عرض مشاركة واحدة
قديم 03-23-16, 03:16 PM   #4
general

الصورة الرمزية general

آخر زيارة »  يوم أمس (03:14 AM)
المكان »  في ظل سلمان الحزم
الهوايه »  قصص العالم الاخر ( الجن )

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الحلقة الرابِعة ..
قطع حبل هذه الاسئلة صوت والد ناصر وهو يردد على الموظف : هل أنت متأكد ؟؟
كان الموظف يهز رأسه تأكيدا مما يقول ..
للحظات شاهدت جبلا من الحيرة والخوف ترتسم على وجه والد ناصر ..
ثم ألتفت الي وقال : أتبعني ...
ركبنا السيارة وأنطلقنا ...
قرر والد ناصر أن نعود الى ذلك المكان ..
ذلك المكان الذي اختفى فيه ناصر ...
قطعنا الطريق بسرعة ...
وكان الصمت يلف رحلتنا طوال الطريق ..
وصلنا الى مشارف تلك المزارع ..
ثم تجاوزناها لنتوقف أمام تلك المزرعة التي حذرني فيها العمال من ذلك المنزل والمزرعة المهجورين ...
كان والد ناصر يلهج بالذكر سرا ..
توقفنا قليلا ..
ثم بدأت أشرح له ماحدث ..
قلت له هنا عدت من هذه المزرعة ولم أجد ناصر ..
رأينا تلك الاثار التي كانت باقية بذات الوضوح ..
تتبعناها من جديد الى ذلك البئر القديم ..
بئر كانت رائحة عفنة تفوح منه ..
رائحة لايطيقها أنسان ..
تجاوزناه قليلا لنبحث خلفه ..
فطالعتنا تلكالارض الخالية والتي كانت تعلوها بعض الاحجار الصغيرة المرتكزة رأسيا ...
مما يوضح أنها بقايا مقبرة قديمة ..
لاأعلم لماذا طار خيالي حينها بعيدا الى حالات السحر التي يعالج فيها المصابون بفك السحر وغالبا مايكون السحر مدفون في مثل هذه المقبرة القديمة ..
حيث تعترف تلك الشياطين بمكان السحر .
جذبني والد ناصر ..
وقال : أأنت متاكد ان ناصر كان هنا ؟؟
تغيرت ملامح وجهه وصارت غاضبة وهو يهزني ويصرخ : أأنت مجنون ؟؟
هل تتعاطى شي من تلك المواد المذهبة للعقل ؟؟
وواصل صراخه ودفعه لي ..
انسكبت الدموع من جديد في عيوني ...
وأنا أقف صامتا بلا حراك ..
وبلا أجوبة ..
تركته يفرغ أنفعالاته وعدت الى السيارة ..
كنت منهكا وأحس بانني ساقع أرضا لفرط التعب ...
عاد والد ناصر ألى قيادة السيارة ..
وكان كمن بدأ يكتشف شيئا يعلمه ..
أو بالأصح يخاف منه ويخشاه ..
وصلنا الى تلك المزرعة المهجورة ...
سألني والد ناصر : هل يعقل ان هذا هو المكان المذكور في الرسالة ؟؟
قلت : نعم ..
نزل بقوة وكأن المكان لايخيفه ...
ووقف على باب المزرعة ....
ثم شاهد نلك الحرائق التي كانت تنطفي وتعود في مواقع مختلفة بين الاشجار ...
لاحظت أنه كان يشاهدها وكأنه يعرفها تماما ...
قرأ الكثير من الاذكار ...
ثم فجأة سقط ...
سقط على مقدمة السيارة وبكى بصوت مرتفع ...
كان يبكي بحرارة ...
لم أقاطع بكاءه أبدا ...
بل لزمت الصمت ..
أرتفع صوت نحيبه اكثر ..
ثم ألتفت الي ووجهه مغرقا بالدموع ...
وقال لي : انا السبب !!
انا السبب !!
ازدادت دهشتي لكني لم اقاطعه ...
رددها مرارا : انا السبب !!
انا ياعبد الرحمن كنت في هذا المكان قبل 14 سنة ...
وناصر ليس ابني ...
ناصر لقد وجدناه هنا ..
وربيته انا ..
ابوه هو صاحب هذه المزرعة ..
عاش معتزلا الناس ويقال انه تزوج بجنية ..
وناصر ابني كان نتاج زواجهما ..
وجدوه هنا وعمره 3 سنوات ..
أنا هربت من هذه المناطق الى العاصمة حتى اتجنب هذه الذكرى ..
لقد عادوا بعد 14 سنة ياعبدالرحمن ..
لقد ...
قاطع حديثه رنين جواله داخل السيارة ..
ساد الصمت للحظات ..
ثم تحرك والد ناصر بسرعة ليلتقط هاتفه بسرعة ..
نظر والد ناصر طويلا الى رقم المتصل ..
ثم صعقني وهو يريني رقم المتصل ..
فرقم المتصل لم يكن سوى الرقم الموجود في جوال المرأة الميتة ..
وهو نفسه الذي كان يرسل اليها الرسائل ..
وهو نفسه الذي ارسل الدعوة الخاصة بهذا الموقع المهجور ..
وهو ذاته الرقم الذي حاول والد ناصر الاتصال به ولكن لم يكن يجيب ..
هاهو الان يتصل بنا هو ..
ترى ماذا يريد ؟؟
بل من يكون ؟؟
ضغط والد ناصر على زر الرد بسرعة ..
كان متلهفا ..
وسأل : من المتحدث ؟؟
ثم ظل صامتا وكأنه يسمع شيئا مخيفا ..
سألته مالذي حدث ؟
لم يجيب ...
كررت السؤال : من المتصل ياابا ناصر ؟؟
بدا شاردا مما يقوله له ذلك المتصل ...
التقطت منه الهاتف بسرعة ..
وسمعت صوت المتحدث ..
وكان صوته واضحا جدا ..
صوت لايمكن أن أخطيه أبدا ..
أنه صوت اللص ..
" سارق الاموات " ..
انه سائق الاسعاف ..
علي !!
نعم أنه اللص علي ...
أقسم بذلك ..
أذناي لم تخطي ..
هو صوته الذي استطيع تمييزه من بين الالاف الاصوات ..
صرخت في المتصل : علي ..
علي ..
لم يجيب ..
زاد انفعالي وأنا أصرخ : علي ..
أعلم أنه انت ..
فقط اخبرني ماذا يحصل !!
كان صدى صوتي فقط يتردد في الهاتف ..
وكان واضحا انه يتهرب من الاجابة ..
أغلقت الهاتف بعدما يئست أن يجيبني ذلك السارق ..
نظرت الى وجه والد ناصر ..
كان شاردا ..
لم يكن ينظر لي ..
بل كان ينظر تارة الى داخل ذلك البيت المرعب الذي يتوسط المزرعة المهجورة ..
واخرى الى الطريق الذي جئنا منه ..
ثم نظر الي نظرة مرعبة وقال : أتبعني ..
ترددت قليلا .. ثم لحقت به
كان الرجل يتجه نحو مدخل تلك المزرعة المهجورة ...
ويسير بخطوات متسارعة ..
وكان أشبه بمن يعلم الى اين يسير ..
وماذا يريد ..
حارت الاسئلة بداخلي ..
ثم توقفت قليلا ...
سألت نفسي سؤالا بدا لي غريبا بعض الشي ...
اذا كان ناصر صديقي والذي كنا فيه لسنوات طويلة معا أصدقاء تنقلب كل الامور حوله لاكتشف انه لم يكن بشريا ..
ثم اللص علي الذي كان يزورني بأستمرار في محلي لم يكن كذلك ايضا ..
فهل يعقل ان يكون أبو ناصر أيضا منهم ..؟؟
نعم ربما ...
تصرفاته غريبة ومخيفة ..
ولكن !!
ولكنه أمام مسجد ..
رجل فيه كثير من الخير ...
وكان يقرأ الاذكار أمامي أو هكذا بدأ لي ...
ورجل ...
قطع حبل افكاري أنتباهي لبوابة المزرعة التي فتحت وتجاوزها والد ناصر وانا لاازال افكر هنا ؟؟
سارعت في خطواتي لكي الحق بوالد ناصر ..
تجاوزت الباب وأتجهت صوب ذلك البيت المخيف ..
ولكن ....
توقفت تلقائيا ...
اين ذهب والد ناصر ؟؟
هل سبقني بكل هذه الامتار ؟؟
لقد كان قبلي بقليل ...
فكيف يمكن أن يكون قد وصل بعيدا بهذه السرعة ؟؟
لايلام الرجل فما راه الليلة لم يكن بالشي البسيط ..
أستعجلت الخطى نحو ذلك المنزل ..
كان لساني يلهج بالذكر ..
بدأت بالاقتراب من ذلك المنزل المرعب ..
ثم توقفت قليلا وبديت أنادي : أبو ناصر ....
أبو ناصر ......
لم يصلني أي رد ..
بدأت من جديد أرتعد ...
وعاد شبح الخوف يسيطر علي وانا اتساءل ؟؟
هل فقدته هو ايضا ؟؟
وصلت لذلك المنزل ..
كان منظره كئيبا ومرعبا ..
وكان واضحا انه ظل بدون عناية لسنين طويلة ..
وكانت الناحية التي وصلت لها تحوي نافذتين مغلقة بأحكام ..
بدأت بالدوران حول ذلك المنزل ...
باحثا عن باب الدخول ..
كنت اتساءل وأدعو ان أجد والد ناصر بالداخل ..
بدأت بالدوران اكثر حول المنزل ...
ولكن !!
ياللغرابة !!
هل يعقل هذا ؟؟
ذلك المنزل المهجور لم يكن له باب !!
نعم ..
كل جدران البيت كانت تحتوي على نوافذ !!
ماهذا ؟؟
أي بناء هذا ؟؟
بل أي لغز أراه امامي ؟؟
كيف لأنسان أن يبني مثل هذا المبنى ؟؟
أو بالاصح هل هو مبنى أنشأه انسان ؟؟
قاطع تساؤلي صوت بدى لي كأنين شخص ...
كان هناك خلف بعض الاشجار ...
وكان الصوت واضحا ..
أنه صوت شخص يئن ويتألم ...
هل هو والد ناصر ؟؟
ترى هل أصابه مكروه ؟؟
ناديت بصوت متحشرج وخائف : أبو ناصر ..
ابو ناصر ؟
لم أكن أحصل على أجابات ....
تقدمت قليلا ...
وصلت الى خلف تلك الاشجار ..
لم أرى شيئا ..
تعجبت ...
اين مصدر ذلك الصوت ؟
أدرت ظهري وابتعدت قليلا واذا بالنار تنتشر بسرعة في تلك الاشجار ..
بطريقة مخيفة ..