عرض مشاركة واحدة
قديم 04-19-16, 04:31 AM   #1
سَآكنُ الرُّوْح

الصورة الرمزية سَآكنُ الرُّوْح

آخر زيارة »  01-26-17 (04:36 AM)
الهوايه »  و حق آلله مآ عآدت معي تفرق . .

 الأوسمة و جوائز

Icon N25 رواية [الجوع] تأليف كنوت هامسون كامله



[ الجوع ]
نقلتها من كتاب الجوع : نبرة حزن

حدث هذا في تلك الايام التي كنت فيها متشرداً اتضور جوعاً في مدينة كريستيانا ,
تلك المدينه العجيبة التي لايغادرها أحد قبل ان تسِمَه بسِماتها وتترك آثرها .
كنت راقداً متيقظاً في مخدعي الحقير الواقع تحت سَنَد السقف ,
فسمعت تحتي - في الدورالأسفل - ساعة تدق ست دقات , وكان الصبح قد تنفس
وأخذ الناس يصعدون السلم ويهبطون . وهناك على مقربة من الباب ,
كانت حيطان غرفتي مورَقه بنُسَخ عتيقة من جريدة «مورجنبلات» ,
فاستطعت أن أبصر في وضوح إعلاناً لمدير المنارات , وعن يساره بقليل
إعلاناً بالخط الواسع العريض للخبَاز فابيان أولسن يخبر عن خبزه الطازج .
وفتحت عينيّ على اتساعهما وأخذت , على عادتي القديمة , أفكر
باحثاً عما إذا كنت سأوفق في يومي هذا إلى شيْ يسرني , فقد ساءت
أحوالي في الأيام الأخيرة , وكل ما كان في حوزتي سار في طريقه إلى الهلاك
في دور الرهونات بعضه إثر بعض , وأصبحت نزقاً ضيَق الصدر سريع الانفعال .
وقد اضطرني الدوار مرتين أو ثلاثاً قبل الآن إلى أن ألبث في سريري طيلة النهار .
وكنت إذا ساعدني الحظ بين الحين والحين أتمكن بشق النفس الحصول على
خمس كورونات ثمناً لفصل أدبي أكتبه لهذه الصحيفة أو تلك .
وازداد الصباح وضوحاً فأخذت أقرأ الإعلانات على مقربة من الباب ,
وتمكنت حتى من قراءة الحروف الدقيقة المغضنة بإعلان «الأكفان عند الآنسه أندرسن ,
إلى يمين الباب الخارجي الكبير» . وقد استغرق ذلك مني وقتاً طويلاً ,
فسمعت الساعة تحتي تدق ثماني دقات قبل أن أنهض لألبس ثيابي .
فتحت النافذة ونظرت إلى الخارج , فأبصرت من مكاني حبلاً للغسيل ,
وحقلاً بوراً في نهايته موقد مطفأ بقي من دكان حداد قد احترق , وراح
بعض العمال يعالجون بقاياه . واتكأت على مرفقي في النافذة وتفحصت بأنظاري السماء ,
فلا ريب أن اليوم سيكون صحواً جميلاً , فقد واقى الخريف , الفصل البارد
الرقيق الذي تتبدل فيه الألوان جميعاً وتجري من الحياة إلى السكون .
وابتدأ الضجيج والجلبة في الشوارع , مما جذب نفسي إلى الخارج .
فلقد كانت هذه الغرفة الخاوية التي تتماوج أرضها الخشبية
اهتزازاً كلما خطوت فيها , أشبه بصندوق موحش متفكك , فلم يكن فيها
موقد , لكي تجف بعض الجفاف في صبيحة اليوم التالي . أما المتاع الوحيد
الذي كان يمكنني أن اغتبط به , فهو مقعد صغير أحمر كنت أجلس عليه في
المساء حالماً مفكراً في ألف أمر وأمر . وحينما كانت الريح تهب بشدة
فتفتح الأبواب في الطبقة السفلى , كانت أصوات مختلفة من الصرير العجيب


انتظرو تكملت الرواية


 
مواضيع : سَآكنُ الرُّوْح