الموضوع: أنين الصمت
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-09-16, 03:43 AM   #1
يَعْرُب

الصورة الرمزية يَعْرُب

آخر زيارة »  07-14-23 (03:20 PM)
اصبّر نفسي في الهوى أدبا.
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي أنين الصمت



على مِرْجَلِ أنين صمتكِ...





وتسألني حبيبتي لم صمتي في مقابلتك ؟
لم تهدأ أركاني في مجاورتك ؟
وتستقيل حروفي من شفاهي
تتلعثم كلماتي وتتلاشى
تسألني دوماً
..
لم تختنق حروفي ؟
وتخرج كلماتي
مبحوحة
!
مشنوقة !
خافتة !

لا تعجب يا ح ـبي
فـ على مِرْجل صمتي
تغلي الكلمات ثائرةً رافضة
تتهيج أملاً في ولادةٍ أزلية
تحتدم بحثاً عن حروف ومعانٍ مشتاقة

على مِرْجل أنين صمتكِ
تشتعل الكلمات ظمأً
وتحترق بـِ صرير العجز المتمكن قهراً
فـ تتواثب حروفي وتشرئب أعناقها
وتتطاول سطوري وتتدلى أفكارها
و تعود مهزومةً كسيرة
فـ الصمت يُلجمها ويُطفئ مجونها
يحتوي ثورتها كـ طفل صغيرٍ هائج
لـِ تهدأ حدتها وتتمازج وصمتي الجامح

فـ تعود وتكتنف بـِ ظلال أسره
وتعود وتتفيأ في فضاءاته الرحبة
لـِ تتكسر كلمات الثلج
وتتبعثر حروف الفتور والضعف
وتبقى الأعماق مستعرةً متوهجة
تبقى الأعماق بركاناً وحمماً مندثرة

أتساليني حبيبتي لم أصمت ولما انتِ صامته
!!
قولي لي اذن ..
كيف أتحدث والأصوات موصدة ؟!
كيف أتحدث والمشاعر محجورة ؟!
كيف أتحدث ووجودكـ يغمرني كلي ؟!
ويبث فيّ ألم الشوق وحلاوة أوجاعه
فأنشغل عن الكلام بـِ ضجيج أعماقي الصارخة عشقاً
وصدى الأشواق المنتحرة حباً
أنشغل عن الحديث بِـ سماع فوضى القلب
وطرقاته الصاخبة


فوجودكـ.. يأسر خلجاتي
ويشتت كلماتي عجزاً
فـ يُسدل الصمت على زوايا الحرف

يكفيني أنكِـ قربي
يكفيني أنكِـ تُمسكـين بـِ يدي
كي أنسى النطق والحروف والكلمات
كي أعتزل مقاطع الصوت والحكايات
يكفيني حبك
..
الذي يهطل غزيراً من عسل عينيك
كي أذوب وأتلاشى
كـ طفل
.. يخشى البلل !
كي أختبئ كـ أجفان أرّقها السنا المنهمر !

فلا تطلبي مني بعد اليوم الكلام..
ولا تلم صمتي المتحدث في أعماقي

فـ حين تكوني معي ..
أحتاج لـِ وقتٍ ممتد كي أستفيق من سكرات الحب
أحتاج لـِ دهرٍ كي أتمالك نفسي ونبضات القلب
فـ لحن صوتي تحجبه ألحان الحب

وحين تكوني معي
..
أغرق في موسيقى الأرواح الصامتة
تقتلني سمفونية الحب الهادئة
وهل يقوى المقتول على الكلام
؟!!
هل يقوى المذبوح على البوح ؟!!

فأرجوكِ ح ـبيبتي
لا لا تسأليني بعد اليوم لِم أصمت

فـ أنتِ العلة والدواء


أنتَ الصمت والهجاء !





وانتِ البدايات والنهايات العاثرة






 
مواضيع : يَعْرُب