•• الجزء الثاني ••🌸
وقفت ( روز ماري ) قبالة السيد ( جيمي ) و ( بيتر ) تنظر لهما ، و كانت والدتها تقف بجانبها و هي تقول بارتياح
- ها هي ( روز ماري ) جاءت لسماعكما .. إنها عنيدة بعض الشيء لكنها متعقلة .
قالت ( روز ) بصوتٍ واضح
- لا .. أنا لستُ هنا لسماعهم ، و لستُ أريد مناقشةَ أمري و ( بيتر ) فهو بالنسبةِ لي قد حُسم .. أنا جئت لؤأكدَ على رأيي و قراري .
نظرَ السيد ( جيمي ) لـ ( روز ) بخيبة ، أما السيدة ( كاثي ) قالت بعصبية
- لا تقولي ذلكَ يا ( روز ) ، يجبُ أن تصغي لهما !
تكلمَ السيد ( جيمي ) بلطفٍ بالغ
- عزيزتي ( روز ) ، أدركُ مقدار الأذى الذي سببهُ ( بيتر ) ، لكنه يعترفُ بخطئه .. و هو يعدكِ أن لا يتكرر الأمر ثانيةً ، أنتما بالبدايةِ يا ( روز ) يجبُ أن لا تهدمي حياتكما عند أولِ مشكلة!
قال ( بيتر ) بصوتٍ حزين
- أعتذر يا ( روز ) ، أفرط بكل شيءٍ إلا أنتِ .
قالت ( روز ) لـِ ( بيتر ) بانفعال
- ما عاد بيننا أي حديث ، أنتَ فتىً طائش و لن أمضي حياتي معك .
ثم نظرت للسيد ( جيمي ) و قالت بإصرار
- لن أزيد على قولي ، أنا ما عدتُ أريد الزواج من ( بيتر ) .. و ارجو أن تتفهمني يا عمي .. بالإذن .
قالت ذلكَ و استدارت لتغادرَ الغرفة ، أطبقت الباب خلفها و صعدت السلم بسرعةٍ و الألم يعصرها ، ليست متألمة لأجل ( بيتر ) .. إنما تقتلها الصدمة التي تلقتها صباح اليوم ، تؤلمها الخيبة ، و الآمال المتهدمة و أيامها الوردية التي انتهت قبل أن تزهو !
فتحت باب الغرفةِ على عجل ، ألتفتت ( جودي ) و ( صوفي ) إليها و قد اجفلتا من طريقةِ فتحها للباب .
دخلت و أغلقت الباب بهدوء ، و مشت نحو مكتبها الصغير و جلست على الكرسي بصمت مريب .
تبادلت التوأمتان نظرات التساؤل ، ثم بادرت ( جودي ) بالسؤال لـ ( روز )
- ماذا حصلَ بالأسفل !؟
ردت ( روز ) دون أن تلتفتَ إليهما و بصوتٍ ضئيل
- لا شيء ، أخبرتهما بنفسي عن رفضي الزواج .. و عدت .
قالت ( صوفي ) بقلق
- ( روز ماري ) ، أنتِ بخير ؟!
- نعم .. بخير .
قالت ( روز ) ذلكَ و مسحت دموعها العالقة في اهدابها .. ثم سحبت بعض الأوراقِ التي كانت قد بدأت بالكتابة فيها و هي تقول تخاطب نفسها
- لقد نسيتُ أمرَ المسرحيةِ اليوم .. لم أضف شيئاً عليها !
عادت الفتاتان تتبادلان نظراتهما ، هما تعرفان جيداً أن ( روز ) ليستْ على ما يرام و لكنها تكابر !
بينما أمسكت ( روز ماري ) بالقلم و وجهت رأسه على الورق ، كانت تحاول أن تستجمعَ أفكارها لتمضي في الكتابة .. و بعدَ دقيقةِ عجز !
رمت بالقلمِ بقهرٍ و دفعت بالأوراقِ على الأرض بعصبية قائلة
- تباً !
وقفت الفتاتان بفزعٍ و قلق ، و تحركت ( صوفي ) مسرعةً نحوها قائلة
- ( روز ) اهدئي !
اجهشت ( روز ) بالبكاء بعدَ مقاومةٍ فاشلة ، لم تقوى على كبتِ شهقاتها الملتهبة ، و دموعها تأبى إلا أن تفيض حزناً .
دفنت رأسها بين ذراعيها على الطاولة تبكي بصوتٍ مسموع .
أمسكتها ( صوفي ) و هي تواسيها باكيةً و تقول
- عزيزتي ( روز ) ، هوني عليكِ يا أختي .
بينما التفتت ( جودي ) نحو النافذة بوجومٍ تنظرُ ظلمةَ الليل ، و تشكوهُ قلةَ الحيلة .
============
مضى أسبوعٌ على ما حدث ، ( روز ماري ) ما زالت حزينةً بعض الشيء .. إلا أنها أفضلُ حالاً مما كانت عليه ، و عادتْ تسترسلُ كتابةَ مسرحيتها التي بدأتها منذ فترةٍ قصيرة .. و السيدة ( كاثي ) سلمت الأمر كما تشاء ابنتها و لم تعد تؤنبها أو تتحدثُ معها بشأن موضوع ( بيتر ) .
قبل الظهر ، كانت ( روز ) جالسةً في غرفتها تقرأ ما كتبتهُ مؤخراً باندماجٍ شديد ، و سرعان ما توقفت حينما فُتحَ باب الغرفة على أصواتِ شقيقتيها التوأم .. كانتا قد عادتا للتو من الجامعة
قالتا بعد أن وقعَ بصرهما على ( روز ماري )
- أهلاً ( روز ) .
- أهلاً بكما ، كيفَ كان يومكما ؟
قالت ( صوفي ) بتذمر
- كَكلِّ يومٍ جامعيٍ متعب .
جلست ( جودي ) على سريرها و رمت حقيبتها على الأرض قائلة
- بالنسبةِ لي كان ممتعاً جداً .
ثمّ قالت بحماسٍ و هي تقتربُ من ( روز ) الجالسة على سريرها هي الأخرى
- و نحنُ عائدتين من الجامعة و جدنا نزلاءً جُدد في المنزلِ المجاور يا ( روز ) ، و لقد لفتنا الابن كثيراً !
نهضت ( صوفي ) من مكانها و اقتربت من ( روز ) لتجلس بجانبها و تقول هي الأخرى مبتسمة
- كانَ وسيماً جداً ، و يبدو أنه شخصٌ ذا قيمة !
نظرت إليهما ( روز ماري ) باستغرابٍ و على ثغرها ابتسامة ساخرة ، و قالت
- و هل افتُتِنْتُما به ؟!.. ما كل هذا الحماس ؟!
ضحكت التوأمتان و قالت ( جودي )
- تعالي و انظري من خلال النافذة ، لعلّكِ تلمحينه .
و وقفت لتشد بيدِ شقيقتها ( روز ) قائلة
- هيا يا ( روز ) ، اتركي الأوراقَ من يدك .
و ضعت الأوراق على المنضدةِ و وقفت تتبع ( جودي ) نحو النافذة ، و لقد لحقت بهما ( صوفي )
أطلت الفتيات الثلاثة إلى الشارع ، و قالت ( جودي ) تشير للمنزل المجاور بنظرها
- هناك يا ( روز ماري ) انظري إليهم ، ينزلون الأمتعة .
نظرت ( روز ماري ) ناحية المنزل ، كان هناك سيارةٌ ضخمة محملة بالكثير من الأمتعة و الأثاث ، و كان هناكَ شابين ينزلان الأمتعة و يدخلانها إلى داخل المنزل .
قالت ( روز ) و عينيها ما زالتا على الشابين
- أيهما من تعنيين ؟!
قالت ( صوفي ) بخيبة
- لعله دخلَ إلى المنزل ، ليسَ هنا .
قالت ( جودي )
- قد يظهرُ الآن .
في هذهِ اللحظة طرقَ باب الغرفة و فُتح ، ظهرت من خلفه السيدة ( كاثي ) .. و قالت بعدَ أن لفتها منظر الفتيات و هن واقفاتٍ عند النافذة
- ماذا عندكن !؟.. كفاكنَّ هذا ، و أنتِ يا ( روز ) .. تعالي لمساعدتي على تحضير طعام الغداء .
تقدمت ( روز ) إليها قائلة
- حسناً .
- بينما ابتعدتِ التوأمتانِ بخجلٍ و جلستا على سريرِ ( صوفي ) بصمت .
===========
بعدَ الغداء ، كانت السيدة و ابنتها ( روز ) في الصالة تشربان الشاي .. و قد بدأت السيدة بالحديث قائلة
- ( روز ماري ) ، سنذهب غداً صباحاً لزيارة النزلاء الجدد في المنزل المجاور .. يجب علينا زيارتهم و التعرف عليهم .
نظرت ( روز ماري ) لوالدتها بعينينٍ متسعتين و لم تقل شيئاً ، فقالت السيدة مستفهمة
- ما بكِ تحدقين بي هكذا ؟!
- لا شيء بي ، إنما .. كانت أختاي تتحدثانِ عن الأمر عندما عادتا من الجامعة ، لعلهما تريدان الذهاب معنا !.. لتكن الزيارةَ عندَ العصر بعدَ عودتهما من الجامعة .
- حسناً لا يهم متى تكون الزيارة ، و ذلكَ جيد ، سيكون هناكَ وقتاً لصنع بعض الحلوى و أخذها إليهم معنا .
ابتسمت ( روز ) و قالت مؤيدة
- معكِ حق .
و أخذت تحتسي شاياً من كوبها .
و بعدَ أن انهت كوبَ الشاي استأذنت والدتها و صعدت إلى شقيقتيها ، دخلت الغرفة و قالت بسرورٍ لهما
- ( جودي ) .. ( صوفي ) ، لدي خبرٌ سيفرحكما .
رفعت الفتاتين رأسيهما عن كتبهما و قالتا
- ماذا ؟!
اتسعت ابتسامة ( روز ماري ) و جلست على كرسي مكتبها و قالت
- قالت أمي ، سنذهبُ غداً صباحاً لزيارة النزلاء الجدد !
اتسعت عينا الفتاتين و قالت ( صوفي ) بحزن
- صباحاً ؟!
بينما قالت ( جودي ) بانفعال
- ليسَ عدلاً ، أنا أيضاً أريد أن آتي معكما !
و وقفت قائلة و هي تهم بالمغادرة
- سأخبر أمي برغبتي في الذهاب .
قالت ( روز ماري ) ضاحكة
- ما بالكِ يا ( جودي ) ؟.. أنا لم أنهي الحديثَ بعد !
توقفت ( جودي ) و استدارت نحو ( روز ) ، فقالت ( صوفي ) بحماس
- تابعي ( روز ) !
ضحكت ( روز ماري ) و قالت بدهشة
- أنتما حقاً متحمستان للذهاب !.. يبدو أن الشابَ قد سلبكما حقاً !
قالت ( جودي ) بانفعال
- اسرعي و أكملي الكلام .
- طلبتُ من أمي أن نذهبَ لزيارتهم في العصر لأجل أن ترافقانا .. و لقد وافقت أمي على ذلك .
علت الإبتسامةَ شفتي الفتاتين ، و تبادلتا نظراتهما بسعادة و راحة ، ثم قالت ( جودي ) لـ ( روز ) بصوتٍ خجول
- شكراً ( روز ) ، ممتنة جداً .
و قالت ( صوفي )
- أنتِ رائعة يا ( روز ماري )
ابتسمت ( روز ) و قالت
- هيا تابعا الدراسة ، و عندما تنتهيان سنذهب للتسوق .. فوالدتي تريد بعضَ الحاجيات لصنع الحلوى .
قالت الفتاتان و هما تعودان لكتبهما بفرح
- حسناً ..