عرض مشاركة واحدة
قديم 03-23-16, 03:15 PM   #3
general

الصورة الرمزية general

آخر زيارة »  يوم أمس (03:14 AM)
المكان »  في ظل سلمان الحزم
الهوايه »  قصص العالم الاخر ( الجن )

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



لحلقة الثالثة ..
نعم سأذهب للجهات الامنية ..
أنها مهمتهم ..
هم من سيكشفون أين أنتهى المطاف بصديقي ..
ولكن ..
ماذا ..
ماذا لو وجدوا صديقي مقتولا ..
من سيتهمون ..؟؟
بكيت بشدة وخالط بكائي نوع من النياح ..
عدت للرياض من جديد وذهبت للبحث عن ذلك اللص علي ..
نعم أنه هو من سيساعدني في هذا الأمر ..
فهو السبب ..
وربما قد يفيدني بشي ..
ولكن ....
كيف أبحث عنه ؟؟
كل مااعرفه انه منتسب لجمعية الهلال الاحمر فقط ..
وأنه يعمل كمسعف ..
وحتى أسمه لااعرف منه الا علي ...
اللعنة عليه وعلى سرقاته ...
بدأت أشك ..
هل حلت بنا لعنات الموتى ؟؟
سرق تلك المرأة ولم يراعي كرامة الموت ورهبته ..
أحسست لفترة وكأن الزمن توقف ..
بالامس كنت شخصا يعيش حياة طبيعية ..
والان انا اعيش دوامة من القلق والغموض ..
مالذي أصبح مقدرا لي ..؟؟
صديقي لااعلم هل لازال حيا أم ميتا ؟؟
أهله يعلمون تماما أنه كان برفقتي ..
مالذي بيدي لأفعله ؟؟
صرت تائها وسط تلك المدينة الكبيرة ..
قررت أن أذهب الى بيت صديقي ..
والده رجل طيب ..
وأمام مسجد ..
ربما يقدر ماسأقوله وسيتفهم موقفي ..
سيعلم أن هذه الاحداث لها علاقة بظواهر الجن ..
نعم أقسم أنها كذلك ..
فتلك الحرائق وتلك الغرائب والشجرة التي سقطت علينا ونحن لم نشاهدها أصلا كلها أمور تختص بهؤلاء الخلق ..
بدأت مرتاحا أكثر لهذا التفسير ..
ولهذا القرار ..
وماهي الا دقائق وانا اطرق باب منزل صديقي ..
لم يصلني رد ...
واصلت الطرق ..
ولكن لامجيب ...
وكان واضحا جدا من الهدوء الذي يجيبني أن المنزل خاوي ..
عدت لسيارتي والقيت بجسدي على مقعد السيارة ..
وعادت حالة البكاء للسيطرة علي من جديد ..
أغمضت عيني وقررت الانتظار أمام منزل صديقي ..
ثم عدت بالذاكرة الى وقت ليس ببعيد ..
بدأت أستعيد ذكرى صديقي ..
صديقي المختفي ناصر ..
كان رفيقي منذ الصغر ..
شخص طبيعي ..
هادئ وانطوائي نوعا ما ..
أنهى دراسته الثانوية ثم قبع بعدها في المنزل ..
كان شخصا حماسيا ولكن البطالة خلقت فيه روحا أنهزامية غريبة ..
وكان يتحدث عن أمنياته بالهجرة الى الخارج ..
ولازلت أتذكر كم كان يحب كثيرا القراءة ..
خصوصا الكتب الكبيرة ..
التي كان ينفق كثيرا على شرائها ..
لازال بذاكرتي كيف أنه كان من المتفوقين ..
ولكن ..
وهاهو الان شخص عاق ..
منحرف ..
حتى والدته كثيرا ماكنت تدعو عليه بالهلاك ..
أتذكر تماما أنه كان ومازال شخصا عنيدا يكره ان يوجهه احد الى شي ..
ويفضل أن يختار هو كل شي بنفسه ضاربا عرض الحائط بأراء وتوجيهات الاخرين ..
حتى والده كان كثيرا مايقول انا لست براضي عليك ..
وكان .....
ماهذا ؟؟
شخص بقترب من سيارتي ويسير بهدوء ..
كمن ينوي أخفاء شي ..
كان الشارع شبه مظلم ..
والرجل يقترب من سيارتي ..
ثم ..
توقف أمامي مباشرة ..
ومد يده ...
نظرت الى وجهه وبادرني بالسؤال ...
من أنت ؟؟
زال الخوف مني وأنا أتأمل ملامح هذا الغريب ..
لم يكن سوى والد صديقي ..
ولكن لااعلم لماذا لم استطع تمييز وجهه بسرعة ..
نظر ألي كثيرا ...
ثم قال : عبدالرحمن !!
أهلا بك ..
أين ناصر ؟؟ هل هو بالداخل ؟
ترددت كثيرا ولاحظ هو هذا التردد الذي كان يملأني ..
ثم قال : عبدالرحمن ..
أبني ناصر مالذي حدث له ؟؟ وأين هو ؟؟
قلت له : أريد أن أجلس معك أرجوك ... كلام كثير سأقوله لك !!
لاحظ بكائي وحالتي الرثة وطلب مني النزول ..
لم ندخل لمنزله بل توجهنا الى المسجد ..
هناك بديت أروي قصتي لوالد ناصر ..
القصة كاملة ..
بداية من شرائي لذلك الجوال ..
ومرورا بخروجي مع ناصر الى تلك المنطقة ..
وأنتهاء بأختفاءه ..
كان والد ناصر مشدودا ومهتما لقصتي ..
ووضح عليه التأثر وبكى خصوصا عندما وصلت لقصة أختفاء أبنه ..
كان يريد قول شي ..
نعم أحسست به ..
ولكنه كان يتردد ..
تغيرت ملامح وجهه ..
وصرخ فيني : أين ذلك الجوال ؟؟
كان كمن أنتزعني من حالة عجيبة ..
قلت : في منزلي ..
ركبت معه في سيارته وأنطلقنا لمنزلي ..
تناولت ذلك الجوال وعدت للسيارة وناولته لوالد ناصر ..
نظر فيه ..
تلى بعض الاذكار ...
فتح صندوق الرسائل ..
وياللمفاجأة ....
كان خاويا تماما !!
قلب صندوق حفظ الرسائل فطالعته تلك الرسالة التي كانت توضح مكان الدعوة ..
كانت مذيلة برقم ...
رقم يوضح المرسل ..
تناول هاتفه وأتصل بذلك الرقم ...
وبدأ الجرس يرن ....
ويرن ...
ولكن دون أجابة ....
وقتها كنت أتساءل ..
كيف غابت عني فكرة الاتصال برقم مرسل هذه الرسالة ؟؟
كان والد ناصر مايزال يعاود الاتصال بذلك الرقم أكثر من مرة دون أي أجابة ...
ألتفت لي وقال : هل أنت محافظ على الصلاة ؟؟
صدمني بذلك السؤال ...
قلت : نعم ..
قال : وأين الذي باع لك الجوال ؟؟
قلت : أتقصد علي اللص ؟؟
قال : نعم ..
قلت : انا لاأعرفه شخصيا كل ماأعرفه انه يعمل بقطاع الاسعاف ...
قال : هل تملك رقم جواله ؟؟
سؤاله هذا كان صدمة بالنسبة لي ..
فطوال تلك الفترة التي كان يتردد فيها ذلك " اللص علي " على محلي لم يحصل يوما أن طلبت رقمه أو سألته حتى عن سكنه أو ....
قاطعني والد ناصر : لماذا لاترد ؟؟
قلت : لا أعرف رقمه ..
أنطلقنا الى مركز ادارة الهلال الاحمر ..
حيث يعتبر هذا المركز هو المقر الرئيسي لعمل ذلك اللص ..
والد ناصر كان أمام لأحد مساجد المدينة المعروفة وكان رجلا وجيها ومعروفا لكثير من أعيان المدينة ..
أجرى بعض الاتصالات ..
ثم دخلنا الى مبنى الادارة ..
صعدنا الى مكتب احد الموظفين ..
صافحه والد ناصر ..
تهامسا قليلا ثم أخذنا الى غرفة تحوي بعض أجهزة الحاسوب ..
سألني الموظف عن ما أذا كنت أعرف السائق علي المذكور ..
قلت : أعرفه فقط بشكله ..
ثم قال لي الموظف : دعك من الشكل ..
هل تميزه من صوته ؟؟
قلت : طبعا بلا شك ..
قلب بعض البيانات على الحاسوب ..
ثم تناول هاتفا بجانبه وأجرى أتصالا بشخص ثم طلب منه مكالمتي ..
حدثني الشاب قليلا ثم سألني الموظف هل هذا صوته ؟؟
قلت : لا ..
اغلق الهاتف وكرر الامر مع ثلاثة أشخاص آخرين كلهم كنت لاول مرة أسمع نبرات صوتهم ..
نعم ..
ذلك اللص علي كانت له نبرة حادة مميزة يمكنني تمييزها من بين الالاف ..
وأنا على ثقة بهذا الشي ..
أحسست أن الموظف بدأ عليه الضيق ثم سألني ...
" علي " هذا صف لي شكله ..
بدأت أسرد على مسامعه المواصفات تباعا ..
كانت تبدو عليه علامات الدهشة وهو يستمع لوصفي ..
ثم قال : هذه المواصفات لم تمر علي أبدا وأنا أعرف كل السائقين القدامى والجدد ..
ولكن صدقوني هذه الموصفات لم أرى شخص يحملها لدينا قط ..
بدأ القلق يسري بداخلي ..
ثم قلت : أنا لدي الحل ...
ماأسم السائق الذي باشر يوم أمس حادثا ماتت فيه سيدة ...؟؟
قلب ذلك الموظف قليلا من بعض بياناته ثم قال مندهشا ...
أتقول يوم أمس ؟؟
أشارت له بالأيجاب وأنا أضيف : وماتت سيدة في الحادثة ..
صمت لحظات كمن يترقب نتائج بحث ذلك الحاسوب ..
ثم بدت عليه الدهشة وهو يقول :
صدقوني لم تخرج أي سيارة أسعاف من مركزنا لحادثة كانت فيها وفاة سيدة منذ اكثر من 6 ايام !!
أصابتني نوبة غريبة ..
كنت أشعر ببرود يملأ أطرافي ...
هل علي هذا كاذب ؟؟
هل هو سائق اسعاف فعلا ؟؟
هل له وجود أصلا ؟؟