لا تابه بوجود الاخرين .تصرف على طبيعتك كما انت وان كنت لا تعرف كيف فأنك ستتعلم … . .
لم اتحرك في باديء الامر, وحاولت التهرب منها ومن هذا الموقف المربك كما ان اصرارها لم يترك لي المجال , فراقصتها ااكا لاهبل اا .وبدأت تعلمني خطوة خطوة حتى زال ارتباكي ووجدت متعة لآ مثيل لها , وفجاة علا صراخهم وهتافهم وتصفيقهم ليملأ اجواء القاعة .اخذت ابحث عن السبب ووجدته مع اقتراب فتاه تجرا مامها عربة مذهبة ومزينة وفي وسطها زجاجة كبيرة … جرتها حتى اوقفتها حيث تجلس .واقتربت سار يزمن الفتاه وهمست باذنها وهزت الفتاة راسها وذهبت , واخذ احدهم يملأ الاكواب من الزجاجة وعيوني تراقب كل صغيرة وكبيرة … ما لفت انتباهي موعودة الفتاة من جديد وقد احضرت يدها كوبأ مليئا بشراب مشابه للذي في الزجاجة … ناولته لسار يزوهي حريصة على ان لا يرأها احد .اقتربت ساريزمن الاكواب ووضعته بجانبها , واتنظر ت حتى انتهوأ من مل ء الاكواب وحملت كوبين يديها وقالت :
_سنشرب نخب صديقي وزميلي حسن ترحيبا به بيننا .واقتربوا جميعا وتناولوا الاكواب , وفي نفس اللحظة اقتربت هي مني ونآولتني الكوب ولم تلاحظ هي اني عرفت ان هذا الكوب يختلف عن الاكواب الاخرى . . اخدته من يدها ورفعته مثلهم وانا ابتسم وارتشفت منه رشفه مغيرة ووضعته على الطاولة بهدوء وقد اعتراني القلق والخوف من جديد لما حدث … وعاد الجميع الى الرقص وللهو من جديد . جلست سأريز بالقرب مني وامسكت يدي وقالت :
_ما بك يا حسن لماذا انت مهموم هكذا .لقد اعددت هدا الاحتفال من اجلك ! ! ! !
قلت لها :
_كلا لا شيء , فقط مرهق قليلا … . _ اتحب ان نعود الى البيت ؟؟
_كلا لا اريد .فقط اريد ان افهم ماذا يحدث هنا ؟؟ _ما بك يا حسن هل يضايقك احد ؟؟؟
_بصراحة ما مرعلي من تجارب يجعلني اشك في كل شيء حتى في هذا الكوب الذي ساشرب منه.واشرت بيدي للكوب الذي امآمي … . . فطنت ساريز للذي المح اليه وفحكت وقالت : _ ان كان هذا ما يزعجك فمعك حق .انأ ساشربه .
ورفعته وشربته دفعة واحدة … . وتابعت حديثها … … _لم اكن اريدك ان تشرب من المشروب الذي شربنا منه , ولهذا احضرت لك شرابا عاديا . والسبب يا صديقي العزيز ان هذا المشروب يسكر من يشربه للمرة الاولى .ولوكنا لوحدنا لما مانعت من ان تشربه .ولكن ان اردت ان تشرب منه فتفضل ولست المسؤولة عما سيحدث …
اقنعني كلامها , وعدت معها لاجمل سهرات العمر الا ان فضولي اللعين لم يتركني بحالي , ودفعني لامد يدي الى احد الاكواب وارتشفت منه عده رشفات لم تسكرني بل انعشتني … .
في هذه الاثناء وقف احدهم واخذ يصفق وبهتف سأريز … ساريز … واخذوا جميعهم يهتفون معه ويصفقون … ساريز… . ساربز.واخذت انا ايضا اهتف معهم ساريز … . ساريز, وعادوا جميعهم الى مقاعدهم وهم يهتفون وعدت انا ايضا وانا اهتف . الا ان ساريز بقيت واقفه مكانها وهي تبتسم خجلة , وعاد العزف من جديد وبدأت ساريز تتمايل على انغام الموسيقى برقصه لم ار مثلها في حياتي … كل جزء من جسدها يتمايل وبرقص امامي . . آصابعها. . ذراعاها . . ساقاها . . خصرها . . نهداها . . شعرها . . عيونها . . شفافها . . رموشها . . عنقها .تتمايل بحركات متناسقة وسط الغيم بفستانها الاسود القصير … ثملت … سكرت .فقدت صوابي , ليث من الشراب وانما مما ارى .ما زالت تتمايل على انغام الموسيقى ومازلت افقد وعيي اكثر فاكثر …
غمزتني بطرف عينها , ونظرت الي وعضت على شفتها السفلى , ولم اعى شيئا بعدها . .
عاد الي وعيي .فتحت عيوني وجدت نفسي بسر ير ساريز راسها على صدري تغط في نوم عميق … . بدات اتذكر ما حدث لم اذكر الا الصورة الاخيرة التي حلقت بذاكرتي وساريز تنظر الي وترقص … ماذا حدث بعدها . . لا ادري . . من النافذة ارى الشمس ادرك اننا في ظهيرة اليوم الثاني . . احرك راسي وذراعي بهدوء حتى لا اوقظ ساريز … دق قلبي حينها رايت علامات زرقاء وحمراء على كتف وعنق ساريز وفستانها الاسود الجميل
الملقى على ارض الغرفة وكان واضحا عليه انه لم يعد يصلح لشيء . انظر خلسه الى جسد ساريز الملتصق بي والى وجهها , ما اراه لا يشير بان النهاية كانت سيئة … اطمانيت اكثر حينها لمحت علامة زرقاء على كتفي انا ايضا … رايت ساريزمستيقظة .اغمضت عيوني فورا متظاهرا بالنوم , لأني لم اجرؤ على مواجهة عيونها . . اشعر انها استيقظت .احس بانها تنظر الي .اشعر بقبلة ناعمة لامست شفتى … بقيت مغلقا عيوني متظاهرا بالنوم … مرت دقائق حتى تجرأت وفتحت طرف عيني لارى مآذا يدور حولي فلم اجدها بالغرفة … فتحت عيني وتنفست الصعداء . . انفتح الباب , ودخلت ساريز تلف جسدها بمنشفة زرقاء وشعرها ما زال مبلولا . . جلست بجانبي على السرير, ابتسمت وقالت :
_هيا كفاك كسلا .ما ان تستحم حتى اكون قد جهرت الافطار …
خرجت من الغرفة , استحميت وارتديت ملابسي ولحقت بها الى المطبخ , وخرجنا معا وجلسنا على الشرفة … وبدأنا بتناول الافطار, ولم اجرؤ ان افتح الموضوع , ولاحظت ارتباكي واخذت تضحك , فتجرأت وسالتها :
_ماذا حدث بالامسى ياساريز ؟؟؟
فقالت :
_ لا شيء ابدا , فقط قليل من الفضائح .قليل من الفوضى .قليل من الاحراج .حتى استطعت ان اوصلك الى البيت , وبعدها قليل من الشراسة , قليل من الاضاءة , وكثير من الجنون … وفضحكنا معا وقلت لها :
_ الأن نذهب الى العمل …
قالت :
_ لا اعتقد انني ساذهب الى العمل هكذا .
واشارت باصبعها الى العلامات التي ظهرت على عنقها وقلت لها : _ انا اسف يا ساريز ان سببت لك أي احراج …
فقالت وهي تضحك :
_بصراحة , في اول الا مركنت اروع مجنون خلقه الله …
)افضحكت اكثراا .لقد فاجاتني وفاجات الجميع حينها وقفت واقتربت مني وانا ارقص وقبلتني قبلة طويلة ولم تابه لوجود احد … كنت فخورة وسعيدة بجنونك رغم ان الموقف كان محرجا , ولكن بعدها حينها بدأت ترقص معي ادركت فورا انك شربت من المشروب الذي حزرتك من شربه , وايقنت ان الامر لن يتوقف عند هذه القبلة المجنونه.وغمزت صديقتي وزوجها فساعدوني على الخروج من هذه الورطة واعدتك الى البيت .وعما حدث بعد ذلك فلا تسال لان جنونك ساوى جنوني …
فضحكنا كثيرأ وتحدثنا اكثر واثناء حديثنا صرخت ساريز فجأة وقالت :
_صحيح نسيت ان اخبرك . غدا ستشهد المدينة يوما لا مثيل له , وساصحبك معي .فغدا يوم اللقاء المشهود حيث تستقيل الاميرة باناة اميرة الشمس المغرورة للمرة الاولى .
_وما المثير في هذا الموضوع ؟؟؟
_انت لا تعرف قصة اميرتنا مع اميرة مدينة الشمس … . فاميرة الشمس تكره الاميرة بانده بجنون ,
وهي ايضا تكره كل الاميرات ولكن ليس بالمستوى الذي تكره به بآنده . فاميرة الشمس مغرورة متكبرة وشريرة . لا احد يحبها او يحب مدينتها , فهي مدينة مشؤومة وكل سكان المدن يتمنون لو ان مدينة الشمس لم تكن موجودة , مع ان مدينة الشمس توفر لسكانها كل شيء واكثر من أي مدينة اخرى , فكل سكانها يسكنون القصور ولهم حرية لا حدود لها لا يتوفر مثلها في المدن الاخرى ورغم انها تخضع للنظام الاعلى الذي يحكم المدن الاربعة الاخرى الا انها مستقلة بقوانينها الداخلية التي تختلف عن كل المدن … نحن جميعا تنعجب احيانا لماذا بنيت مدينة الشمس القذرة , ولماذا لا يتدخل النظام بمايجري داخلها , ولماذا تركوا المجال لأميرة الشمس ان تتصرف كما يحلو لها . والتفسير الوحيد لهذا .ان بقاء المدن الاربعة مرتبط ببقاء مدينة الشمس او بمعنى اخر ان صح التعبير فهي اامزبلة المدن الاربعة اا انا أأسف حينها اصفها بهذا الوصف , فهي بنظرالجميع احدى مدن المملكة الخمسة ويجب احترامها واحترام حرية من
يريد ان يسكن بها … انا شخصيا افضل الموت على ان افكر بمجرد زيارتها . ربما احيانا اجد نفسي باني على خطأ وخاصة انها تخفن للنظام الاعلى ولا احد يجبر احد ان يذهب اليها وكل من يذهب للكن فيها فهو يريد ذلك.فمن يجد نفسه لا يستطع ان يحترم القوانين , فافضل لنا جميعا ان نذهب اليها وهكذا تبقي المدن الاربعة نظيفة . .
اثار فضولي كره ساريز وحقدها على مدينة الشمس واميرتها. وقلت لها :
_ انك تتحدثين عن مدينة الشمس بكره وحقد كبيرين … فتأ فأفت ساريز وقالت :
_ ~~ ماذا اشرح لك يا حسن لا شرح .ربما لأني اؤمن بوجود خالق لهذا الكون .اكره ما يحدث بها اكثر, وربما لآني من البشر , وربما لاني احب الاميرة بانده كثيرا … حسن انت لا تعرف ماذا تفعل اميرة الشمس .اتعلم لوانها لا تخاف من ااالنظام اا الذي هواقوى منها وقادر على تدميرها لفعلت بنا العجب . . فهي لا تحترم القوانين الخارجية وتسيرعليها خوفا وليس احتراما , وهي دائما ترسل رسلها الى المدن الاربعة , وان اعجبها احد تبدأ بآغرائه بالقصور والراحة والمتعة لتاخذه الى مدينتها , والقانون يسمح بذلك ما دام ذلك تم باراده الشخص , والعجيب في الامر انه نادرا ما يخرج احد من مدينة الشمس ليعود وبسكن بالمدن
الاربعة الاخرى , فهي تسيطر عليهم بطريقه غريبة , وتسلبهم حريتهم ~~ . انفعلت ساريز وهي تتحدث وظهرت اثار الدموع في عيونها … وأكملت :
_ ~~ انا اكرهها … آنا اكرهها … لقد اخذت مني اعز صديقاتي … انها لعينة يا حسن .انا حزينة على الاميرة بانده , فهي مضطرة لاستقبالها وتقديم الاحترام لها لان القانون يلزمها باحترامها. وكل اميرة لها الحرية بزيارة أي مدينة , ويجب ان تلقى الاحترام والذي يليق بها , وحتى لو حدث العكس وزارت الاميرة بانده مدينة الشمس فستلاقي الاحترام من قبل اميرة الشمس على الرغم من كرهها لها … مسكينة اميرتنا بانده غدا ستلاقي الد اعدائها . . موقف صعب . كلنا حزينون من اجلها ولكننا غدا سنقف جميعا بجانب اميرتنا لتعلم تلك المغرورة مدى حبنا واحترامنا لاميرتنا … وسألت ساريز :
_وما سر هذا العداء والكره بين بانده واميرة الشمس , ولماذا هذا الموقف من هذه الزيارة ؟؟؟ فردت ساريز :
_الاميرة بانده يا حسن لا تكره احدا ولا تعرف الحقد وهي تحب الجمع .كل مكان المدن الاربعة يحبونها . . نحن نسميها بالاميرة ااالبريئة اا وبالرغم من ان اميرة الشمس اكبر منها بمئات السنين , الا انها استطاعت ان تاخذ زوج الإميرة بانده منها , وتتفاخر بذلك امام الجميع .ولم تكتف بهذا فقط , بل تعمدت ان تقيم حفلا بهذه المناسبة واثناء الحفل ضاجعته امام الجميع لينتشر الخبر بسرعة . . زوج الاميرة بانده واميرة الشمس والمشهد الشهير . . وبما ان الاميرة بانده جنيه وتحترم قانون الجنيات , فيجب ان تهجره الى الابد حتى لوعاد اليها , وعهد الارتباط الذي بينهما يمنعها من الارتباط بغيره احتراما لذاتها . ولا يسمح لها باقامة علاقة مع غيره , والاصعب من هذا انها لا تستطع ان تلوم اميرة الشمس … فهذا من حقها , لانها ليست متزوجة , واميرة الشمس التزمت بقانون الجنيات.ولم تتسترعلى خيانة زوج بانده معها , بل اخبرت الاميرة بانده بأن زوجها خائن ولكن بطريقة مهينة . الكل يعلم بان اميرة الشمس لم تفعل هذا لانها رغبت بزوج الاميرة بانده , بل لانها ارادت اهانة الاميرة بانده , والا لما قامت بذلك امام الجميع , وبعد ذلك ادعت_ برغم انها لا تحترم أي شيء وفي مدينتها كل شيء مسموح بلا حدود_ بان قانون الجنيات يسمح لها بذلك , وكون ذلك كان امام الجميع .فلا فرق عندها ان كان علنا ام في السر, وبصراحة حسب قانون الجنيات هي محقة . . انا شخصيا لا اؤمن بهذا القانون , واجده سخيفا ولو لم اكن من البشر وكنت جنية مثلا لما وفيت الالتزام به …
استمر حديثنا عن مدينة الشمس والاميرة لوقت طويل , واثناء ذلك لم نبق في البيت , بل خرجنا في نزهة واكملنا حديثنا خلالها . العلاقة مع ساريز تطورت بسرعة كبيرة وغريبة , وكاننا نعرف بعضنا منذ سنوات كنا نسير متشابكي الايدي كعاشقين اوزوجين , لا ادري كيف حدث هذا التطور, هل لاننا ابناء جنس واحد ام ان طبيعة كوننإ من البشر قربتنا اكثر .ساريز سعيدة بوجودى , وانا كذلك , مر الوقت بسر عة ,صارالوقت ليلا دون ان نشعر بذلك . عدنا الى البيت وجلسنا قليلا في الصالة , ثم خرجنا الى الحديقة وجلسنا معا على ارجوحة بجانب بركة السباحة … كان الجو شاعريا وصورة القمر انعكست على مياه البركة … اقترحت ساريز ان نسبح معا . وراقت لي الفكرة , ولكنني ترددت . . اما هي فخلعت ملابسها وقفزت الى الماء .جلست اراقبها وهي تسبح تاره وتختفي تحت الماء وتارة تطفو فوقه … . مرت دقائق حتى تشجعت وقفزت خلفها .اخذنا
نسبح , واخذت تمازحني وتسقطني تحت الماء , وتخرج هي وتغطس امامي وتخرج من خلفي وتبتعد .الاحقها ولا اجدها وتظهر من جهه اخرى وهي تضحك .لم استطع مجاراتها فهي بارعة في السباحة . ارهقتني وانا ابحث عنها تحت الماء وفوته
وحينما آنجح وامسكها واضمها الي , تستسلم بدلال وتقرب شفافها من شفافي وتبدأ باغماض عيونها ببط ء لا يفصل بيننا الا قطرات ماء قليلة لم تجد لها مخرجا من احكام فمي لها , تلامس شفافي شفتيها المستسلمتين , ولكنها تتملص من بين يدي لتسقط تحت الماء تاركه لشفاها ملامسه جسدي لتثير جنوني
اعود لامسكها من جديد , تهرب مني تختفي .تظهر نجاة تضمني من الخلف تداعبني باصابعها استدير لاضمها .لا اجدها .اقف حائرا مستسلما تخرج من امامي تطوق بذراعيها عنقي تقبلني بقوة تسقطني معها تحت الماء تلتصق بي اكثر, وهي مازالت مستمرة بالقبلة استخدم كل قوتي لاخرج راسي من تحت الماء . تلتصق بي اكثر, ارفعها معي واخرج بها من تحت الماء وما اكاد اتنفس بعض الهواء حتى تضغط بساقيها على ساقي لاسقط تحت الماء من جديد .اكرر الكرة , واخرجها معي من تحت الماء لنتنفس وتعيد الكره وتسقطني تحت الماء مرة اخرى … اضمها فتتملص وتهرب . الاحقها وما اكاد امسكها حتى تتملص , ارهقتني وزادت جنوني .استسلمت واتكات على جدار البركة ورامي نوة الماء … خرجت من الاتجاه الاخر للبركة ونظر ت الي ان اتحرك لاطاردها من جديد .ادركت اني لن اتحرك من مكاني .ابتسمت وانزلت راسها تحت الماء واخذت تسبح باتجاهي .احسست باقترابها مني .لم تخرج راسها من تحت الماء , لم تخشى ان امد يدي واسكها ولكن لم افعل . . اثارت جنوني . . وفعت ذراعيها واتكأت على يدي واخرجت راسها من الماء وهي قريبه مني … ابتسمت وابتعدت عني , وخرجت من البركة وهى تعلم انه لا بد لي ان الاحقها . . وقفت على طرف البركة وبدأت تجفف جسدها الناعم , وتمسح عنه ما تبقى من قطرات الماء .اشارت الي باصبعها داعية اياي ان اخرج من الماء واقتربت منها .لم اكن لاتنظر . . خرجت من الماء وخطوت نحوها .لم تنتظر وصولي اليها .سارت باتجاه البيت وهي تنظر الي بعيونها بطر يقه تدفعني لاسرع . . دخلت البيت ودخلت خلفها .استلقت على احدى الكنبات العريضة في صالة البيت , اقتربت منها مدت ذراعيها الي …
افقت في الصباح وهي جالسة بجانبي وقد احضرت الافطار الى الغرفة , بدأت تطعمني بيدها , وما ان انتهينا حتى طلبت مني ان اعجل حتى لا نتاخر بالوصول الى حفل استقبال اميرة الشمس … خرجنا من البيت وتوجهنا الى جنوب المدينة فوصلناه قبل الظهر بقليل .لم يكن من السهل ان نجد مكانا بين تلك الاعداد الكبيرة التي توا فدت الى ساحة الاستقبال .ووصلت قبلنا . . جلسنا في المكان الذي وجدناه , ولوكنا بكرنا قليلا لوجدنا افضل منه … مرت ساعة تقريبا وبدأ الهتاف والتصفيق يعلو .ووقفت ساريزواخذت تهتف هي الاخرى وقالت لي :
_ قف لقد وصلت الاميرة بانده …
توقفت فى طرف الساحة عربه وخرجت منها الاميرة بانده وسارت وجلست على الكان المخصص لها وكنا انا وساريز في مكان يبعد عن موقع الاميرة بحوالي الثلاث مئة متر او اكثر وقالت ساريزلى :
_لو اننا بكرنا لوجدنا مكانا اقرب الى الاميرة … نحن بعيدون ولن يصلنا الدور لنسلم عليها . . بدأ المتواجدون في الساحة بالتوجه الى حيث جلست الاميرة بنظام كبير, دون أي زحام فما ان يصل احدهم ويسلم عليها وبذهب من الاتجاه الاخر, حتى يقترب اخر, وهكذا دون أية فوضى ودون حاجه لاي اشراف من أي كان , وكانت الاميرة تقف طوال الوقت ولم تجلس , وهي تصافح من يقترب منها . . بدا على الاميرة الحزن رغم انها تتظاهر بعكس ذلك … سألت ساريز عن سر حزن الاميره.ابتسمت وقالت :
_الاميرة بانده منزعجة من هذا العدد الكبير الذي حضر لأنهاتظن اننا حضرنا لنرى اميرة الشمس , وهي لا تعلم بالمفاجأة التي تم اعدادها من اجلها .
سألت ساريز :
_ما هي المفاجأة ؟؟؟
قالت :
_ اصبر وسترى …
مرت ساعة اخرى , وفجاة تحولت الانظار مره واحده الى مدخل الساحة وقالت لي ساريز : _وصل موكب اميرة الشمس .
وامسكت يدي بقوة … . اتجهت العيون الى مدخل الساحة البعيد لنرى عربات تجرها الخيول تقترب من الساحة , وحينما تبيناها بعد ان اصبحت قريبه بعض الشي ء , كان عددها اكثرمن ثلاثين عربة . . توقفت علىطرف الساحة بعيدا عنا .مصطفة بنظام .سألت ساريز :
_هل وصلت؟؟
قالت :
_كلا , انهم مرافقوها وهي لم تصل بعد …
دقائق ودخلت عربات اخرى بنفس العدد واصطفت بالاتجاه المقابل للاول , وبعدها دخل صف كبير من العربات بنظام , وكان واضحا ان احدى العربات مميزة عن العربات الاخرى بضخامتها وبعدد الخيول الكثيرة التي تجرها فقلت لساريز :
_ لا بد انها عربة اميرة الشمس …
فقالت ساريز :
نعم انها هي …
وقفت عربة الاميرة والعربات المرافقة وسط الصفين السابقين , وسارت معا بطر يقه استعراضية تدعو للاعجاب , وكان واضحا انها استفزت جميع الحضور . وصلت العربات جميعا وتوقفت العربات , مرة واحدة في نظام بعد ان اصبحت وسط الحضور, ومقابل الاميرة بانده خرجت من العربات التي اصطفت على اليمين اكثر من ستين فتاه غاية في الجمال .يرتدين نفس الملابس : ثوب احمرقصيرمعلق بخيطين من الاكتاف , يكشف الظهر والخواصر, موشح بخيوط من ذهب .يبدو انه مصمم ليظهر كل المفاتن ولا يخفي شيئا .و شعرهن جميعا لونه اصفر كلون الذهب , تجاوز طوله وتعدى طول الثوب , ولم يكن شعروا حدة منهن يختلف عن الاخرى بشيء … سبحان الخالق .فكل واحده منهن اجمل من الاخرى . ومن العربات التي على اليسار, خرج ايضا ما يقارب الستين شابا من نفس الطول وآلحجم يرتدون اللون الاسود 0 مع خيوط ذهبيه .وكان واضحا انها اختارتهم من بين عشرات الالاف من الشبان , ومن العربات التي امام وخلف عربه الاميرة خرج ايضا شبان وفتيات بنفس المواصفات . . تراجعت العربات الى الخلف الا عربه اميرة الشمس الذهبية … واصطف الشبان والفتيات على يسار ويمين العربه , ومن امامها ومن خلفها واخذوا يسيرون بنظام وبطريقة استعراضية حتى اقتربوا من منصه الاميرة بانده …
وقفت الاميره بانده مبتسمه , او متظاهره بالابتسام , لا تبعد عنها عربه اميرة الشمس الا امتار قليلةفى انتظار خروجها لترحب بها وتصطحبها معها الى القصر, ومن ثم الى المجلس , وترافقها في جوله بالمدينة حسب ما تنص عليه الرسميات المتعارف
عليها … جمع الحضوربمن فيهم ساريزينتظ ون خروج اميره الشمس واغلبهم سمع عنها ولم يرها . . واقترب احد الشبان من العربه وفتح بابها لتطل منه اميرة الشمس ترتدي ثوبا الوانه مزجت من الذهب الاحمر والاصفر, شعرها ذهبي وكانه قطعه من طرف الشمس طوله تعدى الركبه , كانت طويله وجسدها متناسق يلفت الانتباه وبجمد النظر عند حدوده 0 • . . وما ان استقرت قدماها على ارض الساحة حتى بدأ الحضوربشكل مفاجىء ينشدون :
باندة الصغيرة اميرتنا الكبيرة
لا احد سواك باندة الحبيبة
باندة القمر قمر الاميرة
الحب والوفاء كلنا معاك
بانده الصغيرة بانده الصغيرة كلنا معآكي كلنا فداكي
وساريز تنشد معهم …
توقفت اميرة الشمس ولم تتحرك .تنظر ان ينهوا نشيدهم وهي تبتسم! !
الاميره بانده تفاجأت وابتسمت وبدا الفرح على وجهها , واخذت تنظر الى الجمع وهو ينشد.وكانت في غاية السعاده . وانتظرت حتى انتهوا من النشيد , وسألت ساريز عن سر هذا النشيد.فقالت لي :
_انه نشيد للاميره بانده تم اعد اذه ليكون مفاجأة لها وتاكيدا على حبنا لها .وايضا لكي نغيظ به اميرة الشمس المغروره حتى لا تظن اننا جئنا الى الساحة من اجل رؤيتها ولتعلم اننا جئنا من اجل اميرتنا بانده . .
_هيا يا حسن نذهب من هنا , فانا لا اطيق رؤيتها اكثر .
واسكت بيدها وطلبت منها ان تنتظر .فلم تصاغ ولاحظت ان عددا كبيرا من الحضور بدأوا ينسحبون من الساحة وكأنهم اتفقوا على ذلك مسبقا ضمن خطة تجاهل اميرة الشمس … شدتني ساريز وقالت :
_ انظر يا الله ما اجملها … التفت الى ساريز وقلت : _عمن تتحدثين ؟؟؟
واشارت بيدها باتجاه اميرة الشمس وقالت : _ تلك ! ! ! !
نظرت نحو اميرة الشمس , وفوجئت وصعقت لدى رؤيتي مرح تقف بجانب اميرة الشمس وقلت : _ساريز انها مرح …
لم تسمعني ساريز وقالت :
_يا ترى من تكون هذه الجميله ؟؟؟ فضغطت على يدها بقوه وقلت :
_ انها مرح يا ساريز مرح التي حدثتك عنها … التفتت الي ساريز وقالت باستغراب :
_ الجنيه مرح التي جاءت معك ! ! ! !
قلت :
_نعم هي الجنيه مرح …
_كيف ذلك , لقد رايتها تخرج من عربة الاميره .كيف يحدث ذلك ؟؟؟
فضحكت وقلت لها :
_ انها مرح يا ساريز .انها داهية لا يستبعد عنها شيء … . _اتكون اكثر دهاء من اميرة الشمس ؟؟؟
وفي هذه الاثناء اقتربت الاميره بانده من اميره الشمس , وصافحتها وتبادلتا الابتسامات .وصافحت بانده مرح ايضا. واقتربت عربه وصعدت اليها بانده واميرة الشمس ومرح معا. وانطلقت وبعد ذلك بدأت العربات الاخرى بالتحرك … قالت ساريز :
_ ارايت ما حدث .هذا غريب ولا يجوز .كيف تركب مرح مع الاميرتين في نفس العربه …
فحكت مرة اخرى وقلت :
_ لا تتفاجأي .لقد قلت لك انها مرح , والله وحده يعلم ماذا تخطط هذه المره . .
خرجنا من الساحه مثلنا مثل الاخرين … وسرنا في طرقات المدينة وساريز لا حديث لها الا عن مرح وعلاقتها بي .تسال اسئلة كثيرة وفي ادق التفاصيل . . رغم انها في السابق حينها حدثتها عن مرح لم تكن تهتم بشيء .مللت من الحديث في هذا الموضوع وطلبت من ساريز ان لا تتحدث فيه اكثر . . ساريز بقيت مهمومه وحزينه . . مراليوم بصعربه بالغه .وفي اليوم التالي خرجنا الى العمل وعادت ساريز الى وضعها الطبيعي مبتسمه تعمل بنشاط وزاد تعلقي بها اكثر الا اني كنت مشغول البال بمرح , ولا ادري كيف آتصل بها ولماذا ابتعدت عني وتركتني. وهل وجدت قوة الشر … ساعات ثقيله مرت وانا اخفي ما يدور بداخلي عن ساريز .انهينا العمل وعدنا في طريقنا الى بيت ساريز . . دخلنا البيت وكانت المفاجأة . . مرح تجلس في الصاله امامنا مباشره رافعا ساقا على اخرى .فوجئنا , وساريز ذهلت وخافت والتصقت بي واسكت يدي بقوه … طمأنت ساريز وقلت لها :
_ لا تخافي انها مرح . .
اخذت مرح تتفحص ساريز بعيونها , من اخمص قدميها الى راسها وهي تصفر بسخريه وقالت :
_شى معقول يا صغيرتي , انت جميله اكثر مما كنت اتصور, والان لدي السبب لاغار …
استفزت ساريز واحمر وجهها من الغضب واخذت تصرخ في مرح :
_ من انت ايتها الوقحة وكيف سمحت لنفسك بدخول بيتي .من تظين نفسك لتقتحمي بيتي دون • استئذان
وبذلت جهودي لاوقف الحرب قبل ان تشتعل اكثر, وبصعوبه استطعت ان اهدأ ساريز واجعلها تصمت ومرح جالسه بهدوء لاتبالي بشيء , وتتنظر ساريز لتنهي شتائمها . وبعد ان انتهت ساريز قالت لها مرح :
_ساريز يا صغيرتي الجميله , يبدو انك متعبه من العمل .هيا يا عزيزتي اذهبي واستحمي لتهدأ اعصابك , وانا ساجلس مع حسن قليلا من ثم سأرسله اليك …
ويبدو ان ساريز تعلمت بسرعة كيف ترد على مرح .حركة عيونها وحواجبها وضمت شفتيها باستهزاء وجلست على الكنبة وكانها تقول لمرح : ~~ هذا بيتي وانا التي اقرر ما افعله ~~ . . ابتسمت مرح هي الاخرى وتجاهلت وجود ساريز وقالت لي :
_كيف انت ايها العامل النشيط .لقد اشتقت اليك ولخفة دمك واشتقت اكثر للامور الاخرى … ابتسمت ولم اكن اعلم ان ابتسامتي ستفجرا لحرب من جديد .لم يعجب ساريزاني ابتسمت لمرح , واستشاطت غضبا من جديد واخذت تشتم وترمي كلمه هنا وكلمه هناك قاصده بها مرح . . تأففت مرح وقالت بغنج ودلال :
_حسن هدئها يا حسن .قبلها عانقها .ضمها داعبها فربما ساعد ذلك على تهدئتها …
وتصرخ ساريز, وكم كان الموقف مضحكا ومنذرا بان الحرب ستتحول الى تشابك بالايدي اذا لم انقذ الموقف .
غمزت مرح بعينها اليسرى وعضت على شفتها وقالت لساريز :
_اجلسي يا صغيره ولا تجعليني اغضب منك , ومرح لا تحب ان يغضبها احد حتى لا تبدأ بالتفكير به .اجلسي يا ابنه البشر فانت لست في عالم البشر . ويبدو ان السنين الطويله لم تنزع من داخلك عدوانية البشر, ومثل هذه التصرفات لا تليق بمصممه مشهوره مثلك .
ثارت ساريز اكثر من كلام مرح , وباسرع من رمشه العين مدت مرح يدها باتجاه ساريز وقالت في هدوء :
_نامي يا ساريز نامي يا ساريز . .
لتسقط ساريز على ألمقعد وتغط بنوم عميق .
فوجئت واقتربت من ساريز لارى ما حصل لها .لكن مرح قالت :
_ لا تخف عليها .فهي نائمة لا اكثر .كفاني سخافات ولا داعي للمزيد , وتعال نجلس في مكان اخر فقد تشاءمت من هذه الصاله .
فذهبنا وجلسنا على الشرفه وسألتها :
_ اين اختفيت كل هذه المدة ولماذا لم تعودي ؟؟ فقالت :
_ها انا عدت , وعدتك ان اعود وعدت , ويبدو انك لست سعيدا بعودتي , فما زلت كما انت لم تتغير, تنسى كل شيء في احضان أي امرأه .المهم انها امرأة . جئنا معا الى هنا لنبحث عن ااقوة الشر اا وانت ما يهمك هو ان تبحث عن امرأه .كل هذا لا يهم , لقد تجولت بكل مدن المملكه
وبحثت فيها ليل نهار في ضواحيها .ووجدت قوة الشر ووجدت سر الشر, ووجدت الطريق للخروج من هنا الى عالم البشر, لن يستطع احد ان يوقفنا , وعلمت لماذا تركونا وما الذي كان يمنعهم , ستعود 0 الى عالم البشر يا حسن ولا يوجد ما تخشاه …
قلت
_ وماذا يجب ان نفعل الان ؟؟؟
_ ستذهب معي الان الى مدينة الشمس … _وبعد ذلك يآ مرح ؟؟؟
_سأشرح لك فيما بعد . .
_ولماذا كل هذا العناء .لماذا لم تذهبي لوحدك ؟؟؟ _هذا لاني وعدتك ان اخذك معي وسآفعل … _هذا ليس السبب , قولي الحقيقه ؟؟؟
_انا بحاجه اليك ولا تسأل اكثر . .
_لم اعد اصدقك .لقد كذبت علي كثيرا … _لم اكذب , كل ماقلته لك حدث …
_وغاده يا مرح الم تخدعيني كل الوقت بشانها …
_لم اكذب عليك بخصوصها ولم اكن ملزمه بان اشرح لك كل شيء … .
_وقبة النور وغاده المسجونه كما اوهمتني كل الوقت .لقد كذبت علي حتى في اللحظات الاخيره التي كنا نظن اننا وقتها سنموت , انت كاذبه يا مرح ومخادعه … .
_ ان كنت تسمي هذا كذبا فلك ما شئت , ولكن هل تفضل لو كنت صاد
قة وكانت غاده مسجونه فعلا في قبة النور؟؟ام كاذبه وغاده حره تحيا كما تشاء …
_لديك تبرير لكل شيء , من الذي اخذ غاده مني .الست انت واتباعك , وبعدها حملتني المسؤوليه وطلبت مني انقاذها , ممن يا مرح .كان يجب ان اعرف انك انت وراء كل شيء وتريدين ان اثق بك …
_ انا انقذت غاده , ولا تنسى انها اختي قبل ان تكون زوجتك , ولو لم افعل ذلك واعيدها واعتني بهآ لتكمل تعليمها وتمضي حياتها بصوره طبيعيه لكانت تورطت اكثروا كثر, ووصلت فعلا الى سجن قبة النور, اليست اختى وكان يجب ان اهتم بها؟ فلماذا تلومني؟ ألأني كذبت عليك بشأنها؟ هكذا هي الحياه . لوكنت صادقه معك لما استطعنا ان نصل الى هذه المرحله التي نحن
بها , وهل كان عقلك سيستوعب مثل هذه الامور .انا لم اؤذيك ولم اؤذ احد من افراد عائلتك . لقد سرنا معا من اجل هدف مشترك ولا يهم الاسلوب الذي اتبعناه ما دامت هناك نتائج .فلماذا نبحث في الماضى عن سخافات طفوليه …
_ لقد سرت معك من اجل غاده فقط …
_ ساعيدها اليك يا حسن اعدك بذلك …
_ولكني خنتها وقانون الجنيات لا يسمح بذلك …
_دعك من هذه السخافات فقانون الكونيات في عالم الكونيين وليس في عالم البشر .وحينما نخرج من هنا سانقل غادة من عالم الكونيين الى عالم البشر, وانت تعلم اني استطيع ذلك , وغادة لن تهتم بهذه السخافات ان كانت تحبك فعلا …
_ولماذا اخرج من هذا النعيم واسير خلفك من جديد واعود الى عالم المتا عب والامراض .فهنا اجد كل شيء مما لن اجده في عالم البشر …
فاستشاطت مرح غضبا وقالت :
_حسن اتريد ان تثير جنوني ماذا تريد بالضبط؟ اتريد غادة ام تريد المعرفة ام تريد اللعب .قرر ماذا تريد اولا ؟؟؟؟
_ فقط اريد ان اثق بك يا مرح لا اكثر ؟؟؟ _ يجب ان تثق بي يا حسن …
_في السابق لم يكن امامي خيار, والان الوضع يختلف فما الذي سيدفعني لاخوض مغامرة اخرى قد تقضي علي وكما افهم ااعصفور باليد ولا عشره على الشجرة اا …
فقالت :
_ صدقت يا حسن انت في امان وتستطيع ان تمضي وقتك في احضان ساريز, وانا لا استطيع ان اجبرك على شيء , ولكن فقط لتعلم : انا وجدت طريق الخروج من هنا الى عالم البشر, واستطيع ان اخرج متى اريد دون مساعده من احد حتى انت , وايضا استطيع الدخول متى اريد وفي أي وقت , وما دمت داخل المدن فانا بأمان ولكن طموحي يختلف عنك .انا بحاجه اليك فعلا وهناك شيء لن يتم الا بمساعدتك انت , ولكن هذا لا يعني انك الوحيد , ساجد بديلا .ساجد الشخص المناسب حتى لو اخذ هذا مني سنوات طويله وعندها ساذكرك ان الفرصه التي اضعتها اكبر من أي حلم لأي كان … فكر بالموضوع جيدا يا حسن , انت تعرف جيدا بأن طموحك اكبر من هذا بكثير, ستمل الحياه هنا يا حسن عاجلا ام اجلا , الحياة في هذه المدن يا حسن طويله وممله .ستمل ذلك يا حسن , ولن تجد طموحك الا في مدينه الشمس وستدخلها عاجلا أم آجلا , هناك مكانك الحقيقي , ستتحول بعد فتره لمجرد شيء , أي شيء , دون هدف او معنى , وربما حالفك الحظ واصبحت خادمأ لاحدى خادمات اميرة الشمس .وانت لست كذلك يا حسن .انا اعرف ذلك جيدا .ولوكنت كذلك لما رضيت ان اقيم معك علاقه وانا مرح , وانت تعرف ماذا أقصد … معي الوضع يختلف سادخلك مدينه الشمس بأحدى عربات الاميرة .سادخلك المدينة كملك وليس كمجرد شخص يبحث عن المتعة . . وبعد ذلك تحمل على سر الشر وتخرج الى عالم البشر, حسن فكر جيدا , يوم يومان عشره , ولكن لا تتأخر حتى لا تضيع الفرصه , وانا ساعود اليك من جديد . وفي هذا الاثناء يجب ان اساعد اميرة الشمس في بعض الامور الهامه .
اختفت مرح , وعدت الى ساريز التي ما زالت تغط بنوم عميق … جلست الى جانبها وايقظتها بهدوء … افاقت وفركت عينها .التفتت يمينا وشمالا وسألتني :
_ اين ذهبت … ماذا حدث ؟؟؟
فقلت لها :
_ لقد ذهبت يا ساريز .ولا تهتمي بما حدث … وسرعان ما بدأت ساريز بالبكاء وهي تتمتم :
_ انا اعلم .جاءت لتاخذك معها الى مدينة الشمس وانت ستذهب …
فقلت :
_ لن اذهب ياساريز . . اعدك بذلك …
ابتسمت ساريز ودموعها ما زالت ترسم خطوطا فوق وجنتيها , عانقتني وامالت براسها على كتفي وسالتني عن زيارة مرح , لم اخف عن ساريز ما حدث بيني وبين مرح بالكامل .تناقشنا بالموضوع كثيرا وفرحت ساريزحينما علمت بأني لا اثق بالجنيه مرح , ولا يمكن ان اثق بها , واني لم اعد افكر بخوض ايه مغامره جديده . . وشجعتني ساريز واثنت على قراري واضحكتني حينها قالت ببراءه :
_ ~~ لما تيجي مرح مرة ثانية احكيلها انو انت ما بدك تروح معها , واحكيلها ما ترجع مرة ثانية . .
فضممتها الى صدري بقوه وقلت لها :
_حاضر راح احكيلها …
مر اليوم , وفي صبيحه اليوم التالي خرجنا للعمل , معا كان يوما جميلا وكنا في منتهى السعاده , وفي ساعات الظهيره شعرت بشيء غريب , وكدت اصاب بدوار .اغمضت عيوني وحينما فتحتهما وجدت نفسي في مكان اخر . . لا يمكن ايجاد وصف قريب له . . لكني اعتقدت انني بوسط غرفه زجاجيه فخمه لا نهايه لها ولا بدايه , ارضها كلون السماء , وسقفها كانه سماء , وجوانبها كذلك الامر, او اني اقف على مرأه فخمه لا ارى نهايتها انعكست عليها زرقه السماء . . كل شيء ازرق … لحظات وظهرت مرح ايضا واخذت تلتفت يمينا وبسارا وراتني … فضحكت انا وقلت لها :
_ لم اعرف بانك قادره على نقلي بهذه السهولة يا مرح , ام انك تستعرفين شيئا جديدا …
اقتربت مني مرح وهي تبتسم ساخره كعادتها وقالت
_ انا لم افعل ذلك يا حسن ! ! ! !
_ اذا ماذا تفعلين هنا يا ست مرح ؟؟؟
_انا لا اعلم .فجأة وجدت نفسي في هذا الكان …
_ انت التى تجدين نفسك فجأه … هيا اخبريني ماذا تريدين وما هي هذه اللعبه الجديده ؟؟؟ فحكت مرح وقالت :
_ لا توجد لعبه يا حسن وانا ساخبرك بس … السر هو اني لا اعرف ماذا يحدث , ولا اين نحن , ولا كيف حضرنا .كل ما اعرفه انني كنت جالسة مع اميرة ألشمس اتحدث معها وفجأة وجدت نفسي في هذا الكان وببدو ان شيئا كبيرا يحدث , ولكني لست خائفه فانا اعلم جيدا باننا لن تنعرض لاذى …
لم اصدق ما قالت الا حينها ظهر من بعيد شخص يرتدي الابيض ذو لحية وشعر ابيض ذو هيبة
تذكرته فورا وكيف يكن ان انساه .التفت الى مرح وكانت قد احنت رأسها احتراما . فقلت لها : _ اليس هذا احد الاشخاص الخمسه الذين رايناهم على مدخل الاقواس الخمسة , وانت قلت لي وقتها انهم ااالسر المختفي منذ ازمان اا ورفضت الحديث عنهم … .
هزت مرح راسها تاكيدا على ما قلت , ولم ترفع راسها ولو للحظة , واقترب صاحب الوقار وبدون مقدمات قال :
_ الاف السنين مرت على موت اااكاروس اا وبذوره مازالت تجد عقولا تنمو فيها … يا كونته يا ابنه نازك ويا حسن يا ابن صفية وجدتكم بذره اكار وس , وان لم تبيدوها بارادتكم ستنموا وتبيدكم . . وساشرح لكم من اجل ان تعلموا لانكم تجهلون … . .
قبل الاف السنين انتشرت علوم السحر بين البشر وكانت السبب في دمار عالمهم الاول الذي تم بناؤه عبر الاف السنين التي سبقت الدمار … في ذلك الوقت وقبل الدمار الاول وحينما كانت حضارة البشر تتركز في مركز الارض , حيث استطاع البشر تحقيق المعجزات من خلال قدرتهم على استغلال قوة الطبيعة اللا متناهية من خلال قدرتهم على العطاء والعمل المتواصل . كان عالم البشر في مركز الارض , العالم المثالي المميز في كل شيء .من نظام وعمل وابدع , وفي نفس الوقت كان للجان عشرات الملوك ومئآت الممالك المنتشر ه في عالم الجان , وكان شغلهم الشاغل عبر الاف السنين الصرع على زعامة عالم الجان .وادى ذلك الى اشتعال مئات الحروب .وكان اقوى هؤلاء الملك اااكاروس اا الذي قرر ان يقيم مملكته على الارض في عالم البشر, وقد استطاع ان يجد البقعة المناسبة التي تلائم خواص الجن . . لكن المشكله التي واجهته انه لا يستطيع ان يبني مملكته على الارض لتلائم خواص الجن الا بمساعدة البشر الذين يتميزون بقدرتهم على استخدام المادة .وهنا ادرك الملك اكار وس انه يتوجب عليه السيطره على البشر اولا لكي يستطع السيطره على عالم الجن . . وبدأت المعركة بين البشر والجان .البشر لا يستطيعون ان يقتلوا الجان . والجان لا يستطيعون قتل البشر, وبدأت الحرب التي لا يموت فيها احد .حرب التصور والخيال والخدع , وهكذا انتشرت علوم السحر, وتبعها البشر ليبتعدوا عن الواقع المتعب الى الخيال والتصور المريح , والذي لا يحتاج الى جهد جسماني . . وقام البشر ببناء مملكه اا اكار وس اا مقابل |