عرض مشاركة واحدة
قديم 09-18-16, 07:48 PM   #1
حنآيآ الروح

الصورة الرمزية حنآيآ الروح

آخر زيارة »  05-19-23 (08:42 AM)
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

Icon28 أبيت ليلي كله لا أهجَعُ



سُعدَى بنت الشَمَردَل الجهنية

أمنَ الحوادِثِ والمَنونِ أروَّعُ **
وأبيتُ ليْلي كلَّهُ لاأهجَعُ

وأبيتُ مُخْليَةً أُبكّي أسعداً **
ولِمثْلِهِ تبْكي العيونُ وتهْمعُ

وتبيَّنُ العيْنُ الطليحةُ أنَّهَا **
تبْكي من الجزَعِ الدخيلِ وتدمَعُ

ولَقَدْ بدا لي قبلُ فيما قدْ مضى **
وعلمْتُ ذاكَ لوَ أنَّ علْماً ينفعُ

أنَّ الحوادثَ والمَنونَ كليهِما **
لا يُعْتِبانِ ولوْ بَكى منْ يجزَعُ

ولقدْ علمْتُ بأنَّ كلَّ مؤَخَّرٍ **
يوماً سبيلَ الأَوَّلينَ سيتْبَعُ

ولقدْ علمتُ لوَ أنَّ علْماً نافعٌ **
أنْ كُلُّ حيٍّ ذاهبٌ فمودِّعُ

أفليْسَ فيمنْ قدْ مضى لي عِبْرةٌ **
هلَكوا وقدْ أيقَنْتُ أنْ لَنْ يرجعُوا

ويْلُ أمِّ قتْلي بالرِصافِ لوَ أنَّهم **
بلَغُوا الرَجاءَ لِقَوْمِهمْ أوْ مُتِّعوا

كِمْ مِنْ جِميعِ الشِمْلِ مِلْتَئِمِ الهَوىِ **
كِانوا كِذلكَ قِبلَهمْ فِتصدَّعُوا

فلْتَبْكِ أَسْعَدَ فتْيةٌ بسَباسبٍ **
أقْوَوْا وأصبحَ زادهُمْ يتمرَّعُ

جادَ أبنُ مجْدعةَ الكميُّ بنفسِهِ **
ولقدْ يرَى أنَّ المَكَرَّ لأشْنَعُ

وَيْلُمِّهِ رجلاً يليذُ بظهرهِ **
إبلاً ونسَّألُ الفَيافي أرْوَعُ

يردُ المياهَ حضيرَةً ونفيضَةً **
ورْدَ القَطاةِ إذا أسْمَأَلَّ التُبَّعُ

وبهِ إلى أخرى الصحابِ تلفُّتٌ **
وبهِ إلى المكروبِ جرْيٌ زَعْزَعُ

ويكبِّرُ القِدْحَ العنودَ ويَعْتَلي **
بأُلَي الصحابِ إذا أصابَ الوعْوعُ

سبَّاقُ عاديَةٍ وهادي سُرْبَةٍ **
ومقاتلٌ بطلٌ ودَاعٍ مِسْقَعُ

ذهبَتْ بهِ بَهْزٌ فأصبحَ جدُّها **
يعْلو وأصْبحَ جدُّ قومِي يخْشَعُ

أجعَلْتَ أسْعَدَ للرماحِ دريَّةً **
هبِلَتْكَ أمُّكَ أيَّ جرْدٍ ترْقَعُ

يا مُطعمَ الركْبِ الجياعِ إذا همُ **
حثُّوا المطيَّ إلى العلَى وتسرَّعوا

وتجاهَدُوا سيْراً فبعْضُ مطِيِّهمْ **
حسْرى مخَلِّفةٌ وبعْضٌ ظُلَّعُ

جوّابُ أوديةٍ بغيرِ صحابةٍ **
كشَّافُ داريِّ الظلامِ مشيَّعُ

هذا على إثْرِ الَّذي هوّ قبْلهُ **
وهوَ المنايَا والسبيلُ المهْيَعُ

هذا اليقينُ فكيفَ أنسَى فقدَهُ **
إنْ رابَ دهرٌ أوْ نَبا بِيَ مضجعُ

إنْ تأتِهِ بعدَ الهُدوِّ لحاجةٍ **
تدعو يُجبْكَ لها نجيبٌ أرْوَعُ

متحلِّبُ الكفَّيْنِ أمْيثُ بارِعٌ **
أنقٌ طُوالُ الساعديْنِ سميْدَعُ

سمْحٌ إذا ما الشَوْلُ حارَدَ رسْلُها **
واسْتَرْوحَ المرَقَ النساءُ الجوَّعُ

منْ بعدَ أسعدَ إذْ فُجِعْتُ بيَوْمِهِ **
والموتُ ممَّا قد يريبُ و يفْجعُ

فوَددْتُ لوْ قُبِلَتْ بأسْعدَ فديةٌ **
ممَّا يضنُّ بهِ المُصابُ الموجَعُ

غادرتْهُ يومَ الرصافِ مجدَّلاً **
خبَرٌ لعمْرُكَ يومَ ذلكْ أشْنَعُ

مما أعجبني