عرض مشاركة واحدة
قديم 01-25-17, 04:04 PM   #1
الفزاعة

الصورة الرمزية الفزاعة

آخر زيارة »  02-17-17 (05:39 PM)
لا حياة مع اليـأس.

 الأوسمة و جوائز

Icon1 الفزاعة. ( الجزء الأول )



"...فبعد كل شيء, أنا مجرد فزاعة..."

البداية.

فصل الصيف الحار, و توهج الشمس البيضاء وسط السماء الزرقاء. يقوم رجل بدفع ثمن مزرعة قد إشتاراها لتوه. رجل ثري ضجر من صخب المدينة و إرهاقها فقرر الإنفراد بنفسه و عائلته و العيش في هدوء. هي مزرعة تقع في سهول جنوب قرية الورود. بها منزل كبير قديم بعض الشيء, وأرضها شاسعة المساحة لكنها مهملة, وبجوارها نهر. وبعد أن انتهى الرجل من دفع ما تبقى له من ثمنها توجه إلى داخل المنزل, منزل كبير يملأه الغبار و الصراصير, وهو يتمشى, يسمع صوت الخشب البالي في كل خطوة يخطوها. فقام بإستئجار بعض العمال و شرع في إصلاحه.

إتخذ أصلاح المنزل أشهر الصيف الثلاثة كاملة, لكن المنزل أصبح في حلة باهية, و الأرض أصبحت جاهزة للزرع. وهذا فصل الخريف قد حل بلونه البني, و السماء مرتدية معطفها القطني. وهاهي ذي العائلة قادمة لمنزلها الجديد و بدايتها الجديدة. إنبهرت الزوجة و إبنها من المكان بفضل ما قام به زوجها.فقد أصبحت الأرض ظاهرة بعد أن كانت محجوبة بالنفايات و الصخور, و أصبح المنزل يبدو جديدا بألوانه الخلابة و وروده الجميلة. دخل الإبن مسرعا إلى غرفته لينبهر بالهدايا اللتي تركها له والده فيها و ينبهر أكثر بالإطلالة الرائعة على النهر و غروب الشمس. وبعد أن استقرت العائلة قرر الرجل أن يبدأ عمله بالأرض, فذهب لإحضار فلاح صديق له كان قد عرض عليه الإشتغال عنده فوافق. فقاموا معا بمساعدة بعض الرجال بنشر السماد و حرث التربة و زرع القمح و بعض الخضر والفواكه.

و هاهو صباح يوم الثلاثاء. يوم مشمس جميل, تنشرفيه العصافير سعادتها بتغاريدها المبهجة. يقوم الفلاح و إبنته الصغيرة وصديقها الدب القطني, داخلة الحضيرة بصناعة فزاعة لوضعها وسط الحقل لحماية المزروعات. تجلس الفتاة الصغيرة على كومة التبن و تتمعن في أبيها بنظراتها البريئة وهو ينشئ الهيكل, يطيح به أرضا ثم يلبسه معطفا أسود قديم ثم يضع فوق رأسه قبعة دائرية سوداء كبيرة. هكذا تمت صناعة شيء جامد, من أشياء جامدة.

بعد أن إنتهوا من عملهم, أخذوا الفزاعة لوضعها وسط الحقل, وهو يضعها سألت الفتاة الصغيرة والدها:" ما هذا الشيء يا أبي؟" فأجاب والدها:"هذه فزاعة يا ريم", "فزاعة؟ أسم غريب. و لما صنعتها يا أبي؟" "لحماية الحقل من الغربان يا ابنتي" أجاب الوالد. و بعد أن إنتها من نصبها عاد لمنزله و بقيت الفتاة لمدة وجيزة تتأمل هذا الشيء دو الإسم الغريب, ثم كتبت على هيكله "الفزاعة"...

يتبع...


رجاءا لا تبخلوا علي بإنتقاداتكم إن كانت لكم خبرة بالكتابة و شكرا.

أتمنى لكم يوم سعيدا.


:eh_s(8):