عرض مشاركة واحدة
قديم 01-30-16, 10:36 AM   #1
القارظ العنزي

الصورة الرمزية القارظ العنزي

آخر زيارة »  04-29-24 (12:37 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي فليتني متُّ ثمّة !



الشيباني قال :
حدثنا بعض أصحابنا ، أن زرارة بن عُدس نظر إلى ابنه لقيط فقال : ما لي أراك مختالاً ؟ كأنّك جئتني بابنة ذي الجدّين أو مائة من هجائن النعمان ! فقال : والله لا يمسُّ رأسي دهنٌ حتى آتيك بهما أو أبلى عذراً ! فانطلق حتى أتى ذا الجدين ـ وهو قيس بن مسعود الشيباني ـ فوجده جالساً في نادي قومه من شيبان ، فخطب إليه علانية ، فقال له : هلّا ناجيتني ؟ قال ، علمت أني إن ناجيتك لم أخدعك ، وإن عالنتك لم أفضحك ! قال : ومن أنت ؟ قال : لقيط بن زرارة ، قال : لا جرم ، لا تبيتنّ فينا عزباً ولا محروماً ! فزوّجه وساق عنه المهر ، وبنى بها من ليلته تلك .
ثم خرج إلى النعمان ، فجاء بماتين من هجائنه ، وأقبل إلى ابيه وقد وفى نذره فبعث إليه قيس بن مسعود بابنته مع ولده بسطام بن قيس ، فخرج لقيط يتلقّاها في الطريق ومعه ابن عم له يقال له قراد ، فقال لقيط :
هاجت عليك ديارُ الحيّ أشـجـانـا ** واستقبلوا من نوى الجيران قربانا
نامت فُؤادك لم تقض التي وعدت ** إحدى نساء بني ذهل بن شيبانا
فانظر قـــــرادُ وهل في نظرة جزعٌ ** عرض الشقائق ، هل بيّنت أظعانا
فـيـهّـنّ جـاريــة نـضـح العبير بـهـا ** تُـكـسى تـرائـبـهـا دُرّاً ومُــرجــانــا
كـيـف اهـتـديـت ولا نجمٌ ولا علمٌ ** وكـنـت عـنـدي نـؤم اللـيل وسنانا

ولما رحل بها بسطام بن قيس ، قالت : مرُّوا بي على أبي أودّعه ! فلما ودّعته قال لها : يا بنيّة ، كوني له أمة يكن لك عبداً وليكن أطيب طيبك الماء ، ثم لا ذكرت ولا أيسرت ، فإنك تلدين الأعداء ، وتقربين البُعداء ! لإن زوجك فارس من فرسان مضر (ويوشك أن يقتل أو يموت) ، فإذا كان ذلك فلا تخمشي (عليه) وجهاً ، ولا تحلق شعراً .
فلما قتل لقيطاً تحمّلت إلى أهلها ، ثم ما لت الى محلّة عبد الله بن دارم ، فقالت : نعم الأحماء كنتم يا بني دارم ، وأنا أوصيكم بالغرائب خيراً ، فلم أر مثل لقيط .
ثم لحقت بقومها ، فتزوجّها ابن عم لها ، فكانت لا تسلو عن ذكر لقيط ، فقال لها زوجها : أي يوم رأيت فيه لقيطاً أحسن في عينك ؟ قالت : خرج يوماً يصطاد ، فطرد البقر فصرع منها ، ثم أتاني مختضباً بالدماء ، ((فضمّني ضمّة ، ولثمني لثمة ، فليتني متّ ثمّة !)) فخرج زوجها ففعل مثل ذلك ، ثم أتاها ، فضمّها ، ولثمها ، ثم قال لها : من أحسن ، أنا أم لقيط عندك ؟ قالت : مرعى ولا كالسعدان . انتهى

قلت : تقصد به مرعى وعيشة ، ولكن ليست كعيشة السعدان ، وهو نبت تحبه الابل ، يعني فيك الخير ولكن لست كما كان لقيط ـ وأما الشقائق في قوله : عرض الشقائق ، فهي جمع شقّة ، وهي ما يخاط منه بيوت الشعر ويكون بينها وبين الرواق فتحات ، ينظر من خلالها أو من اعراضها الى الآتي من بعيد ـ القارظ .