عرض مشاركة واحدة
قديم 07-06-10, 06:06 PM   #2
㋡‏ مآع ـآش من يفرقنآ ㋡‏

الصورة الرمزية ㋡‏ مآع ـآش من يفرقنآ ㋡‏

آخر زيارة »  10-29-12 (12:35 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



تالله أعجب ممَّن يغمس فرشاته بأصباغٍ قاتمة ليلطٍّخ مساحاتنا البيضاء

غير مبالٍ بحجم
التَّشوِّه الذي سيخلِّفه ، و لا للبشاعة
التي سيلدها

جرَّاء
المسخ
الدَّامغ لأعماقه ..


و
أهتف لمن يتخيَّر الأزهار و الثِّمار التي يستخلص منها أصباغه الزَّاهيَّة
..

و كيف يعتني بفرشه النَّاعمة ، و يستغرق في
الشَّهيق و الزَّفير

لينقش إبداعاً زُخرفيّاً على مساحاتنا ، مُراعياً حساسيَّتها و بياضها النَّاصع
..


* صدقوني أيَّها السَّادة ..

ليست مشاعرنا
تافهةً
ليُعزف عليها بأعواد القش ..

و لا هي
مسودَّة
تحتمل عبث الأطفال ..

و لا
هامشاً
تُمارس به المسائل الرِّياضيِّة الصَّعبة ..

و لا
ضمادات
تُلوَّث بالدِّماء لتوقف نزيف غيرها ..


فقط ..

عتبي على من نمنحهم مساحةً حُـــــرَّةً
بيضاء ..

و جسراً صلباً صلداً من
الثِّقة
..

فيلطِّخون مساحاتنا ..

و يهدمون الجسور ..

!!

أتدرون يا سآدة ؟

أسوأ الصَّدمات على الإطلاق تلك التي تلامس مبدأ الثِّقة فتزعزه ..

و تسحق الصُّورة المعنويّة الحسيُّةالعذبة


التي نقشناها نحن لأولئك بأصباغٍ من خُلاصة
الأزهارالنديَّة
..

و
نحتناها بأعماق الرُّوح ، و أطَّرناها
بإطار الذَّاكرة ..

فتضحى بقايانا مخلّفات بعبق
الشّظايا

و نكهة الحُطام ، و رائحة الهلاك ..
!!


أعزائي ..

ليس
نحن من نرسم حياتنا اليوميَّة القدريَّة

و
لا
مُصادفاتنا المحضة

ففي صحائفنا قد
دُوِّنت
منذ الأزل ..

و
لا
نحن من نرسم خطواتنا لأقدارنا و مصادفاتنا تلك ..

و
لا
نحن من نتخيَّر من ترمينا أقدارنا عليهم ..

و
لا
نحن من شكَّلنا شخصياتهم و ذواتهم ..

و
لا
نحن من رسمنا حدود أبعادهم و تخيُّلاتهم ..

و لا نحن من علَّمناهم إزدواجية الرّسم و التَّلوين ..

و
لا
نحن من أعطيناهم الفرشاة ، و استخلصنا لهم الأصباغ ..

لكن نحن من نمتلك مساحتنا البيضاء


و نحن من نقرِّر ما إذا كنَّا راغبين في امتصاص الأرواح الأخرى

أم غير راغبين ..


و إن رغبنا ما مقدار المساحة المسموحة
بها لهم ..؟

و
بأيِّ أصباغٍ
تُنقش و تُرسم علاماتهم .. ؟

و ما
دقَّة الفرش
المستعملة لعملهم .. ؟

و قَبْلاً ..

من أيِّ
المعاهد
تخرَّجوا ؟

و على
يد من
تتلمذوا ؟


تخيّر صاحابي من تُمكِّنه من نفسك
فتقف أمامه ، و تكشف له مساحتك ..

و ليس بالضَّرورة أن
تُطيل
المدى في المكوث في حظيرته و بين يدي حضرته

لتُقرِّر
ما إذا كان أهلاً لمساحتك أم لا ..

فأغلب الأشخاص هم عابرو سبيل
تجمعك بهم مصلحةٌ ما للحظات معدودة ..

و مع هذا
حتماً و من غير أن يُدرك سيقتطع
جزءاً من لحضاته

و يحمل فرشاته
ليرسم
نقشا بأصباغه

على مساحتك
البيضاء
..

و من غير أن
تشعر أنت ، أو تُقرِّر
برفضٍ أو قبولٍ

ستمنحه
جزءاً من مساحتك ..

تلك
مُسلَّمات في عالمنا الإنساني الإجتماعي
..

و
أقدارٌ
لا
مفرَّ منها و لا مهرب ..

لكن
يكمن دورك في توجيه مسارات

و انحناءات تلك الفرشاة على مساحتك !


أنت
من سيتحرَّك أمامها حتى ترسم النَّقش الذي تريد ..

لا الذي يُراد ..

و
أنت من ستربِّي مساحتك لتمتصَّ الأصباغ التي تريد
..

لا التي تُراد ..

معادلةٌ سهلةٌ ممتنعةٌ ..

حلّها :
( أنت )



ختاماً :

أجزم بأنَّ أعماقنا تمتلئ بالمساحات البيضاء الشَّاغرة

لكنَّها ما زالت تبحث عن فنانين محترفين يُحسنون

استخدامها لرسم لوحةٍ فنيَّةٍ زُخرفيَّة بشتى الألوان الزَّاهية ..

و بنَّائين آخرين ينصبون فوقها جسور الثِّقة الحيَّة ..

و بين الرَّسم و النَّصب تلد مساحاتٌ مساحاتٌ ..

و تمتدُّ مساحاتٍ من مساحاتٍ ..

لتُرسم و تُنقش ما دمنا أحياء نمارس

(( الأسرار اليوميّة القدريَّة ، و المصادفات المحضة ))


...