عرض مشاركة واحدة
قديم 03-12-16, 05:13 AM   #31
بلاعقل

الصورة الرمزية بلاعقل

آخر زيارة »  09-12-16 (12:49 PM)
المكان »  بلاد الحرمين الشريفين
الهوايه »  كرة القدم . والقرآءة . والبحث عن الجديد المجهول

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



اليوم وفد إلى صديقي ضيوف من الجنوب ووجَّبَهم وقام بحقهم وفعل مافعل اكراماً لضيوفه !!

المهم أنه تبادر لذهني سؤال ،، لماذا العادات والتقاليد العربية بهذه القوّة والمتانة ؟ لماذا هي منتشره بين العرب بمختلف الأزمان ؟ بل يُعاب على من لايكرم ضيفه ؟

المهم بحثت ووجدتها واجب ديني بقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ) !

ولكني منها دخلت إلى مواضيع أخرى كثيرة ومغايرة وهذي عادة سيئة بي التطفل وشغف التطلع في كل شيء !

فكان أن وصلت إلى حيث جدنا ( قحطان بن هود ) وابونا ( يعرب بن قحطان ) وهو من يقال سمينا على إسمه !

المهم وجدت لهما وصاياهما لأبنائهما ، وقد عرفت من هذه الوصايا سبب أصالة العادات والتقاليد العربية وتمسكهم بها ورغم مرور آلاف السنين إلا أنها باقية كما هي بل وأن أغلبها تحولت إلى واجبات قد يحاسب حساباً شديداً من لايفعلها ويقوم بها !

وعرفت من وصية أبونا وجدنا لماذا نبينا محمد عليه الصلاة والسلام قال ( إنما بعثت ڵأتمم مكارم الاخلاق ) وعرفت لماذا ديننا دعانا لكثير من الاعمال الحسنة والعادات الطيبة ، بل وأوجبها علينا !

المهم نبدأ بوصية جدنا قحطان لابنه يعرب ، وهي بقصيدة وهذا دلالة على عمق ثقافتنا ولماذا تميزنا باللغة وخاصة في الشعر ، يقول فيها :
أبا يشجُبٍ أنتَ المرجى وأنتَ لي
أمينٌ على سِرِّيْ وجهريَ حافظُ

عليكَ بدينٍ ليسَ ينكرُ فضلُهُ
فقد سبقتْ فيهِ إليكَ المواعظُ

وواصلْ ذوي القُربى وحطهُمْ فإنَّهم
ملاذُكَ إن حامتْ عليكَ البواهظُ

ولفظُك عرِّبهُ بأحسنِ منطقٍ
فإنكَ مرهونٌ بما أنت لافظُ

وكُنْ كاتماً للغيظِ في كُلِّ بدوةٍ
إذا أُسِخطتْ تلك العيونُ الجواحظُ

بغيضٌ على الأعداء سراً وجهرةً
بحِلمِكَ ها تلك النفوس الغوائظُ

وما سادَ من قد شادَ إلا بحلمهِ
إذا لم يلاحِظهُ من البخلِ لاحظُ

فكن ذا حِجىً محضَ الشمائلِ ماجداً
حفيَّاً حمياً إنني لكَ واعظُ

ووصية أبونا ( يعرب ) الذي فعل ما أمره ورباه أبوه على فعله ، وحين وافته المنية أنشد هذه الأبيات على أبنائه قائلا :

بنيَّ أبوكمُ لم يعدُ عمَّا .. بهِ وصَّاهُ قحطانُ بن هودِ

فوصاكم بما وصى أباكم .. أبوه عن الإله عن الجدودِ

أذيعوا العلمَ ثمَّ تعلموه .. فما ذو العِلم كالطِفل البليدِ

ولا تُصُغوا إلى حسدٍ فتغوُوا .. غوايةَ كلِّ مختلٍّ حسودِ

وذُودوا الشرَّ عنكُمْ ما استطعتم .. فليسَ الشرُّ من خُلُقِ الرشيدِ

وكونُوا منصفينَ لكلِّ دانٍ .. لينصفكُمْ مع القاصي البعيدِ

وبابُ الكِبرْ عنكمْ فاتركُوهُ .. فإنَّ الكِبرَ من شِيَمِ العنيدِ

عليكمْ بالتواضُع، لا تزيدوا .. على فضلِ التواضُع من مزيدِ

وإنَّ الصَّفح أفضلُ ما ابتغيتمْ .. به شرفاً مع المُلكِ العتيدِ

وحقُّ الجارِ لا تنسوه فيكمْ .. فإنَّ الجارَ ذو الحقِّ الوكيدِ

عليكمْ باصطناعِ الخيرِ حتَّى .. تنالوا كُلَّ مكرمةٍ وجودِ


 

رد مع اقتباس