عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-16, 04:14 PM   #6
القارظ العنزي

الصورة الرمزية القارظ العنزي

آخر زيارة »  04-24-24 (10:29 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



امير الشوق جميل ما طرحته هنا من افتراض قد حصل لبعضهم ، يا سيدي الابن او البنت يولدون ويجدون اباءهم امامهم ، وهو قدرا مقدورا ، فمنهم من يحسن العشرة مع ابناءه وزوجته ، ومنهم من يضيع الرعية اما جهلا او تجاهلا ، البعض متاثرا بقسوة البادية وشظف العيش ، مما اكسبه بسبب ذلك قسوة في القلب والتعامل ، مع انه يرى نفسه حنونا والضرب بالنسبة له نوع من التربية ، لقد عشنا طفولة البادية ، وجفاء الاباء وقسوتهم ، وضربهم لنا كيف ما كان واينما كان ، فاذا تدخلت تلك الام الحنونة نالها نصيب مما ينالنا من تلك الهجمة القاسية ، فتعود الام الحنونة الى حجرتها مكلومة تغص بالعبرات ، وها نحن نجعل كل ذلك خلفنا وجزء من الذكريات ، ليس اليتيم من فقد الاب والام ، بل اليتيم من فقدهم وهم على قيد الحياة ، فمن الاباء سامحهم الله من اشغلته دنياه عن ولده ومن الامهات من تزوجت ونسيت ذاك الابن الضحية لزواج فاشل بسبب سوء الاختيار او سوء المعاملة ، ورد في التاريخ ان رجلا شكى لعمر بن الخطاب رضي الله عنه عقوق ابنه ، فطلب الخليفة حضورة ، فلما مثل بين يديه عنفه تعنفيا شديدا ، فقال : مهلا امير ، المؤمنين ، ان ابي قد عقني قبل ان اعقه ، قال الخليفة : كيف ذلك ، قال : قد اختار لي امي جارية اشتراها من السوق ، ولم يحسن اختيار نسب امي ، واساء باختيار اسمي فلم يحسن اسمي بين الناس ، ثم لم يربني كغيره من الاباء ، فقال ، عمر للاب اذهب فقد عقيت نفسك قبل ان يعقك ابنك .
يا سيدي جاء في الحديث انت ومالك لابيك ، فان احسن الاب فذاك ، والا فالاحتساب عند الله في كل الابتلاء ، فالله لا يضيع اجر من احسن عملا ، والاخطر من تقصير الاب هو عقوق الابناء ، فمصيبة الاب تغفر ولكن مصيبة الابناء هي الحالقة .
وليس فينا من لم يذق العذاب ، ولكن ليس امامنا الا ان نقول لميتهم رحمه الله ولحيهم سامحك الله ، وجعل الله العوض في الدنيا في صالح الابناء وفي الاخرة في اجر عظيم . اخي وحبيبي امير الشوق لقد اثرت في جرح دفين ، كل ما حاولت طمره مع الايام انتفض علي من جديد . فليس امامي الا ان اقول سامحك الله لما هذا وكانك تعلم ما في قلبي من جروح وقروح مزمنة ، عسى ان ننساها يوما ما . طبت عزيزي وطاب طرحك الموفق . احترامي لسموك .