وقف أمامي بمنظره الضخم المخيف المقرف
حدثني وقال:
استفق من غبائك انظر إلي
يا لك من عثة تفسد الأجواء بوجودها
تعكر جمال المكان ببقائك فيه
أنك عاهة صنعتها بنفسك
فاح عفنك وغطى المكان بمنظر قبيح منفر
أن وجودك في عالم البشرية خطيئة بحد ذاتها
عليك ان تختفي من الوجود وتصبح شبيه العدم
..

وعندما بدأت بتصديق حديثه
وسط صمتي المطبق اقترب
مني طفل صغير وابتسم بلطف
فازهرت في قلبي فرحة ،
لأرى هذا الضخم يصغر حجمه قليلا
ثم مر بي رجل كبير في السن ربت على كتفي بلطف
فأزهر قلبي بفرحة ثانية
ليتقلص الضخم مرة أخرى
نهضت من مكاني ومازال هذا الضخم يرافقني
ألقيت تحية على صاحب الدكان وعرضت
عليه مساعدة فابتسم شاكرا ممتن
ليزهر في قلبي فرحة ثالثة
ويتقلص الضخم
سرت في طريقي اساعد هذا وابتسم لذاك واحيي الأخر
وفي كل مرة كان قلبي يزهر فرحة يزهر ثقة يزهر امل يزهر سعادة
والرجل الضخم يتلاشى شيئا فشيئا حتى اختفى

علمت انه مجرد وهم نسجته لخيالي
ليثير الإحباط في نفسي

أنا افضل مما أعتقد
أنا مميز
أنا شخص رائع
لا ينقصني شيء
وجودي في هذا العالم له معنى كبير
سأكتشفه في يوم ما