عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-16, 09:26 AM   #20
القارظ العنزي

آخر زيارة »  05-11-24 (03:24 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الحقيقة الشيخ ـ الزنداني له باع طويل في علم إعجاز القرآن ، ومتابعة كل جديد في الاكتشافات العلمية التي لها صلةً في إعجاز القرآن والسنّة ، ولقد بحثت في ظلال القرآن ـ لسيّد قطب رحمه الله تعالى لعلي افوز ببعض تعليقاته حول الموضوع ، والاكتشافات العلمية والكشوفات الإيلهية ، ولكن من الواضح أن زمنه رحمه الله قد سبق زمن كثير من الاكتشافات العلمية وذلك التطوّر في البحث العلمي بعده ، ولكن له تعليق على تلك الآيتين الكريمتين (كلّا لئن لم ينته لنسفعن بالناصية . ناصية كاذبة خاطئة) العلق 15 ـ 16 . يقول رحمه الله تعالى :
إنه تهديد في إبانه . في اللفظ الشديد العنيف : ((كلا . لئن لم ينته لنسفعن بالناصية)) .
هكذا ((لنسفعن)) بهذا اللفظ الشديد المصور في جرسه لمعناه . والسفع : الأخذ بعنف . والناصية : الجبهة . أعلى مكان يرفعه الطاغية المتكبّر . مقدم الرأس المتشامخ : إنها ناصية تستحق السفع والصرع : ((ناصية كاذبة خاطئة)) ! وإنها لحظة سفع وصرع . فقد يخطر له أن يدعو من يعتزّ به من أهله وصحبه : ((فليدع نادية)) وفي ضوء هذا المصير المتخيّل الرهيب .. تختم السورة بتوجيه المؤمن الطائع إلى الإصرار والثبات على إيمانه وطاعته .
((كلّا . لا تطعه ، واسجد ، واقترب))
كلّا ! لا تطع هذا الطاغي . الناهي . دعه للزبانية !
ولقد ورد في بعض الروايات الصحيحة بأن السورة ـ عدا المقطع الأول منها ـ قد نزلت في أبي جهل إذ مرّ برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يصلي عند المقام . فقال : (يا محمد ألم أنهك عن هذا ؟ وتوعده . فأغلظ له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وانتهره ..) ولعلها هي التي أخذ فيها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بخناقه وقال له : ((أولى لك ثم أولى)) فقال : يا محمد بأي شيء تهددني ؟ أما والله إني لأكثر هذا الوادي نادياً ، فأنزل الله : ((فليدع نادية ..)) وقال ابن عباس لو دعا ناديه لأخذته ملائكة العذاب من ساعته . ولكن دلالة السورة عامة في كل مؤمن طائع عابد داع الى الله . وكل طاغ باغ ينهى عن الصلاة ، ويتوعد على الطاعة ، ويختال بالقوة .. والتوجيه الرباني الأخير : ((كلّا ! لا تطعه واسجد واقترب)) .. انتهى
شكراً جزيلاً لمشرفتنا القديرة ـ ملاك مم ، على المقال الإعجازي الكريم ، وهذا من حسناتها المتتابعة في هذا المنتدى الكريم .