الموضوع: حديث صباح آخر
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-09-16, 09:14 AM   #1
سرياليّة

الصورة الرمزية سرياليّة

آخر زيارة »  04-01-24 (06:15 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي حديث صباح آخر



السلام عليكم ....

ربما كان صباحكم هذا جميلاً .. قد يكون أجمل من كل صباح انقضى ..
و ماذا يعني لي صباحكم ! ... كما لن يعني صباحي لكم شيئاً إن تغيّر ..
صحواً أم ممطر ...
مشرق أم بالحزن تأخر ...
صباح يجرّ الآخر ... و ليس بالضرورة أن يبدأ يوماً آخر ..
فالأمس كأمسه و الغد لن يغدو حاضر ..
برتابة الحزن و الحنين و بلا مبالاة الأرض بمن وطأها فرحاً أو من دكّها بخطى تثقله ..
أو من حفر ليودعها سرّه .. أو نبشها ليبحث عن قبره ...
هي تبقى موطئاً .. لكل الأقدام المنعمة و المتعبة ...
للحافية التائهة عن سبلها .. و للواثقة المتعالية بحذاء ..
...
ها أنا أعود لشططي و أنحرف عن طريق بوح رسمته في ليل أطول مما ظننته ..
كنت أنتظر الصباح على أمل ...
لتأتي حزم الضوء ساخرة : أما زلتِ هنا ؟ تعالي إلى الفناء ..
تعالي أعلمك لعبة تقضي على ضجرك

تعالي تحت الضوء و أحضري معك قلماً و دفتر .. لا ليس دفترا قديما ...
هاتي دفتراً لم يكتب الحرف فيه حرفاً ..
و لم يقرأ لكِ فيه سِفراً ..
في أول صفحة أكتبي اسمكِ الأول اسمك الحقيقي ... الذي ما تمنيته يوماً ..
و ضعي صورة لم يشاهدها أحد ..
و ضعي رابط .. ليس رابطاً الكترونيا .. بل رابط واقع
ستجدين أن الرابط خيطاً أبيضاً رفيعاً ... شعرة بيضاء لم تنقطع ..
ثم اقلبي الصفحة و اكتبي كلمة لا أكثر ....
كلمة تشغلك ... تشغل أكبر مساحة من عقلك و قلبك و تفكيرك ..
اكتبيها بلا تشكيل و لا تفسير و لا حتى تضعي أقواساً حولها و لا تحتها سطر ...
هي تفسر كل ما لا يُفسر ...
ثم اقلبي إلى صفحة ثالثة ... و ارسمي شيئاً ...
شيئاً يزعجكِ ..
يقلقك ...
يلهمك ..
يخيفك ..
يكسرك كزجاج ويتناثر ..
و لا تخشي أن تدب الروح في الدفتر .. أو يتحول الرسم إلى سحراً ...
بعض السحر سراب لا يعدو أكثر من لون في صفحة الدفتر ..
و هكذا .. اقلبي الصفحات ... كالأيام تقلب وجهك و تكتب عليه ما لا يُفسر ...
و ما بين حديث صباح لا يُباح ... و أضغاث أمل لا يلوح ...
يمد الظلام راحتيه ليتلقفني لصمت يوم آخر ..