اليوم استيقظت على صياح ديكنا ..ومن أثم استجابة ديك أخر من القرية المجاور ..
وتلاه أخر وهكذا بدأت إيقاعات الديكة تتناغم أشبة بجوقة موسيقية صاخبة بتلك التي يعزفها هايدن وباخ ....
فقد نهضت من الفراش وأنا نصف نائم..أو كأنني نصف سكران لأن أصوات الديكة لاتزال دوارها آخذ برأسي..
فما أن افتح نوافذ غرفتي حتى انتشر عبير الطبيعة في حجرتي وأمتلئ منه صدري وصحت نفسي من الفتور بعد أن صحا جسمي من النوم.. فوقفت أمتع خاطري وعيني بمرأى لوحة بديعة رسمتها الطبيعة وأعانت على تجميلها يد الإنسان..
و في الأفق البعيد دوح سامق الفروع سابغ الظلال يبزغ باسما على وجه الأرض و ينشط فيه النسيم بشكل ملحوظ فأخذ يلوي غصونه وينشر أوراقة على الأرض وكأنة جاء يبشرنا بموسم بديع....

وفي الأعلى سماء صافية الأديم تنتشر فيها سحائب صفار بيض كأنها زوارق من فضة تسبح في بحر ساج من بحار المحيط..
ونهرنا العزيز دائما ما تباركني طلته في كل صباح بنسيم رطب يهمس في الصدور ويمتلئ أرواحنا راحة وسعادة كسعادة الجريح الذي برى تواً ..
ما امتعة و اجملة من صباح يبعث النشاط في النفوس حملت ألينا بركته من النسائم الندية والنفحات الشدية العاطرة بأنفاس الشجر والزهر..بليل بأنفاس النهر كل هذه كانت أثرها في النفوس
ومن ثمة لا يسعنا في حضرة هذا الجمال إلا أن نعدل من طريقة الإقناع إلى نزهة الإمتاع بما نعرضه هنا من شتى الصور الطبيعة وأليكم ماصورته ..
بقلمي وتصويري..