عرض مشاركة واحدة
قديم 10-14-16, 06:15 AM   #12
مرجانة

الصورة الرمزية مرجانة
~ رونق التوليب ~

آخر زيارة »  اليوم (05:45 PM)
المكان »  في ثنايا أحرفي
الهوايه »  قراءةُ النثرِ ، و كتابتُه .
اللهُمَّ برَحمَتِكَ .. أعِنّا .
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



•• الجزء الثاني ••🌸



وقفت ( روز ماري ) قبالة السيد ( جيمي ) و ( بيتر ) تنظر لهما ، و كانت والدتها تقف بجانبها و هي تقول بارتياح

- ها هي ( روز ماري ) جاءت لسماعكما .. إنها عنيدة بعض الشيء لكنها متعقلة .

قالت ( روز ) بصوتٍ واضح

- لا .. أنا لستُ هنا لسماعهم ، و لستُ أريد مناقشةَ أمري و ( بيتر ) فهو بالنسبةِ لي قد حُسم .. أنا جئت لؤأكدَ على رأيي و قراري .

نظرَ السيد ( جيمي ) لـ ( روز ) بخيبة ، أما السيدة ( كاثي ) قالت بعصبية

- لا تقولي ذلكَ يا ( روز ) ، يجبُ أن تصغي لهما !

تكلمَ السيد ( جيمي ) بلطفٍ بالغ

- عزيزتي ( روز ) ، أدركُ مقدار الأذى الذي سببهُ ( بيتر ) ، لكنه يعترفُ بخطئه .. و هو يعدكِ أن لا يتكرر الأمر ثانيةً ، أنتما بالبدايةِ يا ( روز ) يجبُ أن لا تهدمي حياتكما عند أولِ مشكلة!

قال ( بيتر ) بصوتٍ حزين

- أعتذر يا ( روز ) ، أفرط بكل شيءٍ إلا أنتِ .

قالت ( روز ) لـِ ( بيتر ) بانفعال

- ما عاد بيننا أي حديث ، أنتَ فتىً طائش و لن أمضي حياتي معك .

ثم نظرت للسيد ( جيمي ) و قالت بإصرار

- لن أزيد على قولي ، أنا ما عدتُ أريد الزواج من ( بيتر ) .. و ارجو أن تتفهمني يا عمي .. بالإذن .

قالت ذلكَ و استدارت لتغادرَ الغرفة ، أطبقت الباب خلفها و صعدت السلم بسرعةٍ و الألم يعصرها ، ليست متألمة لأجل ( بيتر ) .. إنما تقتلها الصدمة التي تلقتها صباح اليوم ، تؤلمها الخيبة ، و الآمال المتهدمة و أيامها الوردية التي انتهت قبل أن تزهو !

فتحت باب الغرفةِ على عجل ، ألتفتت ( جودي ) و ( صوفي ) إليها و قد اجفلتا من طريقةِ فتحها للباب .
دخلت و أغلقت الباب بهدوء ، و مشت نحو مكتبها الصغير و جلست على الكرسي بصمت مريب .
تبادلت التوأمتان نظرات التساؤل ، ثم بادرت ( جودي ) بالسؤال لـ ( روز )

- ماذا حصلَ بالأسفل !؟

ردت ( روز ) دون أن تلتفتَ إليهما و بصوتٍ ضئيل

- لا شيء ، أخبرتهما بنفسي عن رفضي الزواج .. و عدت .

قالت ( صوفي ) بقلق

- ( روز ماري ) ، أنتِ بخير ؟!
- نعم .. بخير .

قالت ( روز ) ذلكَ و مسحت دموعها العالقة في اهدابها .. ثم سحبت بعض الأوراقِ التي كانت قد بدأت بالكتابة فيها و هي تقول تخاطب نفسها

- لقد نسيتُ أمرَ المسرحيةِ اليوم .. لم أضف شيئاً عليها !

عادت الفتاتان تتبادلان نظراتهما ، هما تعرفان جيداً أن ( روز ) ليستْ على ما يرام و لكنها تكابر !
بينما أمسكت ( روز ماري ) بالقلم و وجهت رأسه على الورق ، كانت تحاول أن تستجمعَ أفكارها لتمضي في الكتابة .. و بعدَ دقيقةِ عجز !
رمت بالقلمِ بقهرٍ و دفعت بالأوراقِ على الأرض بعصبية قائلة

- تباً !

وقفت الفتاتان بفزعٍ و قلق ، و تحركت ( صوفي ) مسرعةً نحوها قائلة

- ( روز ) اهدئي !

اجهشت ( روز ) بالبكاء بعدَ مقاومةٍ فاشلة ، لم تقوى على كبتِ شهقاتها الملتهبة ، و دموعها تأبى إلا أن تفيض حزناً .
دفنت رأسها بين ذراعيها على الطاولة تبكي بصوتٍ مسموع .
أمسكتها ( صوفي ) و هي تواسيها باكيةً و تقول

- عزيزتي ( روز ) ، هوني عليكِ يا أختي .

بينما التفتت ( جودي ) نحو النافذة بوجومٍ تنظرُ ظلمةَ الليل ، و تشكوهُ قلةَ الحيلة .

============

مضى أسبوعٌ على ما حدث ، ( روز ماري ) ما زالت حزينةً بعض الشيء .. إلا أنها أفضلُ حالاً مما كانت عليه ، و عادتْ تسترسلُ كتابةَ مسرحيتها التي بدأتها منذ فترةٍ قصيرة .. و السيدة ( كاثي ) سلمت الأمر كما تشاء ابنتها و لم تعد تؤنبها أو تتحدثُ معها بشأن موضوع ( بيتر ) .

قبل الظهر ، كانت ( روز ) جالسةً في غرفتها تقرأ ما كتبتهُ مؤخراً باندماجٍ شديد ، و سرعان ما توقفت حينما فُتحَ باب الغرفة على أصواتِ شقيقتيها التوأم .. كانتا قد عادتا للتو من الجامعة

قالتا بعد أن وقعَ بصرهما على ( روز ماري )

- أهلاً ( روز ) .
- أهلاً بكما ، كيفَ كان يومكما ؟

قالت ( صوفي ) بتذمر

- كَكلِّ يومٍ جامعيٍ متعب .

جلست ( جودي ) على سريرها و رمت حقيبتها على الأرض قائلة

- بالنسبةِ لي كان ممتعاً جداً .

ثمّ قالت بحماسٍ و هي تقتربُ من ( روز ) الجالسة على سريرها هي الأخرى

- و نحنُ عائدتين من الجامعة و جدنا نزلاءً جُدد في المنزلِ المجاور يا ( روز ) ، و لقد لفتنا الابن كثيراً !

نهضت ( صوفي ) من مكانها و اقتربت من ( روز ) لتجلس بجانبها و تقول هي الأخرى مبتسمة

- كانَ وسيماً جداً ، و يبدو أنه شخصٌ ذا قيمة !

نظرت إليهما ( روز ماري ) باستغرابٍ و على ثغرها ابتسامة ساخرة ، و قالت

- و هل افتُتِنْتُما به ؟!.. ما كل هذا الحماس ؟!

ضحكت التوأمتان و قالت ( جودي )

- تعالي و انظري من خلال النافذة ، لعلّكِ تلمحينه .

و وقفت لتشد بيدِ شقيقتها ( روز ) قائلة

- هيا يا ( روز ) ، اتركي الأوراقَ من يدك .

و ضعت الأوراق على المنضدةِ و وقفت تتبع ( جودي ) نحو النافذة ، و لقد لحقت بهما ( صوفي )
أطلت الفتيات الثلاثة إلى الشارع ، و قالت ( جودي ) تشير للمنزل المجاور بنظرها

- هناك يا ( روز ماري ) انظري إليهم ، ينزلون الأمتعة .

نظرت ( روز ماري ) ناحية المنزل ، كان هناك سيارةٌ ضخمة محملة بالكثير من الأمتعة و الأثاث ، و كان هناكَ شابين ينزلان الأمتعة و يدخلانها إلى داخل المنزل .
قالت ( روز ) و عينيها ما زالتا على الشابين

- أيهما من تعنيين ؟!

قالت ( صوفي ) بخيبة

- لعله دخلَ إلى المنزل ، ليسَ هنا .

قالت ( جودي )

- قد يظهرُ الآن .

في هذهِ اللحظة طرقَ باب الغرفة و فُتح ، ظهرت من خلفه السيدة ( كاثي ) .. و قالت بعدَ أن لفتها منظر الفتيات و هن واقفاتٍ عند النافذة

- ماذا عندكن !؟.. كفاكنَّ هذا ، و أنتِ يا ( روز ) .. تعالي لمساعدتي على تحضير طعام الغداء .

تقدمت ( روز ) إليها قائلة

- حسناً .

- بينما ابتعدتِ التوأمتانِ بخجلٍ و جلستا على سريرِ ( صوفي ) بصمت .

===========

بعدَ الغداء ، كانت السيدة و ابنتها ( روز ) في الصالة تشربان الشاي .. و قد بدأت السيدة بالحديث قائلة

- ( روز ماري ) ، سنذهب غداً صباحاً لزيارة النزلاء الجدد في المنزل المجاور .. يجب علينا زيارتهم و التعرف عليهم .

نظرت ( روز ماري ) لوالدتها بعينينٍ متسعتين و لم تقل شيئاً ، فقالت السيدة مستفهمة

- ما بكِ تحدقين بي هكذا ؟!
- لا شيء بي ، إنما .. كانت أختاي تتحدثانِ عن الأمر عندما عادتا من الجامعة ، لعلهما تريدان الذهاب معنا !.. لتكن الزيارةَ عندَ العصر بعدَ عودتهما من الجامعة .
- حسناً لا يهم متى تكون الزيارة ، و ذلكَ جيد ، سيكون هناكَ وقتاً لصنع بعض الحلوى و أخذها إليهم معنا .

ابتسمت ( روز ) و قالت مؤيدة

- معكِ حق .

و أخذت تحتسي شاياً من كوبها .
و بعدَ أن انهت كوبَ الشاي استأذنت والدتها و صعدت إلى شقيقتيها ، دخلت الغرفة و قالت بسرورٍ لهما

- ( جودي ) .. ( صوفي ) ، لدي خبرٌ سيفرحكما .

رفعت الفتاتين رأسيهما عن كتبهما و قالتا

- ماذا ؟!

اتسعت ابتسامة ( روز ماري ) و جلست على كرسي مكتبها و قالت

- قالت أمي ، سنذهبُ غداً صباحاً لزيارة النزلاء الجدد !

اتسعت عينا الفتاتين و قالت ( صوفي ) بحزن

- صباحاً ؟!

بينما قالت ( جودي ) بانفعال

- ليسَ عدلاً ، أنا أيضاً أريد أن آتي معكما !

و وقفت قائلة و هي تهم بالمغادرة

- سأخبر أمي برغبتي في الذهاب .

قالت ( روز ماري ) ضاحكة

- ما بالكِ يا ( جودي ) ؟.. أنا لم أنهي الحديثَ بعد !

توقفت ( جودي ) و استدارت نحو ( روز ) ، فقالت ( صوفي ) بحماس

- تابعي ( روز ) !

ضحكت ( روز ماري ) و قالت بدهشة

- أنتما حقاً متحمستان للذهاب !.. يبدو أن الشابَ قد سلبكما حقاً !

قالت ( جودي ) بانفعال

- اسرعي و أكملي الكلام .
- طلبتُ من أمي أن نذهبَ لزيارتهم في العصر لأجل أن ترافقانا .. و لقد وافقت أمي على ذلك .

علت الإبتسامةَ شفتي الفتاتين ، و تبادلتا نظراتهما بسعادة و راحة ، ثم قالت ( جودي ) لـ ( روز ) بصوتٍ خجول

- شكراً ( روز ) ، ممتنة جداً .

و قالت ( صوفي )

- أنتِ رائعة يا ( روز ماري )

ابتسمت ( روز ) و قالت

- هيا تابعا الدراسة ، و عندما تنتهيان سنذهب للتسوق .. فوالدتي تريد بعضَ الحاجيات لصنع الحلوى .

قالت الفتاتان و هما تعودان لكتبهما بفرح

- حسناً ..


 

رد مع اقتباس