عرض مشاركة واحدة
قديم 10-02-16, 11:36 PM   #16
إحساس شاعر

الصورة الرمزية إحساس شاعر

آخر زيارة »  اليوم (03:35 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



مساء الخير
قرأت موضوعك وتعليقاتك على الأعضاء وتبين لي عدة أمور منها :/
1- تقليل مكانة العرب وتهوينهم
2- عدم الإيمان بالقدر وجعله سببًا للتخلف كما زعمت.
3- التأليب على الزعماء بل على حكام الخليج خاصة ومحاولة استثارة شعوبهم في ظل الأجواء الاقتصادية والزوبعات الإعلامية حول ذلك
4- تناقضك الواضح بين الدعوة والمنهج.
ثم أقول لك إنّ الأوصاف التي تنسبها للعرب على وجه التعريض بهم في كل موضوع من موضوعاتك التي تصب في مجملها على التهوين بشأن العرب وتحقيرهم ومحاولة نزع الثقة بأنفسهم حتى تضيق عليهم الأرض بما رحبت ثم كعادتك قبل أن ترحل بقلمك تلصق أسباب هذا التخلف إلى الزعماء صراحة وإلى الدين والإيمان ضمنًا لتوجّه ضربتين في هجمة واحدة. تأليبًا على الحكام - وهنا- على حكام الخليج خاصة وهذا يتضافر مع احتقاناتك السابقة ضدهم. والضربة الثانية ضد الدين وتهوين أمره واستغباء المؤمنين بالقضاء والقدر الذي عليه يقوم الإيمان حيث هو ركن من أركانه.
إن العرب الذين تتناولهم في موضوعك محقرًا ومصغرًا قادوا العالم قرونًا من الزمن وبنوا الحضارات الإسلامية في وقت كانوا فيه مؤمنين بالله وبقضائه وقدر بل لم يكن فيه مثلك من الملحدين أو المترائين بعباءة الإلحاد.
وأفيدك أن العرب قد اتصفوا بالصفات التي ذكرتها في موضوعك في فترتين :/
الفترة الأولى : حينما لم تشرق عليهم شمس الإسلام في الوقت الذي لم يكن لهم دين !! ولم يكونوا يؤمنون بقدر ولا ببعث ولا حساب كحالك أنت الآن كانوا متفرقين فقراء مهمشين في الحياة
كانوا في مؤخرة الركب يسودها الجهل حتى أشرق عليهم الإسلام وسن لهم سبل الفكر والتطور فتقدموا وهيمنوا بالحق وأقاموا العدل
والفترة الثانية : حينما بدل البعض دينهم وتخلوا عن عزة الدين إلى ذلة الجهل والضلالة فصار من بينهم من لا يدين بدينهم بل يعتنق العداء لهم ولدينهم كأداة حادة في يد معتوه حاقد.
وقد بدأت تلمح بالدعوة إلى الإلحاد حينما ترك لك المجال في كفرك بالقدر وهو ركن من أركان الإيمان في ديننا بل تجعله سبباً للتأخر والتخلّف. فأنت ترجئ انهزامية العرب وضعفهم إلى تسليمهم للقدر بلا سعي ولا عزيمة وقد عللت وربطت القدر في غير موضعه مع إجحافك بهمة العرب وسعيهم على مدى التاريخ وكأنك فقط تريد أن تسرّب شيئاً مما تدعو إليه لتضع قدمك على أول الطريق إلى دعوتك الغريبة ..
ولكن ليس ذلك مهمًا بقدر أهمية كيف يمكن الجمع بين متناقضاتك في تعييرك عن العرب بعدم تنظيمهم وانتهاجهم طريقًا للتطوير وانت تبني كل هذا الكون على الصدف وتوكل الأمور إلى الطبيعة ؟!
فما دام أنك تؤمن بأن الخضوع والاستسلام وترك الأمور على ما تسير عليه وعدم تنظيم الحياة بفكرٍ واسع مطلع يؤدي إلى زوال الأشياء وانتهائها فكيف لك ألا تؤمن بأن هذا الكون بما فيه من مخلوقات لم يكن ليبقى إلى الآن منذ ملايين السنين لو ترك للصدف وللطبيعة ولو كان يسير هذا الكون بما فيه من فلك ومن نجوم وبحار وخلائق بلا مدبر مقدر محكم في تقديره مطلع على كل كبيرة وصغيرة.
أي تناقض بين دعوتك ومنهجك ؟؟!

أسفًا إن كنت من أبناء الإسلام فانسلخت منه. لعدم بلوغ عقلك إلى حكمته وعدله وعدم سلامة قلبك لطمأنينته وسكينته . وأسفًا إن كنت غير مسلمٍ في الأصل وما زلت وتحاول أن تكيد للإسلام تحت عباءة الإلحاد هروبًا من الرد عليك من مراجعك وكتبك.