قيل سابقاً : ما يحسّ بالنار الا رجل واطيها !
اختي مشكلتك ، مشكلة معروفة ، بل أصبحت ضاهرة اجتماعية في أوطاننا العربية والاسلامية وكذلك العالم كلّه ، بل أصبح تخصص مشاع تدريسه وتعليمه وتعلّمه من خلال مراجع الطب النفسي وأساتذته . لماذا لأنه أصبح مرض عضوي يقال له الأكتئاب ، فعندما يصل مريض الأكتئاب الى درجة الشّدة فيحصل بعد ذلك ما يسمى بـ ((الوسواس القهري)) وذلك نتيجة ضغوط مستمّرة ومتتابعة في فترة طويلة جداً ، ربما تكون هذه الضغوط نتيجة ـ مشاكل عائلية أو اجتماعية أخرى أو ادارية ، أو اقتصادية ، فمع استمرار المشكلة تتحول من ضيق صدر الى اكتئاب شديد ومن ثم الى وسواس قهري وبعده الى انفصام بالشخصية ، فهنا تكمن المشكلة ويكمن الخطر ، فإن كان المريض بالوسواس القهري ذو شخصية عدوانية ، فربما ارتكب الفضائع بأنواعها ، وان كان ذو شخصية ضعيفة ذهب ضحية الابتزاز والدجل وما ادارك ما الابتزاز والدجل وما أكثر أصحاب النوعين .
فالعلاج ليس بالتعاطف وبعض النصائح الايمانية ، فالرسول الكريم قال : ((تداووا عباد الله ، ولا تتداووا بحرام)) وفي حديث آخر : ((ما أنزل الله داء الا وأنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله)) .
فاول : العلاج الناجع بإذن الله تعالى هو البعد عن الاسباب والمسببات الجالبة لذلك المرض من بداياته .
ثانياُ : البعد الكامل والخروج سريعاً من تلك البيئة التي هي من صنعت الاكتئاب ، فمجرد خروج الشخص المكتئب الى بيئة أخرى ، فإنه يبدأ يتعلق فكره ونظره بأشياء جديدة في حياته ويتعرف بأشخاص جدد وثقافات مختلفة تتغير بهم الحال السيئة الى حال حسنة بإذن الله ـ فقضية الرقية ، فنقول فاقد الشيء لا يعطيه ، فمن وصل الى هذه الحالة الله في عونه ، فهو عاجز بالكلية عن علاج نفسه بفسه ، لربما احتاج من يساعدة في بعض اغراضه الحياتية ، وكذلك يساعده على الخروج من بيئة الاكتئاب الى بيئة السعادة والاحساس بطعم الحياة ـ وذلك نتيجة تجربة وليست بالتمني . احترامي للرأي الآخر