عرض مشاركة واحدة
قديم 01-04-17, 05:51 PM   #287
يَعْرُب

الصورة الرمزية يَعْرُب

آخر زيارة »  05-14-24 (06:59 AM)
اصبّر نفسي في الهوى أدبا.
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



..


أما بعد ؛

من هذا المنبر المجروح..
أدعوك يا ايها المناضل إلى الإعتراف بثقافة "النسيان" تلك التى تلقى رواجًا كبيرًا هذه الأيام بين المُحبَّين والمُحبَّات، المخلصين منهم.. ومن لعبَ بالقلوب "أكروبات"، بمعنى "خليك لارج" ولا تعوِّل كثيرًا على "حُبّ ما بعد الحداثة" ذاك هو النوع الوحيد المتوفر في هذا الزمن "اللي مش ولابد".

لقد فطنتُ إلى ذلك قبل قليل.. حين عاد إليَّ قلبي "الآثم" الذي فرَّ مني، طرق الباب بلُطف، ودخلَ بكلِّ أدبٍ -على غير عادته- ثم سحبَ كرسيًا وجلس في الرُّكن المُظلم من الغرفة، حقيقةً فكرتُ أن أُسلط عليه مصباحًا وأجلس فوق الكرسي الذي أمامه بوضعيَّة مَعكوسة وكأني "ضابط أمن دولة"، ثم أنهالُ عليه بالأسئلة التي في مُجمَلها إتهامات لا تُصد ولا تُرد، لكنني أشفقتُ عليه إذ تنبهتُ إلى هيئته المنكسرة، ورأسه المطأطأة في استسلام، كان يغمغم: "جئتُ لا أعلم من أين.. ولكني رُكِلت".!

كان يحدثني وكأنه يعتذر عن ما بدر منه من حُبّ: "ها أنا عدت بعدما قُتلت ويا ليتني ما أحببت"، فأُسقط في يدي.!
إبتلعتُ غِصَّتي وأخبرته أن الخيارات لديَّ محدودة، وجدول أعمالي مزدحم ووقتي ضيق، ولا طاقة لي بالبكاء الآن.. غير أنَّ الجُرح الذي شقهُ في صدري بنظراته المتلهفة كان كما جُرح الشجرة المفتوح والفأس قلبي.
هذا المسَاء يبدو صالحًا بما يكفي كي أجرُّ فنجانَ القهوةِ من أُذنِه وأَصطحبُ ورقة عذراء ثم أنتحي ركنًا قصيًّا لأكتب ما بدا لي .
سأؤجلُ كل هزائمي، وخيّبتي في كل شيء الحب والتجارة والعمل والبشر والأحلام، والواقع سأتبرأ من الحزنِ ومن سذاجتي المفرطة وأغلقُ الباب في وجه ثقتي الحمقاء التي كلفتني عاماً من بُكاء على الوفاء المسكوب.


 
مواضيع : يَعْرُب



رد مع اقتباس