الموضوع: يتيم ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-18-16, 02:24 PM   #19
مرجانة

الصورة الرمزية مرجانة
~ رونق التوليب ~

آخر زيارة »  04-24-24 (04:00 AM)
المكان »  في ثنايا أحرفي
الهوايه »  قراءةُ النثرِ ، و كتابتُه .
اللهُمَّ برَحمَتِكَ .. أعِنّا .
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بلاعقل مشاهدة المشاركة
مٌرجآنة إرشيفك يؤلمني حقاً !

لقد عشت اوّل حياتي مع أبٍ لا أعرف أعظم منه !

كنت صغيره الذي لايفارقه أبداً لا في حلّه ولا ترحاله كنت انام على ساعده تدغدغ رأسي الصغير لحيته الطويله !

كان كهل في الستين وكنت فرحته التي ينقلها معه أينما حلَّ وأرتحل !

كنت أوقظه في الحادية عشرة ليلاً من عزّ نومه وأطلبه وكأني آمره أن يصطحبني لــ " البقالة " لأشتري حلوى يمتلئ بيتنا منها !

ويصحوا من نومه ويحملني على أكتافه التي أنهكها الزمن ويمسكني بيد وبالأخرى يستند على عصاه ، ويأخذني إلى حيث أريد على قدميه رغم أن سائقه لازال يقضاً والسيارة واقفة ولكنه كما يقول " طلباتك أوامر " بلا تذمر ولا أي محاولة قد تنجح في تأجيل طلبي للصباح !

وكانت الحادية عشرة آنذاك كالرابعة فجرا اليوم كان يتعشى المغرب وينام بعد صلاة العشاء !

كنت أصغر العنقود ومدلله الذي لا يرد له أمرا !

كنت ماتبقى من حياته في عينيه بعدما باغتته الأمراض ، وكان الحياة التي عشتها للتو !

كنت رضاه وسخطه ، يغضب لغضبي ويفرح لفرحتي ويتألم لوجعي ويعيا لمرضي ، رغم فارق الخمسة والخمسين عاماً الذي بيننا ، إلا انه عاش وكأنه انا !

كانت أمي آنذاك شيء لا أعرفه فما بالكم اخوتي وأجدادي ، رغم وجودهم بنفس البيت !

كنت أصحوا معه من صلاة الفجر واصلي معه وارافقه الى عمله و " غنمه " ومعرضه وإلى أصدقائه ومناسباته بل وحتى سفره لا أنفك عنه أبداً !

وفجأة قُبضت روحه { وكان أمر الله مفعولا } !

ولا أخفيك توقفت حياتي هناك وأتمنى إلى يومي هذا أن أدفع كل سنيني وأعود إلى لحظة من حياته وأناديه " يبه " ويجيبني !

مرجانة أستخرجتي لنا أثمن مافي أعماق أرشيفكِ في نظري ، وصنعتي حُلية جميلة أبهرتني وحركت مادٌفن في قاع ذكرياتي وأمنياتي
و ذكرياتكَ أثرت بي يا أخي بلا عقل

اسعدني أن لا مستكَ القصة
و شاكرة لكَ أن شاركتنا بعضَ ذكرياتكَ الجميلة
رحمَ الله أباك

شكراً لروعة المرور