عرض مشاركة واحدة
قديم 08-07-16, 08:52 AM   #1
المحور

الصورة الرمزية المحور

آخر زيارة »  اليوم (11:26 AM)
المكان »  السعوديه

 الأوسمة و جوائز

افتراضي الباذنجانة و المرأة(قصة معبرة )



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة السلام علي رسول الله وعلي اله وصحبه .

قال الشيخ علي الطنطاوي في مذكراته

في دمشق مسجد كبير اسمه جامع التوبة، و هو جامع مبارك فيه أنس و جمال
سمي بجامع التوبة لأنه كان خاناً ترتكب فيه أنواع المعاصي، فاشتراه أحد الملوك في القرن السابع الهجري، و هدمه و بناه مسجداً


و كان فيه منذ نحو سبعين سنة شيخ مربٍّ عالم عامل اسمه الشيخ سليم السيوطي، و كان أهل الحي يثقون به و يرجعون إليه في أمور دينهم و أمور دنياهم

و كان هناك تلميذ مضرب المثل في فقره و في إبائه و عزة نفسه، و كان يسكن في غرفة المسجد، مرّ عليه يومان لم يأكل شيئاً، و ليس عنده ما يطعمه و لا ما يشتري به طعاماً، فلما جاء اليوم الثالث أحس كأنه مشرف على الموت، و فكر ماذا يصنع!!؟؟
فرأى أنه بلغ حدّ الاضطرار الذي يجوز له أكل الميتة أو السرقة بمقدار الحاجة، و آثر أن يسرق ما يقيم صلبه



يقول الطنطاوي: و هذه القصة واقعة أعرف أشخاصها و أعرف تفاصيلها و أروي ما فعل الرجل، و لا أحكم بفعله أنه خير أو شر أو أنه جائز أو ممنوع

و كان المسجد في حيّ من الأحياء القديمة، و البيوت فيها متلاصقة و السطوح متصلة، يستطيع المرء أن ينتقل من أول الحي إلى آخره مشياً على السطوح، فصعد إلى سطح المسجد و انتقل منه إلى الدار التي تليه فلمح بها نساء فغض من بصره و ابتعد، و نظر فرأى إلى جانبها داراً خالية و شمّ رائحة الطبخ تصدر منها، فأحس من جوعه لما شمها كأنها مغناطيس تجذبه إليها، وكانت الدور من طبقة واحدة، فقفز قفزتين من السطح إلى الشرفة، فصار في الدار، و أسرع إلى المطبخ، فكشف غطاء القدر، فرأى بها باذنجاناً محشواً، فأخذ واحدة، و لم يبال من شدة الجوع بسخونتها، عض منها عضة، فما كاد يبتلعها حتى ارتد إليه عقله و دينه، و قال لنفسه: أعوذ بالله، أنا طالب علم مقيم في المسجد، ثم أقتحم المنازل و أسرق ما فيها؟؟



كبر عليه ما فعل، فندم و استغفر و رد الباذنجانة، و عاد من حيث جاء، فنزل إلى المسجد، و قعد في حلقة الشيخ و هو لا يكاد من شدة الجوع يفهم ما يسمع

فلما انقضى الدرس و انصرف الناس، جاءت امرأة مستترة، و لم يكن في تلك الأيام امرأة غير مستترة ، فكلمت الشيخ بكلام لم يسمعه، فتلفت الشيخ حوله فلم ير غيره، فدعاه و قال له: هل أنت متزوج ؟ قال: لا، قال: هل تريد الزواج؟ فسكت.. قال له الشيخ: قل هل تريد الزواج ؟ قال: يا سيدي ما عندي ثمن رغيف و الله فلماذا أتزوج؟
قال الشيخ: إن هذه المرأة خبرتني أن زوجها توفي و أنها غريبة عن هذا البلد، ليس لها فيه و لا في الدنيا إلا عم عجوز فقير، و قد جاءت به معها -و أشار إليه قاعداً في ركن الحلقة- و قد ورثت دار زوجها و معاشه، و هي تحب أن تجد رجلاً يتزوجها على سنة الله و رسوله، لئلا تبقى منفردة ، فيطمع فيها الأشرار و أولاد الحرام، فهل تريد أن تتزوج بها؟ قال: نعم




و سألها الشيخ: هل تقبلين به زوجاً؟ قالت: نعم
فدعا بعمها و دعا بشاهدين، و عقد العقد، و دفع المهر عن التلميذ، و قال له: خذ بيدها، و أخذت بيده، فقادته إلى بيته، فلما دخلته كشفت عن وجهها، فرأى شباباً و جمالاً، و رأى البيت هو البيت الذي نزله، و سألته: هل تأكل؟ قال: نعم، فكشفت غطاء القدر، فرأت الباذنجانة، فقالت: عجباً من دخل الدار فعضها؟؟
فبكى الرجل و قص عليها الخبر، فقالت له:هذه ثمرة الأمانة، عففت عن الباذنجانة الحرام
فأعطاك الله الدار كلها و صاحبتها بالحلال
.

اللهم اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عن حَرَامِكَ وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ.

سبحانك اللهم بحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك .