عرض مشاركة واحدة
قديم 01-20-16, 09:59 AM   #2
إحساس طفله

الصورة الرمزية إحساس طفله

آخر زيارة »  04-22-24 (09:24 AM)
المكان »  بِـ مملكتـي
الهوايه »  آلشِعـــــر ..
- يَآربَ أسآلكَ رآحَه تِستوطِن
- قلوبنآ بعرضِ سمَآئك .!,
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الجزء الثاني من الفصل الأول..
.

..يراها تقف والخوف يعتربها ، اتجه لها و رمى السلاح بمحاذاة قدميها وتكلم بنبره تدل على رجولة ومروءة العربي النبيل/اسمعي يا بنت الناس وفهّمي خواتك زين،انا رجال عابر سبيل كنت مار من هنا ورايح لأهلي، ماني قاطع طريق مثلما تظنون، و هذا سلاحي بين يديكم،ان كنتم خايفات مني! .. بس خلوني اسعفكم واخذ اجركم والله مابي غير الفزعه

البنت استغربت تخليه عن سلاحه لهم ولكنها اخذته وحملته بالرغم من ثقل وزنه،الا انها يجب ان تأخذه لتأمن نفسها والبنات، الحياه مليئه بالمواقف الصعبه ولكن ربما كان هذا اصعب اختبار لهن،وجودهن مع غريب في صحراء وفي ليل عتيم، لم تتخيل في يوم ما انها ستتعرض لموقف أسوأ من هذا الموقف/.

حاكم بعدما شافها اخذته،اراد تطمينها/يا بنت الناس تراني جاي "فزعه" يعني اساعدكم وبس ..ان شفتوا مني شي يوطي الراس لا تتأخرين باستخدام هالسلاح،....بس قولوا وش موقفكم هنا وانتم من بناته؟ عشان اساعدكم واوصلكم لاهلكم.

البنت حست بنوع من الامان وهي تحمل السلاح بيدها ولكن شيءٌ بداخلها يمنعها ان تثق بأي رجل، تكلمت بصوتها المرتجف/..ابي منك ضمانه.

حاكم غضب من ردها،فبالرغم من انه اعطاها السلاح الخاص به لم تثق!! ، زم شفتيه على مضض وهو يتحكم بردود فعله..
… من حقها ان لاتثق بشخص غريب..ادرك حاكم انها تريد ان تؤمّن على نفسها واخواتها،فبالرغم من انه ضاق ذرعاً من صعوبة الحصول على ثقتها إلا ان اصرارها على ضمان حفاظها على عرضها يُكسبها اعجابه، فليس اجمل من فتاه تحفظ نفسها، رد عليها بثقه/عهد علي وانا حاكم البراك اني لأوصلكم لأهلكم من دون اضركم.. هاااه.. يكفيك هالحلف بالله مع السلاح والا باقي عدم ثقه.
ا
البنت بلعت ريقها بخوف بعدما عرفت أسمه.. وتفاجأت ببنت عمها تأتي من خلفها و تنزع السلاح منها وترفعه بوجهه بعدما عرفت أسمه/
حاكم بُهت من تصرف البنت اللي ترفع السلاح بوجهه و استغرب انها ترفعهه بوجهه/يا بنت علامتس عيني خير وتعوذي من الشيطان،انا جاي فزعه

البنت بنبره كلها كراهيه وحقد/الشيطان انت دام انك من نفس طينة براك البراك

… عقد حاجبيه لم تعجبه بذائتها بحق اهله،ولكن الوقت يمر والسيل الجارف قادم.. قرر ان يستعمل معها اسلوب آخر/افا يا ذالعلم.. شكل وراكم مصيبه

البنت وهي تركز بالسلاح بين عينيه بغباء وعدم تركيز ويدين مرتجفتين مع محاولة رفيقتها انها تمنعها واخذت السلاح منها بقوه..
ارخت السلاح بعدما استردته من بنت عمها وهي تهمس لها/عييب عليك منال،ناسيه وضعنا؟!


حاكم رآها كيف تصوب السلاح بيدين مرتجفتين ومن بعدها رجعت الاولى تاخذ السلاح منها وتهديها..
فكلمهم بهدوء وكأنه لم ترفع السلاح في وجهه/اذا ما قلتوا لي اسم اهلكم ومن وين جايين تراكم بتموتون بهالصحراء صدقوني.

قال تلك الكلمات و أدار ظهره عنهن بلا مبالاه و اكمل حديثه بطريقه استفزازيه وهو يردف قائلاً/مقدر اشيل بنات ما يتشرفون باسم اهلهم. واضح انه وراكن بلوه والا ليش ماتقولن اسم اهلكن ومن بناته..!

أوقفه صوتها الغاضب المبحوح اشبه بالدفء في ليله شتويه.. طوال حياته لم يتعامل مع الجنس الناعم غير أمه واخته وصايف وعمته "شيهانه"..أي نبرة صوت يسمعها،. توقف يسمعها وهو يدحر الشيطان بالاستعاذه منه..
توقف لكنه لم يلتفت صوبها *

البنت تقدمت بشجاعه لم تتوقعها هي بنفسها و تحدثت بعصبيه وهي تحط السلاح بظهره/حدددك يابن براك ..لسانك لا يمس بيوت الشرف والكرامه..

ألتفت حاكم عليها ببرودة الثلج، وشافها تبتعد عنه ثلاث خطوات للوراء كانت متستره و محتفظه بحشمتها.. وهذا يُعجبه ويفرض عليه احترامها بس حديثها وحديث اختها الممزوج بالكراهيه عن اصله يؤلمه،وهو اكبر من انه يرد على بنت تسبّه/..

نزلت دمعتها و كملت نفس البنت بجرأه كانت مغطاه بحياء و بخوف يسري في كل جسمها/يمديك تعرف من سكوتنا من البدايه ان الحياء يمنعنا نبادرك بالكلام.

حاكم رفع عينيه لبريق عينيها خلف اللثام الذي يخفي حتى ملامح عينيها، ومن نبرتها حس بضعف وانكسار/كل اللي سألت عنه علشان انقذكم وبس.. مع ذلك اعتذر لو احرجتكم بالسؤال،والوجه من الوجه ابيض روحوا اركبوا سيارتي وانا بروح اشوف سيارتكم وش فيها ان قدرت بطلعها من مكان السيل قبل لا يوصل ويجرفها معه
قاطعته صاحبت البنت الحاقده وتكلمت بغرور غبي ليس في وقته/طينه فاسده مانرجي وراها فزعه..

حاكم استغرب وقاحة هذه البنت بعكس اول بنت.. البنت الشجاعه التي واجهته و كلمته في البدايه كانت تحمل من الحياء ما ينقص بذيئة اللسان هذه/استحي يا بنت الناس.. اقصري شرتس وكفي بلاتس عني الله يجزاتس خير..

البنت الشجاعه مسكت رفيقتها وابعدتها وهي تهمس بصوت ما يسمعه حاكم/منال طلبتك طلبتك انسي احقادك اللحين.. شايفه كيف وضعنا ووين حنا،لا تنسين ترانا بنات عرب لو صار نا صار سيرتنا بتكون على كل لسان
منال بنفس همسها/دمي يغلي يا توق
توق انقهرت لان هالشاب بيعتقد انهم نفس منال اتجهت له و عينها تلمع دموع بسبب قلّة حيلتها وحاجتها التي تجرحها لكن لم تبكي، هذا الموقف يتطلب شجاعه/المعذره منك.. بنت عمي ماتقصد

حاكم كان يود لو ان بوسعه تأديبها والرد.. لكن ليس من شيمه ضرب النساء، احترامه لأمه وعمته علماه قيمة المرأه، واحترام كيانها/الحشيمه مهيب لها الحشيمه لسلوم العرب و قبلها لربٍ فوقنا يشوفنا هو عالم النيات خيرها وشرها

منال نوعاً ما ريّحها الرد.. ،وهي تسمع صوت هزيم الرعد المرعب رمت السلاح بخوف وهي تسد اذنها وتصيح/يممااااه

حاكم كتم ضحكته وهي تسد اذنها من صوت هزيم الرعد وتجلس مثل الاطفال.. ،

استغل الفرصه و اخذ سلاحه الذي رمته من الارض وقرر ان يقتصر على نفسه هذه الليله.. اتجه لهن وهو يهدد/يلا قومي ونادي خواتك بسرعه
توق بخوف/وين بتودينا؟
حاكم اطلق رصاصه في الهواء و رفع صوته عليهم/قلتلك قوووومي وتعالي معي انتي وخواتك..الليل طال يا بنات الناس..
البنات بسرعه حضّروا امامه.. ومشاهم.. حتى وصلهم سيارته..
حاكم بصوت آمر/يلا اركبوا السياره كلكم ماعدا انتي يا وهو يقصد "توق" التي أسمها 'الشجاعه' ..

ركبوا البنات ماعدا اللي دار بينه وبينها حوار في البدايه وهي توق..!

التفت على بقية البنات بالسياره وهو يهددهم، ماراح يتكلم بالميوعه بيكلمهم بصوت يبعث للأمان/مابي اسمع لكم صوت.. خاصة انتي ياللي تبكين.. فجرتي راسي..

البنت التي تبكي حاولت ان تغلق فمها…

حاكم انتهى منهم و اتجه للبنت التي أوقفها خارجاً ،
وقف أمامها وهدأ نفسه ويتعوذ من عصبيته وغضبه ومن شر الشيطان ووساوسه، وكلمها بصوته الطبيعي المملوء بالرجوله والمروءه وهو ينزع شماغه من رأسه ويضعها بيدها دلاله على انها بحمايته بعد الله وان رجولته رهن عودتهن لأهلهن سالمات من دون اي أذى/
البنت استغربت وردت بحياها المعهود من البدايه/وش اسوي بشماغك يا ولد الناس

حاكم بصوته الرجولي وهو يصد بوجهه عنها/المعذره يابنت الكرام، اللي صار قبل شوي اعتبريه ما حصل، اختك نرفزتني ..وهذا شماغي معك والله ما أحط الشماغ على راسي ولا اجالس الرجال لين ترجعون لاهاليكم سالمين..

البنت لم تجد رداً على حديثه الذي ريّحها وازاح همها وخفف من مصيبتها، تذكرت انها قرأت اذكار المساء واستودعت نفسها لله من كل سوء ،وهذا بالتأكيد دلالة خير لها..

حاكم وهو يكمل حديثه/واللحين يلا اركبي مع خواتك خلوكم في سيارتي وانا بروح احاول اشوف مشكلة سيارتكم اذا قدرت اطلعها قبل السيل.
والتفت للي تبكي/يابنت الحلال والله ما آكلك.. اسكتي

تركهم واتجه لسيارة البنات يسابق الوقت لاخراجها من مكان جريان السيل.. وهو عاقد العزم على حمايتهن لو تطلب الامر حياته، من اجل والده الذي توفى ضحية الشرف والوفاء،نذر ان لا يجازي السوء بالسوء،هذا كلام والده وجده من قبله.. ترددت عبارة ابوه في اذنه..
(الطيب يبقى حي ولو ماتوا الطيبين)

البنت صعدت السياره وعينيها مازالت ترعاه وهو يذهب ويدير ظهره ،جمال المنطق وحسن الرد رغم بذائة ابنت عمها معه في البدايه،كسر خوفها الذي كان يتملك قلبها ،رغم خوفها من جنس الرجال،ولها اسبابها، الا ان هذا بأدبه وغض بصره و عدم نظره لها نظرات خبيثه مثل رجال تعرفهم بحياتها ،ارتخت اعصابها التي كانت مشدوده وهي ترى ان الدنيا فعلاً مازالت بخير..

حاكم ذهب لسيارة البنات وهو يبتسم لأن المطر بدأ بالانحسار فتح "الكبوت" وكلمات تلك الفتاه القاسيه ونبرة صوتها المختلط،بين الخوف والثقه تدور في رأسع في راسه وتجعله يفكر ملياً (ليه تقول عني فاسد،وهي ماشافت مني شي!! )..
،

عند البنات..
بندم ضلت البنت تمسك شماغه بيديها.. وهي تجلس بالمرتبه الاماميه لان المرتبه الخلفيه مزحومه… وهي تسمع تذمر البنات/خلاص اسكتوا مثلما قال حاكم"شوي وتصلح سيارتنا ان شاء الله و يساعدنا نروح
منال مستغربه تفاؤلها بوجود هذا الرجل الغريب/توق انتي من صدقك؟ ترانا ضايعين بالصحراء وبيد رجال غريب وتوه كان بيذبحك ويذبحنا
توق وهي تمسك شماغه بيدها/لا تخافين يا منال، حاكم على سجيته البدويه رجال شهم لا تخافون هو وعدني يرجعنا لاهلنا.
منال/والله ياخوفي بس ..
مها بخوف وحياء ،لانها ما اخذت عباتها مجرد شيلتها وشالها الشتوي الطويل/اهلنا بيذبحونا على هالسوات ،استغفر الله و انا بدون عبايه الله يسامحني ماظنيت بننحط بهالموقف
منال بضيق/وووبعدين وش بيسكت هالخبله هياء
هياء وهي تندب حظها وتبكي/يا وويل حااالي بس بلاك منتي متزوجه…عز الله ان دري زوجي اني طالعه لا ومع توق بيطلقني
توق وهي رافعه حاجبها مستنكره هذا الكلام، احست وكأن هياء تلمح لشيء ما/وش قصده يمنعك مني؟ يالقاصر هااه
هياء خافت ولكن قررت تقول/توه يقول توق فصخت الحياء وخربتها من فتحت استوديو تصوير نسائي و مهددني بالطلاق لو جلست معك!!
توق بقهر/معاد الا قليل المرجله منيف يتكلم عني ..بعدين هو ناسي انه بزواجكم كان جايب مصوره؟..والا لأني رفضته هالغبي بيتكلم في قفاي!!
منال في محاوله لتهدئتها/يا توق ماعليك منها خليها مخدوعه،
هياء قد تكذب العالم ولكن لن تكذب زوجها او انها لا تريد ان تكذبه.. التفتت صوت توق وهي ترمقها بنظرات ناريه/كذاابه بعد هذا اللي ناقص تقولين انه خطبك بعد !!.
توق آثرت ان لا ترد عليها، هذه تعبد زوجها ويستحيل ان تصدق ما يقال عنه حتى وان خانها امام عينيها/..
منال بانفلات اعصاب توجهت لـ هياء بأسف/للاسف يا هيا توق ماتكذب.. منيف فعلاً خطبها وحتى جاب عماني كلهم يقنعونها ورفضته اصلا ماتبيه و بعد علشانك.. بس انتي للاسف ماتستاهلين يالخبله كللن يدري وانتي خبر خير

مها بوادي ثاني وهي تكلم توق/توق وش قالك بالضبط حاكم
توق وهي تتفقد يدها بعدما شالت الخشبه/قلتلك كلامه

منال بسوء ظن/وليش قالك انتي بالذات هالكلام؟. ليه ما قالنا كلنا!!
توق التفتت عليها بعصبيه بعد نبرة الشك التي لم تعجبها من منال/وليييش انتي ماواجهتيه من البدايه ليش تهربتوا كلكم من المواجهه وتركتوني اتكلم معاه،هااااه.. والا انتي يا منال جاالسه و فالحه تنقدين بس..لا وكنتي تسبينه بكل قلة حياء.. بعكسه هو كان ذرب وما رد عليك
منال سكتت وهي تشعر بالحرج،بالفعل كانت وقحه رغم انه يستحق منها القتل على حد ماتفكر به/…

لفت توق وفتحت بابها/انا بروح لـ حاكم اشوف وش لقى بالسياره عطل و اذا يبي مساعده
مها بخوف/لا خليك معنا ..لا تروحين له لحالك ما يصلح
هياء مشغوله بنفسها وتبكي..
توق وهي تعدل لثامها وتضيقه اكثر/بروح آخذ كامرتي والعده حقتها. اخاف يجي السيل ويروح شغلي كله سدى..
مها/اروح معك؟
توق وهي تناظر حاكم من بعيد/بكيفك.بس ماعلسك عبايه افضل تقعدين
مها تذكرت و قررت تقعد/اي والله كفايه فضايح..
نزلت توق و اتجهت لسيارتها....
أما هياء جلست تكمل مناحتها بعد الصدمه.. ومنال بجانبها وتسد أذنها..
،
.
،
.
يقف عند سيارة البنات ويحاول يكتشف اسباب العطل بالرغم من انها سياره جديده!! .. توقف،ثم ابتسم بعدما اكتشف السبب..
كان يسمع اصوات البنات يتناقشن فيما بينهن وينادون بعض بأسماء"توق ،مها،هياء،منال" لكن لم يعرف بالتحديد كل واحده واسمها..

اقبلت الفتاه الطويله اللي أسماها "الشجاعه" والتي قد واجهته بالبدايه، لم يرى منها سوى يديها ولم تكن ايضاً واضحه في عتمة الليل، لكن حشمتها وحيائها اثناء محادثته يجبرانه على احترامها.. ليس اكثر من ذلك، ولا يجب ان يكون اكثر من ذلك.

… لم يعجبه وجودها واقترابها ، هذا الشيء لا يريحه ابداً فهو يحاول جاهداً ان لا يطيل الحديث او النظر او التفكير بها،التفت اليها على مضض/ما قلت لحد يجيني منكم، ليش تجين؟!

توق وهي تتجه الى باب سيارتها و الشوزن على كتفها/جايه اخذ لي غرض مهم من السياره.
حاكم ادار ظهره وهو يتجاهلها متعمد و يشغل نفسه بيديه وينفض عنها الطين..
توق ترددت في السؤال/أ..حا.. <<<فضلت السكوت

حاكم وهو يسكر الكبوت/كأنك بغيتي تقولين شيء!
توق وهي تفتح باب السياره،اتضح بصوتها الارتباك/بغيت اسألك،عرفت مشكلتها؟ اقصد السياره

جاوبها و عينيه على يديه المتسخه/هي مشكله بسيطه بس حلها ماهو عندي
توق وهي تمسك باب السياره/مافهمت!
حاكم/المشكله ان السياره ماكان فيها بنزين اصلاً يعني خلص والظاهر ماحسيتوا وماقصرتوا احرقتوا "السلف" من كثر ماحاولتوا تشغلونها ..

توق صعدت في السياره و تأكدت من عداد الوقود بنفسها( فعلاً صادق مافيه نقطة بنزين، صدق انا غبيات،هالخوف اعمانا).
.ذهبت للخلف و اخذت حقيبة الكاميرا الخاصه بها وعدتها وتوابعها ..

بهذه اللحظات وهو يفكر بسحب السياره من مكان السيل سمع حاكم صوت "وشوشه" والتفت صوب الصوت وصرخ بها/السيييل جااء يا بنت انززلي

توق تجمدت مكانها لم تقوى على الحراك من شدة الخوف والكاميرا معلقه على كتفها معها..

حاكم ابتعد عن السياره وهو يناديها راجياً من الله ان تأتي بنفسها دون تدخله ومساعدته/تعااالي يا بنت بسررعه انززلي
توق التفتت حولها و الظلام يعم المكان ويحيط بها،تجمدت اطرافها لم تعد قادره على تحريك قدميها، وكأنه شلل مؤقت يقيد قدميها..!
ضمت حقيبة الكاميرا بيديها الاثنتين بتصرف غبي لا إرادي ينم عن ضياع الامل. ..

… على الرغم من ان بداية السيل قد وصلت..الا انه اضطر و غامر بنفسه و عاد الى السياره وفتح بابها وهو يصرخ بها/يلااا وش تنتظرين انتي

توق ناظرته بنظرات مرعوبه وساكته!!!

لم نتظرها طويلاً لان الماء قد لامس قدميه والسيل سريع و لا ينتظر احد..
مسك ذراعها الايسر بسرعه و اخذ الشوزن من امامها وهو مازال متمسك بيدها واتجه بها لجال السيل على آخر رمق واستطاعا اخيراً ان يجتازاه بدون ان يغرق احدهما..
ولكن تعثرا بسبب لزوجة الطين وسقطا كل منهما في جهه بسبب الانزلاق..!!

حاولت النهوض مجدداً ولكن لسوء طالعها انجرح ذراعها الأيسر بجسم حاد لم تستطيع رؤيته في العتمه و احرقها الألم بالاضافه ان مفصل الذراع قد انفصل من قوة السقوط.. مع ذلك هي تهتم ان لا تنفضح امام هذا الغريب وتؤنب نفسها ألف مره على قدومها هنا..

حاكم ..يستطيع مساعدتها ولكن خاف كثيراً ان يتعرض لسوء فهم منها ..ضل واقفاً وهو يلّح عليها ومعصب/قوومي وش تنتظرين.. يلا روحي لخواتك..اصلاً قلت لك بالبدايه لا احد يجيني...ناقص ورطه بعد

توق حاولت تسمو على الألم لكنه اكبر من السكوت واكبر من اي شيء، كان ألمه فضيييع وغير محتمل البته، حاولت جاهده ان تكتم بكائها ولكنها انفجرت ببكاء مكتووم مع تأوهاتها وصرخت بصوتها المبحوح/ماااقدررر اقوم من مفصل يدي ماااقدرر حيل يوجعني

شعر حاكم للحظه وكأنه اصبح مُقيداً/وش اللي يوجعك، بعد؟

توق وهي تأشر بيدها اليمين على مفصل ذراعها اليسار بقلة حيله وضعف/من هنااا احس معاد اقدر اتحكم فيه..

عرف السبب ولكن ارتبك و استصعب ان يلمسها/واضح انه انفصل المفصل عندتس،

توق سكتت بألم وغير محتمل بالاضافه على البرد، حاولت تقوم وما قدرت.. مستحيل تطلب مساعدته،/خلاص روح.. بدبر نفسي.. <<<قالتها على مضض

حاكم نزل الشوزن قدامها و مد يده بسرعه وهو يتجاهل خوفه وتردده، مسك ذراعها النحيف من خلف العبائه و فرده حتى صار بالتساوي مستقيماً مع عضدها وسمى بالله و اعاده لوضعه الطبيعي بسرعه وخفه…
توق لا إرادياً ابعدت يده عنها وضغطت على يدها بكل بقوتها وهي تعض شفتيها تحت لثامها وتشعر براحة الخلاص .. .

… أعفاها من بقاءه بالقرب منها..وابتعد قليلاً وهو ينظف ثيابه ويغسل يده من المياه الجاريه..

.. كانت بوضع لا تُحسد عليه وهي تؤنب نفسها كثيراً (ليه اروح له من البدايه كان جلست مع البنات اصرف لي.. هذا اكيد عقاب من الله ليتها انكسرت رجلي قبل اجي هنا. . المفروض ما اجي علشان الكاميرا وعساها تغرق وش يعني، والا انتهت الدنيا اذا غرقت كامرتك يا توق)
اتجهت مسرعه للبنات بالسياره وهي تنتقد تصرفها الأرعن وركبت ونسيت الشوزن مع حاكم !!
،

بعد دقائق اتجه لسيارته وهو "يتحنحن"فتح باب السائق وقام بوضع سلاح الشورن في مرتبة السائق..

توق كانت تراقب يده التي تضع الشوزن..ومستغربه(وش هالآدمي اللي مو خايف على روحه)

ترك السلاح وهو يسمع بكاء تلك الفتاه مستمراً ،.
بدأ الوضع ينرفزه بسبب بكاءها الذي سبب له ازمه..
ونطق بدون ان ينظر إلى احداهن قبل ان يغلق الباب ويذهب وكانت نبرته جاده/شووفوواا ترى انا ماوقفني معكم هنا الا هالسيل والا كان انا موديكم لاهلكم وخالص من صيحتكم..ورب البيت ان ماسكتوا اختكم هذي.. لا رميكم في هالسيل وارتاح منكم..

البنات في الخلف حاولن اسكاتها.. وهي تحاول ان تغلق فمها ..
الا "توق" تجلس في المقعد الامامي بجانب مقعد السائق.. خائفه من كل شيء، الظلام البرد صوت الريح ..لكن خوفها من هذا الغريب بدأ يقل ..لكن هذا ابن العدو المعروف كيف تآمن له!!!

اكمل حاكن حديثه/انا بروح تحت هالشجره لين يطلع الصبح والا بدور لي ذرا ثاني..لا تزعجوني الله يستر عليكم ،كفايه تركت لكم موتري.

اخذ "فروته" و تركهن ..اغلق الباب وذهب.. وراح يحتمي بالشجره عن الهواء البارد المنبعث مع رذاذ المطر و اسند ظهره وهو يحتضن نفسه بـ"الفروه" محاولاً البحث عن الدفء…
،
بالسياره*
نامت توق في مكانها وهي تحتضن الشوزن.. وضلت منال في الخلف مسترخيه تماماً على المرتبه بين مها وهياء تريد ان تنام لكن كيف لها ان تنان مع ثرثرة هياء المليئه بالتذمر والحديث عن زوجها وعن ازماتها النفسيه وعن كل شي يخصها..

اغلقت عينيها بلا مبالاه وهي تمثل النوم حتى تجبرها على السكوت..
هياء لاحظت ان الكل قد نام ماعداها/يماااه شفيهم كلهم ناموا وخلوووني.. يا وويلي..
/
/
/
/
/

في جهة الصحراء النجديه..
عند شيهانه الوضع كان مررربكاً جداً..بعد وصول الوافده الجديده.. رغم انها حفيدتهم الا انها غريبه ..لا تعرف اسرارها ومالذي جعل والدها يرميها كالمنبوذه عندهم.. ورحل بدون ان يرف له جفن..!!

بعد ان تأكدت من نوم والدها عادت ادراجها لخيمتها وهي تتأفف من بكاء سلهام الصامت، جلست قبالتها محاولتاً إيجاد حل لأزمتها/علميني اللحين،ليش تبكين هاااه؟ ماتعبتي من الصياح.. مانشفوا دموعك؟!.. يعني ماذقتي العشاء ولا شربتي شي.. ليش مضربه عن الاكل والشرب!!..
سلهام كانت تذرف الدموع و تبكي بصمت على حالها،مصدومه "لم تستوعب حتى الآن ان من تخلى عنها هو والدها.. /..
شيهانه اكملت حديثها بواقعيه وهي ترى دموع سلهام الصامته/شووفي ترى محد داري عنتس لو متتي.. واضح ان ابوتس طابت نفسه منتس دامه جابتس عندنا وكأنه يرمي كلب اجرب مو بنته..سلهام مابي اصدمك واجرح في ابوك قدامك.. لكن ابوك هذا الله يهديه من طلع من عندنا مانشوفه الا بالاعياد وبعد ما يجيبكم لنا تزورونا!! انا مستغربه ليش جايبك اللحين عقب ما صرتي عروس وبسن زواج.. انا مستغربه انه ما زوّجك وافتك منك مثلما يسوون اخوانه ببناتهم..

سلهام ضلت صامته ومتحفظه…

شيهانه يأست من ان تسمع منها جواباً..تركتها واتجهت لفراشها الشتوي وفرشته لها فراش واخرجت طقم مفرش نظيف من مفارشها وفرشته بالقرب من سلهام/هذا فراشتس متى ما بغيتي تنامين نامي.. يلا تصبحين على خير.. كان ودي اسهر معتس بس وراي قومه بدري وحلال يبي من يسنعه

سلهام كانت تسمعها وساكته وقلبها ينفطر من قهرها، كيف لها ان تُرمي في الصحراء بهذه الطريقه بدون سبب، كيف تجرأ والدها و تخلى عنها هكذا بدون ان يرف له جفن!! . و هي باعتقادها لا تستحق كل مافعله بها والدها من ضرب واهانه ونفي بالصحراء..
هي موقنه بأنها لم تُخطئ ذلك الخطأ الذي يجعل والدها يتبرأ منها!!
لاحظت ان عمتها.. تغمض عينيها وتنام، اجتاحتها رغبه في البكاء مجدداً وبكت حتى نامت.
،.
.
،
.
،
.

صباح يوم جديد في تلك الصحراء..
الجو ساااحر هذا الصباح بعد ليله ماطره طويله..المياه تجري من كل اتجاه.. الشمس تسطع عليها مكونه لوحات ابدعها الخالق سبحانه.. هذا الجو البديع لم يغريها لانها محاصره مع رجل اجنبي عنها ..
استغلت الوضع مازال ان الكل نائم.. و ذهبت لوحدها للمكان الذي تركت في كاميرتها الليله الماضيه وابتسمت وهي تراها بنفس مكان وقوعها على جال السيل.. وفرحت

اتجهت لها مسرعه واخذتها وجلست على ركبتيها وهي تفتح الحقيبه بحماس تريد التأكد هل داهمها المطر وافسدها ام لا.. وفررحت جداً وهي ترى الحقيبه لم تخذلها وحافظت على كاميرتها.. اخذتها بسرعه و عادت ادراجها ..
استغربت عدم وجود "ذلك الرجل الغريب" اين من الممكن ان يذهب في الصباح الباكر؟!!
عبست وهي تفكر بغيابه "هذا تصرف أرعن منه كان عليه ان يتدبر أمر عودتهم بسرعه"

..التفتت صوب السياره الجيب وهي عائده احبت ان تلتقط لها صوره و ضغطت زر الزووم وضبطت الوضعيه واثناء الالتقاط ..
ظهر "حاكم" فجأه وارعبها بصوته وهو يجهر به/هيي وش تسوووين وين رايحه

توق كانت قد ضغطت زر الالتقاط المتعدد بسرعه تريد ان تنقي الافضل فيما بعد..
اتجهت مهروله للسياره و كأنها لم سمعته او رأته…! "

حاكم لم يشغل باله كثيراً بها، اتجه للسيل الجاري وبدأ بالاغتسال و توضأ و اقام للصلاة وصلى الفجر لأنها قد فاتته لا يعلم متى غفت عيناه ليلة البارحه ،..
،

توق وقفت عند السياره وهي تستغرب نومت البنات بهذه الراحه لهذا الوقت، بحضرة رجل غريب!! (اكيد المسكينات ما ناموا البارحه من الخوف)..
سمعت صوته وراها يتكلم بجديه/السيل ماهزر ..كل ماله يزيد
توق صدت عنه بوجهها والخوف يتملكها فهي لوحدها امامه، تمسكت بطرف لثامها لتشد عليه مع انها متأكده من ثباته لكن الحياء والخوف يجعلانها دائمة الشك بحضرة هذا الغريب/والعمل ياخوي.. شلون بنروح
حاكم وعينه على السيل اللي يجري بسرعه/مافيه طريق غير هذا..والله مدري..لكن بحاول نرجع اذا فيه مجال ولنروح من طريق ثاني.. بس اكيد بيكون ابعد.

توق سكتت وهي ترى مدى عرض السيل وتركته ذاهبه للشجره لا تريد ان يطيل الحديث معها .،

حاكم التفت عليها وهي تبتعد، فهو قد اتى قاصداً ليسألها عن اهلها فمن غير المعقول انهن لم يُفصحن لهذا الوقت.. يجب عليهن اخباره والا فكيف سيوصلهن/للحين ماقلتي لي انتم من بناته؟
توق بدون ان تلتفت إليه، فهي جازمه انه سيفتعل مشكله حينما يعرف أسم عائلتهن/ال صارم
حاكم عقد حاجبيه بامتعاض وعرف سبب شجار اختها معه البارحه حتى انها كادت ان تقتله/مخيمكم نفس مكانه كل سنه والا هالمره غيرتوه؟
توق استغربت انه لم يسبها كما كانت تتوقع واستغربت اكثر انه يعرف مكان مخيمهم/تعرف مخيمنا؟!
حاكم بنبره فيها سخريه/عز المعرفه يا بنت ال صارم

توق هذه المره ألتفتت عليه بطرف عينها لم تعجبها نبرته، وبريق عينيه توحيان لها بشيء غريب،فبالرغم من انه غريب الا انها لا تنكر راحتها بالقرب منه.. لعله الشيطان يزين لها اقترابه، استعاذت بالله من وساوسها ومن الشيطان وشره ..

حاكم أدار ظهره عنها وابتعد وهو يقول/ روحي بحالتس يابنت..انا بجلس بعيد هناك و انتم اخذوا راحتكم..

توق لم ترد عليه سمعته حتى النهايه وراقبت خطواته وهو ذاهب.. تنفست بعمق ،اتجهت للشجره التي بجانب السياره لأنها تركت الشوزن في السياره تريد تأمين نفسها ومن معها..
..

… ابتعد كثيراً و جلس على طرف السيل وهو يفكر بطريقه اسهل لايصال البنات.. بل الهم الاكبر والذي يجثم على صدره.. هو "كيف سيقابل خصومه وبناتهم معه؟!!.. انه فعلاً اختبارٌ صعب..اذا كانت تلك الفتاه لم تنسى الماضي فكيف بالرجال؟!! (الله يعين).

نظر الى شاشة هاتفه المحمول. و زم شفتيه بإحباط بسبب عدم تواجد التغطيه المناسبه للشبكه!!
لاحظ تلك الفتاه التي هي توق.. تقف عند الشجره ويتضح له انها تنحت عليها شيء ما..!!
تبادرت بداخله أسئله كثيره ما الذي جعل الكراهيه تصل لها "يقصد منال"،رغم ان ما حدث اصبح من الماضي! ..
رجل قتل صديق عُمره خطأاً في رحلة صيد.. وكان اشد الناس حزناً على فراقه بل وسلم نفسه مباشره للسلطات..
هو يعرف أباه جيداً بل وتشهد لها مجالس الرجال بكرم اخلاقه ووفاءه لكن لماذا اتهموه وطالبوا بالقصاص ورفضوا الديّه..!! العفو من شيم الكبار.. فما بالك فيمن قتل احداً بالخطأ..!!!!
ابتسم حاكم وهو يتمتم بداخله (الله يرحمك يبه،يا بختك متت وانت مظلوم.. منت ظالم)
،
.
،
.


يتبع




 
مواضيع : إحساس طفله