عرض مشاركة واحدة
قديم 02-27-16, 05:40 AM   #1
لمسة حنآن

الصورة الرمزية لمسة حنآن

آخر زيارة »  08-13-16 (08:10 AM)
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

Domain 7dca28173e المواطن .. ملطشه !!



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقال راقت لي

يحيى فقيهي

مسكين هو المواطن عندما يكون المتهم الأول لأي
فشل. هناك الكثير من المشاكل لدينا وغالباً
ما نرى أن المواطن يكون الضحية؛ ليصبح هو السبب الرئيس وراء هذا الفشل.

على سبيل المثال لا الحصر، هناك الكثير
من الأجهزة الحكومية أخفقت في تحقيق جودة الحياة
لهذا المواطن، وبدلاً من أن تعترف بهذا الإخفاق؛
فإنها تلقي باللائمة على هذا المواطن الذي لا حول له ولا قوة.

أفضل مثال على هذا، هو ما يتردد على مسامعنا دائماً،
أن المواطن ليست لديه ثقافة مرورية،
وأن الكثير من الممارسات السلبية التي تتعلق بالجانب المروري سببها المواطن،
هذا القول ليس خطأً مائة بالمائة؛ فقد يتحمل المواطن جزءاً من اللوم؛
ولكن الجزء الأكبر من اللائمة يتحمله نظام المرور لدينا..
أعتقد أنه لو كان هناك نظام مروري صارم؛
لما رأينا التجاوزات الخطرة، ولما رأينا إهمالاً في سلامة الأطفال أو العبث بالجوال أثناء القيادة،
ولكان التقيد بقوانين المرور مرتفعاً جداً.
الثقافة المرورية بحاجة للكثير من القوانين والتنظيمات،
بحاجة أيضاً لانتشار أكبر لرجال المرور،
وتجهيزهم بمعدات وتقنيات تساعدهم على القيام بعملهم على أفضل هيئة..
من هنا نستطيع أن نبني ثقافة مرورية عالية تكفل لنا السهولة في التنقل..
والأهم أن تكفل لنا سلامة الممتلكات والأرواح.

مجمل القول أن المواطن سوف يتقيد بالتعليمات المرورية متى ما وُجدت بشكل واضح؛
فالقانون يهذب الأخلاق، والدليل على ذلك
أن السعودي عندما يذهب في زيارة لدولة
نظامها المروري قوي تجده حتماً متقيداً بهذه القوانين.

الأمر تماماً ينطبق على البلديات؛
فعندما نرى المدن مشوّهة بالقمامة والمنتزهات البرية البعيدة
عن المدن تكتسي بألوان أكياس البلاستيك،
قد تتحمل ثقافة المواطن جزءاً من اللوم؛
ولكن القدر الأكبر من اللوم يتجه صوب البلديات. حقيقة،
النظام المتعلق بنظافة المدن لدينا ضعيف؛
فتوزيع حاويات القمامة في الغالب غير جيد،
كذلك لا أدرى لماذا لا توضع أغطية لهذه الحاويات.
أما ما يتعلق بأكياس البلاستيك؛
فلماذا لا يُفرض على المتاجر استخدام أكياس الورق أو
أكياس البلاستيك السميكة التي يستخدمها المتسوق أكثر من مرة.

بطريقة أو بأخرى أعتقد أن البلديات تستطيع
أن تطوّر أنظمة أفضل تكفل نظافة المدن؛
بدل من ربطها بثقافة المواطن.

مثال آخر، الكثير ينعت التعليم بأنه ضعيف،
وأن مخرجاته ذات كفاءة منخفضة عندما تلتحق بسوق العمل،
وتكون اللائمة غالباً على المعلم!!
في الأساس، مخرجات التعليم ما هي إلا نتائج المنظومة الأم لوزارة التعليم؛
فباعتقادي أن من الإجحاف أن نلقي باللوم على المعلم
وهو لا يتلقى أي دورات تدريبية تساهم في تطوير مستواه المهاري والمعرفي،
ومن الإجحاف أيضاً أن نصف الطالب بالضعيف
وهو يدرس في مبنى مستأجر وعدد الطلاب في الفصل الواحد يقارب الأربعين طالباً.

الأمثلة السابقة من الممكن تطبيقها على الكثير
من الأجهزة وليس هنا المجال لحصرها؛
فما أقصده منها أن المواطن ليس المتسبب في الكثير من المشاكل لدينا،
وأن الملام الأول هنا هو الأجهزة الحكومية التي لم تُساهم بشكل كبير في
بناء أنظمة واضحة تكفل السيطرة على الكثير من المشاكل والتجاوزات،
وتساهم في خلق ثقافة عالية وجودة حياة ينعم بها هذا المواطن.


 
مواضيع : لمسة حنآن