عرض مشاركة واحدة
قديم 02-02-16, 04:55 PM   #16
القارظ العنزي

الصورة الرمزية القارظ العنزي

آخر زيارة »  يوم أمس (03:24 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



قال عمر بن أبي ربيعة :
إنّ من أعظم الكبائر عندي ** قتل حسناء غادة عطبُول
قتلت باطلاً على غير ذنب ** إن للـــه درّهـا من قـتـيـل
كتب الـقـتـلُ والقتالُ علينا ** وعلى الغانيات جرُّ الذيول

لما يا ملاك ؟
لما بعثت عذاباتنا من جديد ، لما نبشت عن ذنوب الرجل ، هذا الرجل صاحب القلب القاسي كابراً عن كابر ، هذا الرجل المتغطرس ، الذي لا يرى للمرأة حقاً أبدا ، ولا يراها الا خادمة له ومكاناً لقضاء وطره ، لقد حاولت أن أنسى أو كدت بعد أن عرفت أن جنس الرجل ما هو الا أحد المجرمين بحق المرأة وخصوصاً الأعراب منهم ، وذلك بعد تجربة كبيرة جداً لمستها عن قرب ، بعدها ما أن تعترض المرأءة أمامي حتى أطأطأ رأسي لها إجلالاً وأحتراما وإكبارا . لماذا مع أننا ولدنا من أمهات وتربينا بين أحظانهنّ ، ولكن لم أجد حقيقة تلك الأم إلا في الزوجة ، لأنّها هي من تعكس حقيقة الأم ، لأن الزوج يرى حقيقة أمّه في زوجته قائمة ، وليس كما ولدته أمّه وهو لا يعي ما كانت ماهيّة تلك الولادة ، وماهيّة تلك الأم وحنانها وصبرها على حملها لنا في بطنها تسعة أشهر ورضاعتنا سنتين ، ثم كبرنا وآذيناها حتى أننا نثير الأب عليها لكي يثأر لنا منها وكأنّها عدوتنا ، ومع ذلك نقرأ القرآن الكريم عن قصة الأم وحملها وهن على وهن ، ولا نستوعب ذلك . ولكن من أراد أن يعرف حقيقة المرأء يجدها ممثلة بالأم ومن هذه الأم؟ ، هي الأم التي تمارس الأمومة أمامك وأنت تعايشها وأنت عاقل مدرك لذلك ، من هذه الأم ؟ هي الزوجة هي التي تعكس حقيقة حياتك مع أمك وهي التي تعكس حقيقة الأم الحنونة ، عندما ترى الحنان يتناثر من صدرها على أطفالها أمامك وأمام تعجرفك عليها ، وهي صامتة صابرة لا حول لها ولا قوة الا تلك الدمعة والتي تتدحرج من عينها على خدّها بلا مقدمات وبدون اعتراض على القدر وبلا اعتراض على تعجرف الزوج ، لم أكن أعرف حقيقة الأم والزوجة ، والمرأة الا بعد أن خضتُ تجربةً ، كشفت لي عن حقيقة الرجل أنه ما هو الا مجرد ذكر لا غير ان لم يعرف حق المرأة ، فلنبدأ بالقصّة المريرة والتي حدثت معي أنا شخصيّاً :

رزقت بطفل ذكر وأسميّته يحيى تيمناً يحيى بن زكريّا ، وكنت أعلم مسبقاً ، إذا الله عزّ وجل تقبّل نيتي ، لا بدّ وان يصاب الولد بابتلاء ، وفعلاً كان الولد مصاب في تشوّه في الشرايين ، وثقب في القلب ، وهذا منذ ولادته مباشرة ، وكان قلب الأم غير قلب الأب ، فالأب يعلم ما معنى الابتلاء والأم قلبها أضعف من أن يستوعب ذلك المعنى الايماني الكبير ، ولكن كنت شاباً جاهلاً أتعرض لما لا أفقه به شيئاً ، وكنت أصبّرها ولكنها أم لا تفقه معنى الصبر في ذلك ، قرر له المستشفى بعد ذلك عملية أصلاح وتوسعة للشرايين وخياطة الثقب في القلب ، وذلك بعد سنة ونصف من عمرة ، ماذا حصل خلال تلك السنة والنصف ، وهذا ما يجهله الذكور ولا أقول الرجال فهناك ثمة فرق بينهما ، نسيت أنا الموضوع برمّته ، وحملت الأم مرّة ثانية خلال السنة والنصف ، الأبن يحى لا ينام الليل أبداً لقلة الأكسجين في الدم مما يقلل نسبة ضخ الدم في بقية الجسم وذاك ما يحرمه النوم طول الليل ، وبالتالي تبقى الأم ساهرة قائمة على طول الليل حتى الصباح فعندها ينام الطفل ، وتبتدئ هي خدمة الذكر المتغطرس . متى أكتشفت حقيقة ذلك الصبر وحقيقة تلك الأم ؟ أكتشفتها في ليلة عملية الابن يحى يعني بعد سنة ونصف ـ ليلتها بقيت سهراناً معه حتى الصباح منتظراً متى يأتينّ الممرضات ويحملّنه من عندي وأتخلص من ذلك السهر وذلك التعب ولو قيل أنه مات بالعملية فلا ضير من ذلك ، فهذه حقيقة صبر الذكر ، هنا أكتشفت حقيقة الذكر وحقيقة الأنثى وحقيقة الأم ، سنة ونصف وهي صابرة على أمل أن يحي ابنها يحيى من جديد ، وأنا على أمل أن لا يعود اليّ ويسهرني من جديد حتى ولو افضى به ذلك الى الموت ـ ومع ذلك لا زلت أعقّها ومقصّر بحقّها ، لما لأنني أبقى ذاك المخلوق الضعيف نعم نحن ضعفاء ومن ينكر ذلك فهو مكابر ، فلا يأتيني رجل ويقول نحن نختلف عن المرأءة نحن الأقوياء وهنّ الضعاف ، فأقول له هذا غير صحيح ، بل هي جبلّة قسوّة ركبّها الخالق فينا لمهمات القتال والصبر على أمور الكد والعيش لوجوب النفقة على الذكر ، ورحمة وعطف ركبّه عزّ وجل فيهنّ ، فالمرأة مخلوق طاهر ملاك يتحرك على الأرض وكما جاء بالحديث الشريف : ((لا يكرمهنّ الا كريم ، ولا يهينهنّ الا لئيم)) وسبق عمر بن أبي ربيعة في قوله :
(كتب القتل والقتال علينا ** وعلى الغانيات جرُّ اليول)
شكراً لمشرفتنا القديرة ـ ملاك مم حفظها الله تعالى لتذكيرها لنا في تلك الحقوق التي نسيناها مع مرور الوقت ، لتلك المخلوقة الطاهرة أم يحيى . تحياتي للجميع