رغم كل ما نراه من فساد فكري و أخلاقي و انعدام للإنسانية و طغيان الشر
لكني أرى في هذا الخراب مخاض .... على كل ذي فكر و خلق أن يتعرى و يكشف ما فيه نفسه
حتى و إن تظاهر بغيره لكن للحقيقة رائحة
و حقائقنا ما بين الخير و الشر تنفث عطرها أو نتنها
حتى من يخالفنا الرأي و المنهج و الطريقة
نواياه التي يطويها في أعماقه و التي يطلع عليها خالقه
تنفلت منه رغما عنه بحديث أو سلوك
الشيطان توعد بني آدم ... و صدق وعده و صدقناه و اتبعناه
بل إن بعض بني آدم و بناته حملوا الراية باقتدار و قادوا جيش الشر و الخراب و الفساد بهمم لا تكل
و نحن نصفق و نهلل لتلك الرايات بكل ألوانها
صفراء خضراء سوداء حمراء و بكل ألوان الطيف الفكري المنحرف أو المستقيم
دون أن تكون لدينا حرية تستقيم في اختيارها بحرية تنطلق من أسس صحيحة
لا أسس زرعت فينا كألغام قابلة للإنفجار إن حاول أحد أن يلمسها
أفكارنا و قناعاتنا يا أختي هي زرع بعيد عن الفطرة
(( أنا صح و كل من يخالفني مخطئ ))
الحلقة التي فيها فقدنا أنفسنا هي نجاح الشيطان في إسقاط القيمة و القدوة من أعيننا جيلا بعد جيل
و جعلنا نتمسك بحبال هشة مهترئة لا تصلح إلا أن تكون حبلا نشنق فيه حريتنا في أن نبحث عن الطريق إلى الله دون مؤثرات عصبية من الخارج
الشيطان المتمثل بكل فاسد نجح نجاهاً باهراً في أن يجعلنا نشعر بالخزي أمام الله
الجموع البشرية تلهث خلف كل ناعق من الشرق و من الغرب و من الشمال و من الجنوب و من كل اتجاه لا يؤدي إلى طريق الحق أو الحقيقة
و ليست الحقيقة ما أؤمن به أنا ... و لا ما تؤمنين به أنتِ ... و لا ما يؤمن به أي إنسان
لأننا كلنا نعتقد أننا نتبع الحقيقة و نسلك الطريق الصحيح
الأمر يحتاج إلى انفصال تام عن كل ما سبق و نزع كل الأقنعة و الحجب الفكرية و العاطفية و النفسية
و قراءة القرآن الكريم و الذي لا يمسه إلا المطهرون تحتاج لأن نتطهر أولا من الألغام المزروعة فينا
التعصب و الحقد و الغضب و الشك و سوء الظن و البغض و غيرها الكثير من النجاسات التي تدنس نفوسنا
سأخبركِ إن استطعت أن أتوضأ و أطهر نفسي ....
لأن الحديث سهل بسهولة كتابة نقطة على أول السطر .... الفعل هو الاختبار .. المحك الذي يظهر معدن كل شخص
أعتذر جدا عن الإطالة و الإسهاب و ربما التشتت ...