أحببتها وكانت من الأقرباء
وفي غاية الحسن والبهاء


وكأنها غزال من البيداء
أو كحورية تسمو للعلياء


وكانت ذا قربى ومن الأحباء
وكنا نتواعد في كل مساء


وصغيرة السن ما زالت عذراء
كانت لقلبي المحب الدواء


رأيتها وهي تشدوا بالغناء
وتتمايل راقصة بكل إغراء


أشرت لها فلبت النداء
فأقبلت نحوي بكل إباء

فتبسمت لي وكلها حياء
فمشيت معها وكلي زهاء


أنارت دربي بوجهها الوضاء
وكأنها جوهرة تمدني بالهناء


تحب الورد وترقص بالخلاء
وذكراها يهون علي البلاء


تحلت بالمكر وكل الدهاء
وكنت أهواها وكنا سعداء


أحببتها وكنا في الوجد سواء
وافترقنا واحتار بيننا الوسطاء


أعياني فراقها وأصبت بداء
ليتها يوما تعود بالشفاء


طوى الزمان ليالينا الغراء
وترك الدموع تشكو الضراء


فوقعت مريضا محتاجا للنقاء
واحتار في حالتي الاطباء


وبعد أن إشتد بي العياء
وذهب عن وجهي الضياء


تقبلت في حبي العزاء
وكتبت فيها أروع رثاء


أبكى حبيبي فشاركته البكاء
فعانيت من بكائه كثير العناء


فالدموع منه تنزل كالدماء
ليتني قبلها أرى الفناء



طالت بي سنوات الجفاء
فرفعت بيدي إلى السماء


وشكوت لخالقي مابي بالدعاء
فرفع عني حبل الشقاء


فعاد حبيبي عقب الرجاء
عاد لدنياي وينوي البقاء


وعادت أيامي فعشنا سواء
فرضيت عنها تمام الرضاء


وعانقتها فرحا بكل الأرجاء
وتعشينا سوية أحلى عشاء


فرقصت معها طول المساء
وشكرت ربي لإجابة الدعاء


عادت لعشها بصدق الوفاء
وعوضتني بأيام كلها رخاء


وعادت لروحي البهجة والصفاء
بعد سنين عز فيها اللقاء


فلا دموع ولا شقاء
ولا شكوى ولا رجاء

كلمات
مختار المريسي