عرض مشاركة واحدة
قديم 07-06-10, 06:05 PM   #1
㋡‏ مآع ـآش من يفرقنآ ㋡‏

الصورة الرمزية ㋡‏ مآع ـآش من يفرقنآ ㋡‏

آخر زيارة »  10-29-12 (12:35 PM)

 الأوسمة و جوائز

Post || بين أسرار يوميَّةٍ قدريَّةٍ .. و مصادفاتٍ محضة ||



|| بين أسرار يوميَّةٍ قدريَّةٍ .. و مصادفاتٍ محضة ||





...

تمتلئ حياتنا اليوميَّة بالأسرار القدريَّة

و المصادفات المحضة

منذ صدوح آذان الفجر و حتَّى يتغشَّى المساء السَّواد

و يتمطَّى بجسده على نصف الكرة الأرضيَّة

و يفصل ما بأجسادنا من تيَّار الطّاقة الحركيَّة

فيسكن النَّشاط الجسدي

و نتمطَّى نحن الآخرون وثير أسرَّتنا أو حصير أرضنا

فـنستغرق في مُعجزة النَّوم السُّباتيَّة ..

و مع هذا

تستمرُّ حياتنا اليوميَّة القدريَّة ،

و مُـصادفاتنا المحضة ..

حتَّى مع فصل التَّيار الحركي الجسدي ..

و لكن في صورة الأحلام و المنامات

و الرُّأى الحيَّة ..

هنا يكون النَّشاط حركي ذهني بـمعجزةٍ و قُـدرةٍ إلهيَّة ..

لتستمر أقدار الله فينا

.. حتَّى و نحن في الموتة الصُّغرى ..

...

سادتي ..

ما أسلفته ليس بالجديد عليكم ..

و ما قد أردفه من حديثي قد يكون ــ أيضاً ــ ليس جديداً

و لكن ربَّما يكون غائباً عن أذاهنكم فقط ..

...

(( الأسرار اليوميَّة القدريَّة ، و المصادفات المحضة ))

لا أقصد بها ما يجري في حياتنا من حوادث و أحداث الطبيعة الكونيَّة ..

كالأكل ، و الشُّرب ، و النَّوم ، و المطر ، و إرتفاع درجة الحرارة و انخفاضها ،

و كل ما هو من جنسها ..

بل أعني :

الأشخاص المارِّين بأقدارنا ..

المارقين بأرواحنا ..

الزَّارعين البصمة بأعماقنا ..

المخلِّفين وراءهم إمَّا ابتسامةً صادقةً ..

أو جُرحاً غائراً ..

أو شيئاً بين هذا و ذاك ..



في كل لحظة تُكتب لنا فيها حياة

تمتدُّ بأرواحنا معها مساحةٌ شاسعةٌ من البياض ..

تبحث عن أصباغٍ أخرى ،

و بصماتٍ أخرى ؛

لتشبع حاجتها الفطريَّة ..

.. بـحكم أنَّ الإنسان اجتماعيٌّ بطبعه ..

فما استطاع آدام البقاء بلا أنيس و هو في جنَّة الخُلد بـعظمتها .. !

فكيف بنا نحن البُسطاء على هذه البسيطة ؟!

من هنا وُجدنا و تزاوجنا و تكاثرنا و استمرَّينا ..

و التقينا مع هذا وذاك ..

نصافح حيناً ، و نتبادل الأفكار والأخبار حيناً أخرى ..

و قد يؤول بنا الحال إلى اجتماع حول زاد و زواد ..

واتِّحاد أرواحنا و اختلاطها ثم تقاسُمها في أجسادٍ عدَّة ..

.. حتَّى يستمر بَنْدُول حياتنا بالحراك إلى أن يشاء الله ..


لكن ما شأن تلك المساحات البيضاء .. !

برأيكم هل من السُّهولة النَّقش عليها بأيِّ أصباغٍ كانت ؟

و ما شأن تلك الأرواح !

هل من السُّهولة ــ أيضاً ــ المروق بها لأيٍّ كان ؟

أم أنَّنا صنُعٌ معقَّدٌ ، و مُعجزةٌ ربَّانيَّة ،

و مخلوق مكرَّم على مدى العصور و الأزمان ..

ليس من مقامنا كـطين سجدت له الملائكة

أن يُعبث معنا ، و ربُّ الأرباب أعلى شأننا

و لا أن يُستهان بكينونتنا و كياننا و فالقُ الإصباحِ كوَّننا .. ؟!


حقُّنا أن تُنقش بأرواحنا أجمل الزَّخارف و الآثار ..

و أن تُربَّى حدائقٌ من أطيب الثِّمار و الأزهار ..

و أن تحتفل بنا مخلوقات الكون أجمع ..

و أن نُسعد لِنَسْعِد ..

و أن تُبنى بأعماقنا جسور الثِّقة ، و الإطمئنان ، و الأمان ..

و أن نحيا كما ينبغي لنا .. و كما يليق بنا ..

لكن ماذا إن كان العكس .. ؟!!

ما ذا لو صُنعت من أعماقنا كهوفٌ مهجورةٌ ؟

و مخابئ ضباعٍ مسعورةٍ ؟

ماذا لو سكنتنا الغربان و الخفافيش قسراً .. ؟

ماذا لو صهل حصان الذَّاكرة بباعثٍ جديدٍ لكلِّ المموياءات الجراحيَّة

القابعة على مركز الألم فيها .. ؟

تُرى أيُّ لجامٍ سيحجمه ؟!

أو على الأقل يُهدِّئ من روعه ؟!

فـلنفرض أننا سنكذب على أنفسنا و نقول التأمت الخلايا الجراحيَّة ..

و تمهَّد الجلد ، و زال النَّدب ..

لكن ماذا عن التصدُّع العابث في جدران الذَّاكرة

و أيُّ طلاءٍ سيمحوه أو سيلحم أجزاؤه ؟

و أيُّ سنونٍ ستتوالى عليه تترى دون أن تنحته ؟