عرض مشاركة واحدة
قديم 10-21-16, 11:50 AM   #251
يَعْرُب

الصورة الرمزية يَعْرُب

آخر زيارة »  07-14-23 (03:20 PM)
اصبّر نفسي في الهوى أدبا.
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




- ترى ما الذي كان يفعله الناس كل هذا الوقت ؟ :: :
- ينجبون ، لابد من وجود الجميع ، الجميع اقترفوا كل هذه الذنوب في انتظار الفكرة التي لا يصلون إليها ، في مكان ما سيبدو أن مائدة من الجنة قد نزلت إلى الأرض ، لكن الجميع جوعى ::
- وماذا يفعل عازِفٌ في مكان كهذا ؟
- يدير الحانة ، يؤنب حزنه لأنه لم يقدر أن يسكت أكثر .
- ما الذي كان يصنعه الأشرار في المدينة ؟
- صنعوا الآخر ، ثم صنعوا لنا فرصة الاستمتاع بأماكن أخرى ، كان من غير المحتمل أن نعيش وحيدين أو في مكان واحد .
- والطيبون ؟
- كان ثمة مكان بانتظارهم ، قيل أن سفينة مرت بالشاطئ وحملتهم معها قبل سنوات ..
عجائز المدينة يروون أسطورة عن هؤلاء الطيبين ، لم يصدقها أحد ، سوى أن طيباً منهم لم يظهر بعد شيوع الرواية
لم يعرف أحد كيف رحلت السفينة تلك الليلة ..
يروى أن أصواتاً تشبه الأمواج كانت تجوب شوارع المدينة ، الكاهن قرب الشاطئ يقسم أن البحر ابتلع الركاب ، لكننا استيقظنا ولم نجد البحر .
.
.
اليوم وقد سخرت مني الآثار التي أنهكني الحفاظ عليها ، أصبح هدوء الطبيعة يغلي رأسي ..
صخب الكون في الماضي كان كافياً ليستر عورات كل هذا الغليان ، اليوم اخترت أن أهدأ ، إذ لم يعد لدي أعضاء أخرى يمكن التضحية بها في سبيل انفجار داخلي آخر ، ويرعبني أنها أشياء سخيفة تلك التي أصبحت قادرة على استعادتي للوعي ، أطفئ المكيف وفجأةً : أنتبه .
وأفكر في الذين عاشوا في الصحراء ، لابد أنهم كانوا راضين بما يكفي للعبث مع كل ذلك الصمت .. فضلاء بما يكفي لتمنحهم الرمال مكرمة الاكتفاء .

الآن تتحرك الأغصان .. لطالما كانت الأرض بحاجة إلى الوقت لتفهم أنَّ لحظات الهدوء كانت ظلماً فادحاً بحق كل الأشياء التي تناسلت أثناء العاصفة
لا تهدئي يا سماء ..
وأنتِ أيتها العواصف لا تهدئي
استمرّي أيتها الغربان
عكّري الأجواء يا أوراق الأغصانِ الميتة
لا تهدأ أيها الرعد
تحرّكي يا نار والتهمي كُل شي
وأنتِ أيتها الأرض ..
لا تهدئي . لا تهدئي




 
مواضيع : يَعْرُب



رد مع اقتباس