عرض مشاركة واحدة
قديم 01-15-17, 01:45 PM   #22
السهم الأخير

الصورة الرمزية السهم الأخير
اترك أثر طيب

آخر زيارة »  يوم أمس (02:26 PM)
المكان »  صلالة - سلطنة عمان
الهوايه »  الخيول و الطبيعة
رحم الله إمرء عرف قدر نفسه
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




يا الله ما أجمل هذا الكلام !!!

لغز قرأته مرارا وحاولتُ جاهدا فك شفرته المعقدة ولم أستطع .

تخيلتُ ذلك السجين وحاولتُ أن أتخيله تجسيدا للصمت والصبر أحيانا والعزم والإصرار والتحمل والطموح والصمود فالتمستُ قصة حزينة وراء كل هذه المشاهد .

لا أعلم حقيقة ما الذي رسمته هذه المخيلة الغامضة جدا . أعترف أن المشهد أكبر من قدراتي وسأحتاج زمنا لأفهم المغزى . ولكنني سأدلي بدلوي بناء على ما فهمته.

رايته وقد حاول الصمود ولكن دون جدوى
تقدمت نحوه فنهض بتثاقل على قدميه
و هو يصر على عدم اقترابي و مراقبتي له


لعل الذي في السجن ليس بالضرورة أن يكون رجلا حقيقيا ولعل المشهد يوحي بأن السجين هو دلالة على الوالد المغترب العاجز لقلة ذات يده . ولكنني أراه تجسيدا لكيان الصبر والتحمل .

الصامد لا يعجبه أن يراه من يسعى لحمايتهم وهو ضعيف لأنه يناضل لكي يقوي ضعفهم فلا يمكن أن يضعف أمامهم .


ارجعي اهربي اوجدي لنفسك مخرجا
ليس عليك ان تفعلي شيئ لأجلي


أجدُ هنا أن الصبر رأى في ملامح تلك الطفلة غضبا وانتقاما لا يتناسبان مع مظهرها الطفولي البريء وقد يجازف الطفل بحياته ليبتسم وهو يخطو خطوات نحو النهاية .

لا وقت للطفل البريء لكي يحلل الخطورة بل يبتسم للحياة ويتعلق بها وهنا يذهب ضحية أمور لم يكن يظن أنها مؤلمة حقا.



لا تقلق لن يحدث لي شيئ
كما اني لا احتمل رؤية دمعة رجل


هنا تخيلتُ مشهد تلك الطفلة التي يحيط بها عالم مرعب ومخيف ولكنها تستمد قوتها من ذلك الوجه الحنون والمربي الذي يأمرها بالصمت وعدم الخوف .


غادرته ليس هربا بل تراجعا للخلف بقدمي الصغيرتين
دون ان ادير له ظهري ولم تفارقني ابتسامتي له
ولم انسى عينيه الباكيتين ...


مشهد جميل ومؤثر للغاية أن تعيش كل لحظات الوداع بأدق تفاصيلها وتغادر وأنت غير راغب بالرحيل. والأجمل دموع من نفارق وهي توهمنا بأنها لن تسيل على فراق .

كأن ذلك السجين لا يريد لتلك الطفلة أن تراه يعاني لكي تعيش هي بكل براءتها وطفولتها دون الإحساس بقسوة الحياة.

ولكن ذلك السجين نسى أن تلك الطفلة قد شربت من لبن القسوة وترعرت في أحضان التحدي وأفطمت على القسوة لتعيش مراحل متقدمة من الحرمان والمعاناة.



هل مازلت تذكرني؟
ها انا كبرت الان و عرفتك وانت لا تعلم ! ؟
ليتي استطيع ان اراك مجددا و ارد لك تلك الجملة
وتسمعني اقول:


بل انت ليس عليك ان تفعل شيئ لأجلي .

لانك فعلت الكثير ايها الرجل العظيم ...


من أقسى الأمور في الحياة أن تحس بأنك تخفي الوجع وأن الآخرين متأكدون أن الوجع موجود غير أنهم لا يستطيعون إجبارك على الإعتراف والبوح به فهو يغلي في فؤادك حتى يصبح الضمير ثائرا يحمل من القسوة ما يوجع القسوة .

حاملة القلم الراقي مطر الفجر إن كانت الخاطرة لها صلة بالذات فأظن أنني لمحت فيها شيئا في حياتك لا أبوح به لأحد وإن كانت مجرد خاطرة عابرة فلله در هذا الخيال الذي أجاد صياغة هذه الدرر.


كوني في العلالي دائما