04-17-16, 09:11 AM
|
#1 |
:dance: |
الحلال بيِّن والحرام بيِّن
ختم النبي صلى الله عليه وسلم الحديث بذكر السبب الذي يدفع العبد إلى اتقاء الشبهات والمحرمات أو الوقوع فيهما ألا وهو صلاح القلب أو فساده فإذا صلح قلب العبد صلحت الجوارح والأعمال تبعا لذلك وإذا فسد القلب فسدت الجوارح والأعمال فالقلب أمير البدن وملك الجوارح وبصلاح الأمير أو فساده تصلح الرعية أو تفسد فإذا كان القلب سليما حرص العبد على اجتناب المحرمات وتوقي الشبهات وأما إذا كان القلب فاسدا قد استولى عليه اتباع الهوى والشهوات فإن الجوارح سوف تنبعث إلى المعاصي والمشتبهات تبعا له فالقلب السليم هو عنوان الفوز عند الله عز وجل قال تعالى { يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم } الشعراء 88-89. ففي هذا الحديث العظيم حث للمسلم على أن يفعل الحلال ويجتنب الحرام وأن يجعل بينه وبين الحرام حاجزا وهو اتقاء الشبهات وأن يحتاط المرء لدينه وعرضه فلا يقدم على الأمور التي توجب سوء الظن به وفيه أيضا تأصيل لقاعدة هامة من قواعد الشريعة وهي قاعدة سد الذرائع إلى المحرمات وتحريم الوسائل إليها وفيه كذلك تعظيم أمر القلب فبصلاحه تصلح أعمال الجوارح وبفساده تفسد نسأل الله أن يصلح قلوبنا وأن يثبتها على دينه. |
| |