الموضوع
:
أسرااار الدعاء
عرض مشاركة واحدة
11-14-11, 10:38 PM
#
1
وجداان
الحاله »
رقم العضوية »
2614
التسجيل »
06-08-2011
فترة الإقامه »
4653 يوم
آخر زيارة »
05-18-13 (10:01 PM)
المشاركات »
3,326
أسرااار الدعاء
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمين
اقتَرَن الصيام بالدعاء ، والدعاء بالصيام ، فقال الله عزّ وَجَلّ بعد آيات الصيام :
(
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ
).
وقال عليه الصلاة والسلام :
إِنَّ لِلَّهِ عُتَقَاءَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ، لِكُلِّ عَبْدٍ مِنْهُمْ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَة
.
رواه الإمام
أحمد
وصححه
الأرنؤوط
.
وكثير مِن الناس لا يُحسِن أن يسأل ربّـه تبارك وتعالى ، وربما وَجَدْت مِن الاعتداء في الدعاء ، أو مِن تنميق الكلام وتحسينه ما يُذْهِب لُـبّ الدعاء !
ومِن ذلك تكلّف السجع
.
روى
البخاري
عنِ
ابن عباسٍ
رضي الله عنهما أنه قال :
فانظر السجعَ من الدعاء فاجتنِبْه ، فإِني عهدتُ رسولَ اللّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابَهُ لا يفعلون إلا ذلك
.
يعني لا يفعلون إلا ذلك الاجتِناب .
أي : أنهم يجتنبون السجع في الدعاء .
وأخرج الإمام
أحمد
من حديث
عائشة
رضي الله عنها أنها قالت لابن أبي السائب :
واجتنب السجع في الدعاء ، فإني عهدت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه يَكْرَهون ذلك
.
وفي رواية ابن أبي شيبة قالت :
اجتنب السجع في الدعاء ، فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهم لا يَفعلون ذلك
.
قال شيخ الإسلام ابن تيميّة :
قال بعض السلف :
إذا جاء الإعْرَاب ذهب الخشوع
. وهذا كما يُكْره تَكَلّف السجع في الدعاء ، فإذا وقع بغير تَكَلّف فلا بأس به
فإن أصل الدعاء مِن القَلب ، واللسان تابِع للقَلب ، ومَن جَعل هِمَّته في الدعاء تقويم لِسانه أضْعَف تَوَجّه قَلْبه
ولهذا يدعو المضطر بِقَلْبه دُعاء يُفْتَح عليه لا يَحضره قبل ذلك ، وهذا أمْر يجده كل مؤمن في قَلبه . اهـ .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلِّم أصحابه كيف يدعون الله ، كما يُعلِّمهم كيف يُصلّون .
روى الإمام
مسلم
مِن حديث
طارق بن أشيم الأشجعي
رضي الله عنه قَالَ :
كَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَسْلَمَ عَلَّمَهُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم الصَّلاَةَ ، ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ يَدْعُوَ بِهَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ
:
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاهْدِنِي وَعَافِنِي وَارْزُقْنِي
.
وجَاءَ أَعْرَابِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
فَقَالَ : عَلِّمْنِي كَلاَمًا أَقُولُه
ُ
. قَالَ : قُلْ :
لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا ، سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ
.
قَالَ : فَهَؤُلاَءِ لِرَبِّي
،
فَمَا لِي ؟!
قَالَ : قُلِ :
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي
.
رواه
مسلم
.
وجَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي خَيْرًا ، فَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ فَقَالَ :
" قُلْ :
سُبْحَانَ اللهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ
.
قَالَ : فَعَقَدَ الْأَعْرَابِيُّ عَلَى يَدِهِ " وَمَضَى ، فَتَفَكَّرَ ثُمَّ رَجَعَ ، فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
تَفَكَّرَ الْبَائِسُ فَجَاءَ
، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، سُبْحَانَ اللهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلا إِلَهَ إِلا اللهُ ، وَاللهُ أَكْبَرُ ، هَذَا لِلَّهِ ،
فَمَا لِي ؟!
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
يَا أَعْرَابِيُّ إِذَا قُلْتَ:
سُبْحَانَ اللهِ ، قَالَ اللهُ : صَدَقْتَ
وَإِذَا قُلْتَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ ، قَالَ اللهُ : صَدَقْتَ
وَإِذَا قُلْتَ : لا إِلَهَ إِلا اللهُ ، قَالَ اللهُ : صَدَقْتَ
وَإِذَا قُلْتَ : اللهُ أَكْبَرُ ، قَالَ اللهُ : صَدَقْتَ
وَإِذَا قُلْتَ : اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ، قَالَ اللهُ : فَعَلْتُ
وَإِذَا قُلْتَ : اللهُمَّ ارْحَمْنِي ، قَالَ اللهُ : فَعَلْتُ
وَإِذَا قُلْتَ : اللهُمَّ ارْزُقْنِي ، قَالَ اللهُ : قَدْ فَعَلْت
ُ
.
قَالَ :
فَعَقَدَ الْأَعْرَابِيُّ عَلَى سَبْعٍ فِي يَدِهِ ثُمَّ وَلَّى .
رواه
البيهقي
في " شُعب الإيمان " ، وإسناده جيد .
وَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ
: يَا رَسُولَ اللَّهِ ،
كَيْفَ أَقُولُ حِينَ أَسْأَلُ رَبِّي
؟ قَالَ : قُلِ :
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَعَافِنِي وَارْزُقْنِي
- وَيَجْمَعُ أَصَابِعَهُ إِلاَّ الإِبْهَامَ -
فَإِنَّ هَؤُلاَءِ تَجْمَعُ لَكَ دُنْيَاكَ وَآخِرَتَكَ
. رواه
مسلم
.
وذلك لأن المغفرة والرحمة مُتعلِّقَة بالآخرة . والمعافاة والرِّزْق مُتعلِّقَة بالدّنيا .
ومَن غُفِر له ورُحِم فقد فاز في ألآخرة ، ومَن عُوفي ورُزِق في الدنيا فقد سَعُد في الدنيا .
فَدَارَتْ سعادة الدنيا والآخرة على أربع كلمات .
وسأله
أبو بكر الصّدّيق
رضي الله عنه فقال :
يا رسولَ اللّه علمني دُعاءً أَدعو به في صلاتي
. قال :
قل :
اللهمّ إني ظلمتُ نفسي ظلما كثيرا ، ولا يَغفرُ الذّنوبَ إلاَّ أنتَ ، فاغفِرْ لي مغفرةً مِن عندَك ، وارحمني إنكَ أنتَ الغفور الرّحيم
.
رواه
البخاري
و
مسلم
.
وقَالَ
عَلِيّ
رضي الله عنه : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قُلْ :
اللَّهُمَّ اهْدِنِي وَسَدِّدْنِي . وَاذْكُرْ بِالْهُدَى هِدَايَتَكَ الطَّرِيقَ ، وَالسَّدَادِ سَدَادَ السَّهْمِ
.
رواه
مسلم
.
وأجْمَع الدعاء ، هو الدعاء الكامل ، الذي لم يترك شيئا مِن خيري الدنيا والآخرة .
وهو ما علّمه النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها .
فَعَن
عَائِشَةَ
رضي الله عنها أَنَّ
أَبَا بَكْرٍ
دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَرَادَ أَنْ يُكَلِّمَهُ وَ
عَائِشَةُ
تُصَلِّي
فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
"
عَلَيْكِ بِالْكَوَامِلِ
"، أَوْ كَلِمَةً أُخْرَى ، فَلَمَّا انْصَرَفَتْ
عَائِشَةُ
سَأَلَتْهُ عَنْ ذَلِكَ ؟
فقال لها
:قولي : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ
مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَاذَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لِي خَيْرًا
.
رواه الإمام
أحمد وابن ماجه
، وصححه
الألباني والأرنؤوط
.
ولَمّا سألت
عائشة
النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت :
يَا نَبِيَّ اللهِ ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ
،
مَا أَقُولُ ؟
قَالَ :
" تَقُولِينَ :
اللهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ ، فَاعْفُ عَنِّي
.
رواه الإمام
أحمد والترمذي والنسائي
في الكبرى
وابن ماجه
، وصححه
الألباني والأرنؤوط
.
إذا عَرَفْت هذا ، فتأمّل في دعوات كثير مِن الناس ، وما يَلْهَج به كثير مِن أئمة المساجد مِن أدعية مُتكلَّفَة
واعتداء مَذموم مَنْهِيّ عنه ، تَجِد أنها خِلاف السنة ، مع ما فيها مِن تضييع الدعاء ، والمشقّة على الناس بالوقوف الطويل .
إذ ليس كل الدعاء جائزا .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
ويَحْرُم الاعتداء في الدعاء ، لقوله تعالى : (
إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ
) ، وقد يكون الاعتداء في نفس الطلب ، وقد يكون في نفس المطلوب . اهـ .
وقد سَمِعت أحد الأئمة مرة يدعو ، فقال في دعائه : وتَوَفَّنَا فيمن تَوفَّيت !
فأجْزِم أن مثل هذا كثير ، وهم مَن يَشْتَغِلون بتصفيف الكلام ، دون مراعاة الدعاء ، ودون حضور قلب
.
وفي الحديث :
ادعوا الله وأنتم مُوقِنون بالإجابة ، واعلموا أن الله لا يَستجيب دُعاء مِن قَلْبٍ غافلٍ لاهٍ
.
رواه الإمام
أحمد والترمذي
، وصححه
الألباني
.
الشيخ / عبدالرحمن السحيم
فترة آقآمتڪ :
4653 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
2647
الأوسمة والجوائز لـ
»
وجداان
لا توجد أوسمة
إحصائية مشاركات »
وجداان
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
0.71 يوميا
وجداان
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى وجداان
البحث عن كل مشاركات وجداان