إنَّـهُ المَطَـرْ يَا انتم!
حِ ـيْنَ يَبْكِيْ الأفُـقُ وَتَرْتَعِـشُ السَمَـاءْ
حِ ـيْنَ يُغْسِـلُ الشَفَـقُ وَيَحْتَضِرُ البُكَـاءْ




إنَّـهُ المَطَـرْ ....


يَرْشُـقُ الوُجُ ـوُدَ بـِ أْدْمُـعِ السَحَ ـابْ
يَنْفُثُ البَرْدَ فِيْ هَيَاكِـلْ الخَ ـرَابْ



أَسُقُـوْطُ مُصَادَفَـةْ ؟!
أمْ سُقُـوْطٌ مَـعْ ساَبِـقِ إصْـرَارْ ؟!
أَسُقُـوْطٌ يَمْحَ ـقُ الضَيَـاعْ ؟!
أمْ سُقُـوْطٌ تَائِهٌ مُنْهَـارْ ؟!


إنَّـهُ بـِ أيِّ حَـالٍ سُقُـوْطْ
أيَا كَـانَ سَبَبُـهْ
بـِ وَقْعِهِ اللَّامُبَالِـيْ المُتَرَدِّدْ
بـِ صَدَاهُـ اللَّانِهَائِـيْ المُتَرَصِّدْ


ضَوْضَـاءُ صَامِتَــ
تَهْـزَأُ بـِ أعْمَاقِيْ الشَاحِبَـةْ


ألْحَ ـانٌ صَاخِبَـةْ
تَتَوَغَّـلُ فِيْ كَيَـانِ رُوْحِيْ الغَارِقَـةْ



تَنْفُضُ ذَاكِـرَةً كَانَتْ مَحْظُـوْرَةْ
وَتَتَلَاحَـقُ إمْعَـانَـاً فِيْ جَلْدِ بَسْمَـةٍ مَبْتُوْرَةْ



كُفَّ أيُّهَـا السُقُـوْطْ !
أمَا وَصَلْتَ بَعْـدُ لـِ مَرْفَـأ الهُبُـوْطْ ؟!


قَطْـرَةً
إثْـرَ قَطْـرَةْ !
أنْزَلِقُ بـِ ثِقَلِهَـا وَتَنْفِـرُ مِنْ أحْدَاقِيْ عَبْـرَةْ



قَطْـرَةً
إثْـرَ قَطْـرَةْ !
أنْجَرِفُ بـِ فَيْضِهَـا وَأَتَلَاشَى لـِ أغْدُوْ نَكِـرَةْ



كُفِّيْ يَا أعْمَاقِيْ عَنِ السُقُـوْطْ
كُفِّيْ يَا [ أنَـآ ] عَنِ السُقُـوْطْ !



*




يَحْتِدِمُ يَا رَفِيْقُ هَوْلُ الضَيَـاعِ
يَنْصَهِرُ الأفُقُ بِـ صَرِيْرِ بَـرْدٍ مُلْتَـاعْ
لـِ تَرْتَعِـدَ فَرَائِصُ السَمَـاءْ
َتَتَابَـعُ القَطْـرَةُ تِلْـوَ الأخْـرَى
وَتَرْتَجِفُ إثْرُهَـا أجْفَـانُ الهَـوَاءْ
وَيَغْمُرَ البَلَلُ جَفَـافَ القَلْبِ منِ َالدِّمَـاءْ !



لَا شَكَّ أنَّ الوُجُ ـوْدَ حَزِيْنْ
لَا شَكَّ أنَّـهُ مُتَضَامِنٌ مَعْ دَمْعِيَ الثَقِيْـلْ
وَأنَـآ ..
يخْتَلِـطُ عَبَـرَاتِيْ مَعَ المَطَـرِ فَلَا تَكَادُ تَبِيْنْ
يَتَّحِدُ حُزْنِيْ مَعَ السَّحَابِ رِعْدِيْـدَاً أسِيْـرْ


وَتَتَابَعُ قَطْـرَةٌ تِلْـوَ أخْرَى


وَكُلُّ قَطْـرَةْ تَتَصِّلُ وَدَمْعَةُ مِنْ جَفْنِيَ العَلِيْـلْ
لـِ يَسْتَمِرَّ السُقُوْطُ فِيْ خَيْطٍ مُتَصِّلٍ رَفِيْـعْ
يَنْهَبُ دُمُوْعِيْ وَبِـ المَطَـرِ يَسْتَتِرْ مُعْلِنَـاً : [ بَرِيْءْ ! ]


أثُـوْرُ أصْرُخُ فِيْ كُلِّ الدُرُوْبْ
عَنْ هَمْسَةٍ تُحِيِيْ مَا دَمَّرَهُـ الغُرُوْبْ


أثُوْرُ أصْرُخُ بـِ الحُرُوْفْ
عَنْ كَلِمَـةٍ تَسْتَلُّ دَمْعِيْ وَتَمْتَهِنُ الجُنُوْنْ



أيَا مَقَادِيْرَ السَمَاءِ ... تَهَلَّلِيْ !
وَاهْطُلِيْ مَطَـرَاً يَتِيْمَـاً وَاسْخَرِيْ
فَـ الزَّيْفُ أقْحَلَ سَاحَةَ الأَيْـامِ
وَآهٍـ باَتَ لَيْلَاً لَا يَنْجَلِيْ !



يَا تَلَابِيْبَ الغُيُـوْمِ ... تَلَّبَـدِيْ !
وَأمْطِـرِيْ دَمْعَاً شَحِيْحَاً
بَلْ أجْزِلِـيْ !
فـَ الوَهْمُ سَادَ الوَقْتَ
وَأضْحَتِ السَاعَاتُ رَمَادَ قَهْرٍ لَا يَرْتَوِيْ


حَفِّزِيْ الإحْسَاْس لـِ تَرْتَوِيْ الحَوَاسْ
فـَ البَرْدُ هَمَجِيُ غَرِيْرْ
اكْتَسَحَ فَوْضَى الشُعُوْرِ وَحَطَّمَ الأسَاسْ !



ثُوْرِ بـِ حُنْـقٍ وَاغْضَبِ
لـِ تَيَّتُمِ نَبْضٍ مِنْ ضَمِيْـرٍ مُنْصِفِ


اعْصِفُِ
وَأرْعِدُِ
وَأبْرِقُِ


وَأهِيْلُِ سَيْلَاً مِنَ الأمْطَارِ لـِ تَغْسِلِيْ
شَوَائِبَ الغُبَـارِ وَالألَـمْ
صَدَأ النُفُوْسِ فَـ تَبْعَثِيْ فِيْ رُكْنِهَا النَدَمْ
وَيَسْتَحِيْلَ كَيَانُ الحُزْنِ أنَّـةً فِيْ مَسْرَحِ العَدَمْ !



اهْطُلِـيْ
وَاهْطُلِـيْ
وأنا
أتابعَُ السُقُـوْطْ


فَلَا قَرَارَ اليَوْمَ لِـِ حُزْنِيَ المَبْعُوْثَ مِنْ رُفَاتِ الهُبُوْطْ !



اهْطُلِـيْ
وَاهْطُلِـيْ
وَتَابِعِيْ السُقُـوْطْ


فَلَا نِهَايَةَ تُرْجَى فِيْ ظِلِّ أشْبَاحِ الجُمُوْدْ


أذِيْبُِ جَلِيْدَ قَهْرٍ تَكَلَّسَ فِيْ حَقَائِبِ الجُحُوْدْ
فَقَدْ تَكُوْنُ تِلْكَ بِدَايَـةُ الصُمُوْدْ
أوْ خُطْوَةً فِيْ دَرْبِ بَسْمَةٍ تُرِيْدُ أنْ تَعُـوْدْ !



فَـ لْتَسْتَمِرَ يَا مَطَرِيْ بـِ وَحْشِيَةِ الهُطُوْلْ
لـِ تَرْتَوِيْ مَسَامُ الرُّوْحِ وَتَرْقَأ الثُقُوْبْ


وَلْتَلْفُظِ السَمَاءُ كَلِمَةً تَطُوْلْ


فـَ إنِنِّيْ فِيْ ظِلِّهَـا


آهْـٍ ....


سَأُتَابِعُ مَرَاسِمَ السُقُـوْطْ !

فقد لآزمنأ نزفُ أقلامنآ وأروَحًَنأآ