بسم الله الرحمن الرحيم ، أبدأ :
الاسلام والعرب ، قوة سحقت الروم والفرس اقوى امبراطوريات العالم آنذاك في شهرين ، كان العرب قلة وضعفاء ، وجابهوهم بل تقدموا اليهم وحاربوهم في عقر دارهم ولم يكن الرومان ولا الفرس يحاصرون المدينة بل العرب البدو هم الذين يحاصرون الحيرة وحلب وتسلقوا اسوار دمشق !
كانو اقل منا عدد وأقل امكانيات وموارد واسلحة واموال !
ولكن سرّهم ليس في دينهم فقط فهم لم يولدوا مسلمين بل في الاساس هم عرب عندهم قيم ومبادئ يموت الرجل دونها وعندهم مكارم الاخلاق وكل ويرخصون حياتهم امام كرامتهم وعزتهم !
يبايعون على الموت مقابل عقيدتهم وإيمانهم ، يهاجرون تاركين خلفهم زوجاتهم وابناؤهم واموالهم مقابل الفرار بــ" دينه" حتى لايدفن معهم قبل ان ينتشر بين البشرية كلها !
الدين عقيدة عقدها المسلم في قلبه ، عقيداً جازما لايتطرق إليه شك وهي انتمائنا الاول دائما وابدا !
ولكن هويتي العربية التي عرفها التاريخ وتعرفها الشعوب ويخشاها العدو ، تلك التي فقدناها في مكان ما من الماضي ودفنتها الايام والسنين هناك !
العروبة التي نستحي منها اليوم بين شعوب العالم وندفن رؤسنا في الارض اذا تحدثنا الى اجنبي واكتشف اننا عرب او حتى سألنا عن هويتنا !
لابد ان نعود للخلف ونبحث عن شهامتنا وكرامتنا وعزتنا ، وتعود القبائل العربية متلاحمة مترابطة ، يجب على العربي ان يعود كما كان فخورا بأنه عربي رافع رأسه شامخ كالجبال ، فليس لديه مايعيبه ويكسره !
يجب ان يعود العربي كريم ووفي يدافع عن حقه وحق غيره ولو بجسده ، لاينحني ولا يطأطإ راسه ابدا !
يجب ان نُحيي شجاعة اجدادنا حتى لو صعقناها بالكهرباء اما تعود واما تتفحم !
يجب ان نعيد ذكرا ( سبق السيف العذل ) وتعود الدماء الحارة تجري في عروقنا ، يجب ان نكون اسود كطليحة الاسدي يخترق معسكر الفرس وحده ويقتل اثنين من قادتهم ويأسر الثالث !
يُحكى ان الاصمعي شك في لفظ " استخذى " وتعني ( خضع ) ، وأراد التأكد منها هل هي مهموزة ام غير مهموزة ؟
فسأل اعرابي وقال : هل تقولون استخذيت ام استخذأت ؟ فقال الاعرابي : لا اقولهما فقال الاصمعي : ولم ؟
فأجابه الاعرابي : ( لان العرب لاتستخذي ) !!!!!
يجب يجب يجب ان نعود لهويتنا حتى نتمكن من قيادة ديننا ونشره في العالم كله ، ويجب ان نُعلي راية التوحيد فوق كل راية ، حتى لانكون متخذلين وتنطبق علينا قصة بني اسرائيل مع موسى عليهم السلام حينما خذلوه ورفضوا امر ربهم بالدخول الى البيت المقدس ، وتبجحوا عليه وقالوله اذهب انت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون !
فحكم عليهم ربهم ان يتيهوا في الارض ، ومانحن فيه قد يكون حكم " بالتيه " والله اعلم !!
وأظننا بخذلاننا هذا نحتاج لاربعين عام حتى يتغير جيلنا المتخاذل بأكمله ويبدلنا الله بخير منا !!
ولكن مادام العرق العربي ينبض فإن شاء الله هي صحوة واحدة ننفض بها صفحتنا السوداء مرة واحدة ، لان اصولنا وجذورنا اصيلة عظيمة ، وما إن ينادي المنادي ستصحوا رباطة جأش العرب فينا وصمودهم وشدة بأسهم وبسالتهم ، وان شاء الله نسطر حينها ملاحم يتغنى بها احفادنا بدل ان يتضاحكوا على جبننا وضعفنا !
هذا كل ما اردته من كتابة هذا الموضوع وهذه الفكرة ان اكتب رأيي في هذا الموضوع بحرية مطلقة دون ان استحي من الاطالة على احدهم او حتى اكثر على موضوعه الكلام بلا معنا !
سأختم بأبيات لعبدالله بن رواحة رضي الله عنه أنشدها وهو خارج مع الجيش في غزوة مؤته التي اختلت موازينها فالمسلمين ٣٠٠٠ جندي والروم بمئة الف والعرب الانصار بمثلها ، ولكن الرجال من يصنعون المواقف فباغتوهم بهجوم كاسح بعد الفجر وقتلو كثيرين وصُعقوا الروم بجرأتهم فثلاثة الاف ييخترقون صفوف ومعسكر مئتا الف ؟ لو لا اني مسلم ماصدقت !
المهم يقول بن رواحه رضي الله عنه :
لكننـي أسـأل الرحمن مغفــرة وضربـة ذات فرع تقذف الزبـدا
أو طعنـة بيـدي حـران مجـهزة بحربة تنفذ الأحشـاء والكبـدا
حتى يقـال إذا مروا على جدثي أرشـده الله مـن غـاز وقد رشـدا